تجاهل مجلس مدينة ريزيسوزف جنوب شرق بولندا قرب الحدود الأوكرانية مطالب بعض النشطاء بإزالة نصب تذكاري يعود للحقبة السوفيتية المتواجد وسط المدينة منذ عام 1950. وقال ماسيج شلودنيكي المتحدث باسم إدارة المدينة لمصدر إعلامي بولندي:"شيد النصب التذكاري عام 1950 وسط المدينة، امتنانا للجيش الأحمر على مساهمته في الحرب العالمية الثانية ضد النازية". وأضاف شلودنيكي "الذي حررمدينة، رزيسزو هو الجيش السوفيتي نفسه، وهذه حقيقة لايمكن تجاهلها لاتقبل الجدل، ما حدث بعد ذلك هو مسألة مختلفة، ولكن لا يمكن لأحد تغيير الحقائق، والعديد من المواطنيين الأبرياء لقوا حتفهم في تلك الحرب" وتابع " يجب عدم إزالة هذا النصب التذكاري، هذا لن يغير التاريخ". جاءت رسالة، ماسيج شلودنيكي ردا على تهافت مطالب عدد من النشطاء المعاديين للشيوعية والنازية من بينهم الناشط فلودزيميرز نواك وهو ناشط في مركز لمحاكمة الفاشية والشيوعين، إذ طالب الناشط السلطات المحلية ومجلس المدينة بإزالة النصب التذكارية العائدة للحقبة السوفيتية، والذي اعتبر أن وجودها في المدينة بمثابة "سخرية من الشعب البولندي"، مضيفا أن السوفييت أثناء تواجدهم قتلوا الآلاف من الوطنيين البولنديين. وأوضح الناشط نواك في بيان بعثه إلى مجلس المدينة إلى أن استمرار وجود التذكار في ساحة ضحايا غيتو، المكان الذي تم فيه اعتقال 15000 يهوديا قبل إرسالهم إلى معسكرات الموت، بمثابة " تدنيس "، وأنه ينبغي الاستعاضة عنه بلوحة تذكارية لضحايا الحرب العالمية الثانية. وكان معهد الإرث التاريخي البولندي قد طالب مؤخرا السلطالت المحلية بإزالة فورية لحوالي 500 نصب تذكاري في أرجاء المدينة تعود للحقبة السوفيتية، قبل سن قوانين تلزم الهدم. من جهته حذر أندرزيج ديس، الذي يقود المجلس المحلي في المدينة، أن أي جدال قانوني يتناول هدم النصب التذكارية سيفضي إلى انقسام في المجلس البلدي، تتبعه تعقيدات قانونية وتلك حقيقة أن الأرض التي تحتوي النصب، تم تسليمها إلى جمعيات كاثوليكية قبل عقد من الزمن. وكانت وزارة الخارجية الروسية هددت سابقا بالرد دبلوماسيا في حال إزالة أي نصب تذكارية تعود للحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على التاريخ الحقيقي ورموزه. ويعود تأزم الوضع بسبب الخلافات الايديولوجية بين الجانبين الروسي والبولندي، وتأزم الوضع في أوكرانيا.