عاد ملف الموقوفين الإسلاميين في لبنان، مع إطلاق عدد كبير من السجناء، بسجن رومية والقبة وجزين، ما سموه معركة "الأمعاء الخاوية". وفي الوقت الذي أصر فيه هؤلاء على التوقف عن تناول الطعام، خيط 4 منهم أفواههم بالإبرة والخيط، خاصة إدراجهم بقانون العفو العام الذي قد يصدر. بدأ هذا الإضراب بدعوة من الشيخ خالد حبلص، الذي يقبع في سجن رومية، منذ توقيفه في أبريل 2015. اعتُقل معظم هؤلاء الإسلاميين بسبب تورّطهم في أحداث مخيم نهر البارد التي دارت بين تنظيم فتح الإسلام والجيش اللبناني في عام 2007، إضافةً إلى مشاركين في معارك جبل محسن وباب التبانة، وهي الجبهة الأكثر توتراً في لبنان واندلعت فيها اشتباكات أكثر من مرّة منذ 2008. وتنقسم الجهتان المتقاتلتان مذهبيّاً إلى سُنة وعلويين، كما يشمل الموقوفون مطلوبين أُوقفوا في أعقاب أحداث عبرا، التي شهدت مهاجمة مراكز وحواجز الجيش اللبناني وأسفرت عن سقوط 18 قتيلاً و100 مصاب من ضباط وجنود الجيش اللبناني، والمعركة مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير هذا إضافةً إلى موقوفين شاركوا في معارك بحنين وآخرين قاتلوا ضد الجيش في عرسال. من دون وجه حق وقالت صحيفة الاندبندت البريطانية السجون تضم عدداً كبيراً من الشباب الذين أوقفوا من غير وجه حق، معتبرةً أن ما يجري أشبه بمؤامرة بحق هؤلاء الشبان، وإضرابهم ليس سوى محاولة للضغط تحقيقاً لما يرونه حقاً لهم. وأشارت إلى أن الموقوفين يتم تعذيبهم جسدياً ويتعرّضون للضرب، خاصة في سجنَي الريحانية والرملة البيضا، علماً أن هذين السجنين غير تابعين لوزارة الداخلية؛ بل لوزارة الدفاع، وأشارت إلى تسجيل حالات "جرب" في السجن الأخير. وأضافت أن أهالي السجناء في رومية يشترون أغراضاً بأسعار مرتفعة من داخل السجن لأبنائهم، وأنّها شخصياً تدفع 100 دولار أسبوعياً لشقيقها لكي يشتري الطعام، وشبّهت سجن رومية ب"غوانتانامو". وأشارت الى أن شقيقها الثاني أُوقف 3 سنوات في رومية من دون محاكمة، وعندما عُيّنت جلسة للمحاكمة، صدر الحكم بسجنه سنتين فقط، وبذلك يكون قد انتظر في السجن وهو موقوف أكثر من الفترة السجنية التي يجب أن يقضيها. وكثُر في الآونة الأخيرة توقيف الشباب، الذين ينتمون إلى الطائفة السنية، بعد اتهامهم بالمشاركة في الأحداث السابقة، وضُبط كثيرون يتبعون لجماعة الشيخ خالد محمد، المعروف بالشيخ خالد حبلص، والذي كان يدعو في خطاباته الناريّة ب"مسجد هارون" في منطقة بحنين، إلى الانشقاق عن الجيش. عدد كبير وللإطلاع على الأرقام الرسمية، كشف مستشار وزير الداخلية لشؤون السجون العميد منير شعبان ل"هاف بوست عربي" أنه يوجد نحو 800 سجين إسلامي في رومية، و200 بطرابلس ونحو 60 في جزين. ولفت إلى أنه زار السجناء في اليوم الذي بدأوا إضرابهم فيه، ومن أبرز مطالبهم التسريع في المحاكمات وحلّ الملفات العالقة وأن يشملهم العفو العام، وقد تمّت طمأنتهم بالنظر بشكل جدّي إلى ما يصبون إليه. مبادرة للعفو وكشف عن مبادرة وزير الداخلية، نهاد المشنوق، بالتنسيق مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الوزراء سعد الحريري، والتي تقضي بتشكيل لجنة تضمّ عدداً من المحامين سيبدأون عملهم؛ لملاحقة القضايا القانونية العالقة للمساجين، خلال 3 أيام كحد أقصى. وعن حالات الإغماء بين السجناء، قال إنّه تمّ نقل 3 سجناء فقط إلى المستشفيات للعلاج، فيما عولجت بعض الحالات في مستوصف السجن، وهو أشبه بمستشفى ميداني، شُيّد بالتعاون مع الصليب الأحمر. وعن المطالب بتأمين الطعام النظيف، لفت إلى أنّ مطبخ السجن مؤمّن بتجهيزات عالية، وهي في الأصل هبة إيطالية، ويضمّ المطبخ 14 عاملاً، بينهم عسكريون. كذلك، لفت إلى أن الدكان في السجن الذي يشتري منه الأهالي، والذي اشتكى البعض من ارتفاع الأسعار فيه يؤمّن أسعاراً مناسبة ومنخفضة، وتتم مراقبتها وتفحّص تاريخ الإنتاج وصلاحية كلّ منتج. كما نفى تعرّض المساجين للضرب في رومية، ولفت إلى أنّ الضرب أمر ممنوع، وتوجد لجنة في وزارة الداخليّة لمناهضة التعذيب بالسجون، تجول بشكل شهري على السجون، وتنقل شكاوى المساجين حول تعرضهم للضرب والتعذيب. وكشف أنّه بعد إطلاق المشنوق مبادرته، عُلم أنّ لجنة أهالي الموقوفين الإسلاميين ستجتمع في الشمال السبت 20 مايو الجاري، بعدما وصلت رسالتهم من الإضراب عن الطعام إلى المختصين، ومن المرجّح أن يعلنوا تعليق إضراب الإسلاميين عن الطعام يوم السبت. كما قال إنّ وزارة الداخليّة تؤمّن النقليات لأهالي السجناء، للقدوم من طرابلس إلى بيروت، للقاء أبنائهم.