أحد الأحياء العريقة في قاهرة المعز، وتشهد مبانيه وجدرانها على تاريخ طويل لعصور الدولة الفاطمية على التحديد، حيث تم إنشاء هذا الحي مع بناء مسجد الحسين في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية، وذلك تحت إشراف الوزير الصالح طلائع. الوصف يضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على حي خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه، وقد تجدد بناء الحي في أيام عباس الأول والخديوي إسماعيل، وذلك لأنهما اهتما كثيرا بالعمران والعمارة. التاريخ وأمر الخديوي إسماعيل بتجديد المسجد وتوسيعه حيث استمر العمل به عشر سنوات حتي انتهي عام 1290 فيما عدا المئذنة التى كمل بناؤها عام 1295هجرية، ومن أهم ما عثر عليه في المشهد الحسيني تابوت خشبى جميل وجد في حجرة أسفل المقصورة النحاسية وسط القبة يتوصل إليها من فتحتين صغيرتين بالأرضية. وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام فانتهزت إدارة حفظ الآثار العربية هذه الفرصة للتحقق من وجود هذا التابوت ولما وجدته وعاينته، رفعته من مكانه وأصلحته ثم نقلته إلى دار الآثار العربية ليعرض بها. ولهذا التابوت ثلاثة جوانب وهو مصنوع من خشب التك المستورد من جزر الهندالشرقية وقد قسمت وجهته وجانباه إلى مستطيلات يحيط بها ويفصلها بعضها عن بعض إطارات محفورة بالخطين الكوفى والنسخ المزخرفين وتجمعت هذه المستطيلات على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات مزدانة بزخارف نباتية دقيقة تنوعت أشكالها وأوضاعها. ولم يبق في هذا المسجد اي آثار من العهد الفاطمي إلا الباب الأخضر فقط، أما مئذنة المسجد فهي من عمل أبي القاسم السكري، وهي حافلة بالزخارف الأيوبية، كما قام المهندس الاسلامى الشهير عبدالرحمن كتخدا سنة 1861 ميلادية ببناء القبة والجزء العلوي من مئذنة الباب الأخضر، وقد تم زيادة مساحته لأكثر من النصف وأضيف له مبنى مكون من دورين وكذلك دورة مياه مستقلة عن المسجد. المسجد وفي عام 1965ميلادية أهدت طائفة البهرة مقصورة من الفضة المرصعة بصفوف من الماس، وفى عام 1893 تم إنشاء حجرة صغيرة داخل المسجد والتي تضم بعض الآثار النبوية مثل سيف رسول الله صلى الله علية وسلم وخصلة من شعره. والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي، بينما بنيت منارته على نمط المآذن العثمانية فهي أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهى بمخروط، وللمشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية وباب بالوجهة القبلية وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء. ويشتمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه من الخردة الدقيقة التى اتخذت قطعها الصغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام، وهو مصنوع عام 1303 هجرية، وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التى بنيت عام 1893ميلادية، حيث أودعت فيها المقتنيات النبوية. وداخل المسجد أكبر نجفة في العالم العربي والتي يصل وزنها إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب الخالص وقوائمه من الفضة الخالصة، ويعقد داخل المسجد يومياً أكثر من خمسمائة زيجة قد تصل أيام الخميس والجمعة إلى الألف، حيث يحرص آلاف المصريين على عقد قرانهم داخل المسجد الحسين. اشهر الأماكن في حي الحسين تعد منطقة الحسين من أشهر المناطق الشعبية الأثرية في مصر، تجدها دائماً مكتظة برواد السائحين، عربا كانوا أم أجانب، وهي أيضا منطقة يهوى المصريون زيارتها لوجود ضريح الإمام الحسين بها، كذلك تتميز هذه الرقعة الطاهرة بقدرتها الفائقة علي جذب راغبي السهر. وبالتالي تأتي الكافتيريات والمقاهي الشعبية الكائنة بها كضرورة خدمية لكل رواد هذه المنطقة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بطابعها التراثي، والغريب أنه علي الرغم من وجود تلك المقاهي في منطقة شعبية إلا أنها ترفع شعار الخدمة خمسة نجوم والأسعار سياحية. ومقهى الفيشاوي أشهر مقاهي الحسين وأقدمها، أنشيء منذ 246 عاماً، ومنذ ذلك الحين وهو مصدر جذب للأدباء والشعراء وحديثاً السائحين العرب والأجانب، لتميزه بالفرش العربي والبراويز والأرابيسك، وربما يكون هذا التميز دفع القائمين على المقهى لرفع أسعار المشروبات حيث يصل كوب الشاي الواحد إلى عشرة جنيهات مصرية أو يزيد. ولا يوجد تمييز هناك بين سائح عربي أو أجنبي وبين ابن البلد المصري فالجميع سواء ويدفعون ما يطلب منهم بدون أي اعتراض، وإذا تجرأ أحدهم واعترض على فاتورة الحساب يكون الرد: أنت مش عارف أنت قاعد فين. وبجوار الفيشاوي يقع مقهي لؤلؤة الحسين الذي يبدو للوهلة الأولي أنه مقهى شعبي بسيط، إلا أن صاحبه انتهز فرصة مجاورته لمقهى الفيشاوي ووضع لوحة للأسعار بالعربية والإنجليزية، كتب في أعلاها قائمة الأسعار سياحية وأقل سعر مشروب هو للشاي تسعة جنيهات. ويبرر صاحب المقهى الأمر بقول أن المقهى في منطقة سياحية والكل يأتي إلى هنا للنزهة ويعلم أنه سيدفع الكثير من المال لكي يسعد هو ومن معه سواء كان مصريا أو أجنبيا وليس من المعقول أن يكون سعر الشاي في المقهى عشرة جنيهات ويكون المشروب لدي خمسين قرشا. وايضا مقهى ليالي الحسين الذي يقع أمام مسجد الحسين مباشرة ولا يوجد به لوحة للأسعار وتعتبر الأسعار فيه معقولة وأقل من جميع المقاهي، ولا يتجاوز المشروب عشرة جنيهات وهذه الأسعار موحدة، مع لافتة بأن الفصال ممنوع. ولا يختلف الأمر كثيراً في مقهي ولي النعم المجاور للمشهد الحسيني ومقهى السنوس والملكي، والاسعار فيها مرتفعة أيضا، ومع ذلك لا يمكن مقاطعة المقاهي لأنها نهاية طبيعية للسير في المنطقة لوقت طويل. ويعتبر بيت الهراوي أو زينب خاتون من أشهر معالم المنطقة حيث يقع المقهى خلف مسجد الأزهر مباشرة،وتميزه ساحته الخارجية الواسعة وطريقة تقسيم المكان تتنوع بين جزء يكتظ بالطاولات العادية و آخر مخصص للجلوس على الأرض. ثقافة كما يوجد بيت السحيمي لعروض خيال الظل والاراجوز، وكلها تتبع وزارة الثقافة، وهو مبنى يعود تاريخه إلى أكثر من 300 عام، ووكالة الغوري التي كانت مركزا تجاريا، واصبحت مجمع للمحال التي تبيع المقتنيات التذكارية التي يفضلها السائح والمصري على حد سواء. فنادق أما فندق لو رياض فالإقامة فيه تطيب لمن يحب أن يظل في عبق التاريخ لفترة أطول، وهو مبني على طراز البوتيك، وهو يتميز بالفخامة والبساطة وبه 17 جناح، ولكل منهم طراز في المفروشات والديكور، فهناك الجناح الفرعوني، والمملوكي، وجناح أم كلثوم، وكلها تحتوي على أبرز معالم الفترة الزمنةي المقصودة في محتويات المكان والديكور الخاص به.