رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 15 فبراير الفنان حاتم ذو الفقار، الذي تسكنه روح المغامرة، وحيدا مكتئبا، لدرجة لم يعرف أحد بموته إلا بعد عدة أيام، قدم ما يقرب من 89 عملًا فنيا، ما بين السينما والدراما والسهرات التلفزيونية، واشتهر بأداء دور الشر والنصب والاحتيال والعاشق المخادع على الشاشة. يحيي "أهل مصر" ذكرى وفاته ويرصد أهم المعلومات عن حياته. نشأته: ولد حاتم محمد محمود راضي الشهير بحاتم ذو الفقار في 5 يناير 1952 بقرية ساحل الجوابر بمركز الشهداء التابع لمحافظة المنوفية. عاش مع أسرته بمنطقة العباسية بالقاهرة، وهو الشقيق الأوسط بين الأخ الأكبر المهندس ماهر راضي، والشقيقة الصغرى الطبيبة "أنوار". أسرته: ينتمي "حاتم" لإحدى العائلات العريقة والثرية التي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي بالقرية، وتوجد عزبة تسمي "عزبة راضي" نسبةً إلي العائلة، إلا أنه حصل علي لقب "ذو الفقار" من الفنان الراحل صلاح ذو الفقار الذي كان يجاوره في السكن بمنطقة العباسية وأخبره أنه يحمل ملامح عائلات "ذو الفقار". كان والد حاتم الذي يعمل بالهندسة يرغب في إلحاق ابنه بالكلية الحربية، لكنه فضل الالتحاق بمعهد التمثيل، ما دفعه إلي ترك الدراسة بالكلية الحربية بعد أن قضي بها عامين خاصة أنه كان يعاني من مشاكل في التمارين الرياضية، وحصل علي بكالوريوس من قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية في السبعينيات، وغضب منه والده وقاطعه مدة طويلة. بداية مشوارة الفنى: في بدايته عمل مساعدا للإخراج مع جلال الشرقاوى، وقال "إن عملي مع جلال الشرقاوي منحنى القدرة على أن أقف على أرض صلبة فقدمت معه مسرحية (شهرزاد و8 ستات) بطولة هدى سلطان وزبيدة ثروت ومحمد عوض، ثم قدمت للمسرح (تاجر البندقية) في شخصية اليهودي البخيل وهو من أجمل أدواري". بعد عمله كمساعد مخرج ومشاركته في مسرحيات المخرج جلال الشرقاوي، قال له: "خلاص ممكن تأخذ طريقك إلى التمثيل وأنت مطمئن"، وبعدها بدأ البحث عن الفرصة إلى أن رشحه محمود مرسي الذي كان أستاذه في المعهد للمشاركة في مسلسل "قيود من ذهب" مع المخرج أحمد توفيق، وبعدها شق طريقه إلى عالم التمثيل. بداياته مع المسرح: بدأ مشواره الفني عبر المسرح القومي الذي قدم به العديد من العروض المسرحية، إلا أنه قدم استقالته عام 1986 للفنانة سميحة أيوب مديرة المسرح القومي آنذاك، احتجاجًا علي استدعائه للمشاركة في عرض مسرحية "السبنسة" عند إعادة عرضها، في وقت انهماكه وانشغاله ببروفات مسرحية أخري بمسرح القطاع الخاص. زوجاته: تزوج 3 مرات لكنه لم ينجب في أي منها، الأولى من كريمة إبراهيم الورداني، والثانية الفنانة نورا، شقيقة الفنانة بوسي، والثالثة انتهت قبل 10 سنوات من وفاته وكانت من خارج الوسط الفني. من أبرز أعماله السينمائية: شارك الفقار بمجموعة من أهم الأعمال فى السينما منها فيلم "العمر لحظة، وحكمت المحكمة، والغول، وعنتر شايل سيفه، والمدبح، وبيت القاضي، وبنات في الخارج، والتخشيبة، وسري للغاية، وقبل الوداع، وعشرة علي عشرة، ونشالات فاتنات، ورجل في عيون امرأة، والمشاغبون في البحرية، وآه وآه من شربات"، وغيرها من الأفلام الناجحة المميزة. أبرز أعماله التليفزيونية: قدم "حاتم" عددا من الأعمال التلفزيونية المتميزة منها "بصمة في الظلام، ودموع القمر، والرجل، والطريق، وفلاح في بلاط صاحبة الجلالة، ونساء في الغربة ودقات الساعة"، وغيرها من المسلسلات الدرامية. سهرات التليفزيون: قدم عدد من السهرات التلفزيونية، على الشاشة الصغيرة، منها "بلاغ، ويوميات مخرج إعلانات، ونداء الورد، والمصير المحتوم، ومسألة شرف، والأرملة، وموعد في الإنعاش، والخلع قبل الخبز أحيانا، وأحلام في الهواء، واللغز". قصة إدمانه: كان حاتم حديث الوسط الفني في الثمانينات خاصة أنه ظل يمارس الإدمان بكل أنواعه، فبدأ بتناول الحشيش وانتهى بالهيروين، وقد تزوج من الفنانة المعتزلة، نورا، وتم الطلاق بسبب الإفراط في تناول المخدرات. تم القبض على "ذو الفقار" أكثر من مرة بتهمة تعاطي الهيروين ومرة أخرى بحوزته مخدرات، لكن أخطرها عندما ألقت مباحث مكافحة المخدرات القبض عليه في شقة صديقه بالعباسية في 15 نوفمبر 1987 بعد أن أكدت التحريات تردده على هذا الوكر وضبط بحوزة تاجر المخدرات 113 جرامًا من الكوكاين كما ضبطت 6 جرامات من الهيروين مع ذو الفقار و9 جرامات من الحشيش بالإضافة إلى 5 أقراص إسكونال و3 سنتيمترات من مخدر الماكستون فورت وتمت مصادرة جميع هذه المضبوطات. وأحالته النيابة العامة عقب ذلك إلى المحاكمة محبوسا، وأصدرت المحكمة حكمها بحبس ذو الفقار، لمدة عام وتغريمه 500 جنيه، ومعاقبة زميله، سعيد حافظ، الذي ضبط في الوكر بالأشغال الشاقة لمدة 5 سنوات بتهمة إدارة مسكنه لتعاطي المخدرات. تكررت واقعة ضبطه في 5 مايو 1994 حيث عثر بمسكنه بالعباسية على 5 تذاكر هيروين داخل ملابسه ولفافة أفيون ومبلغ 185 جنيهًا لكنه حصل على حكم ببراءته من تهمة الاتجار في المخدرات في 27 يوليو 1994. كانت واقعة الضبط الثالثة في 5 فبراير 1995 عندما ضبطته مباحث الإسكندرية مع صديقه إبراهيم صديق، تاجر المخدرات، الذي تعرف عليه في سجن "أبو زعبل" عندما كان يقضى فترة عقوبة السجن الأولى، وقضت المحكمة ببراءته من تهمة التعاطي للمخدرات لأسباب شكلية في إجراءات القبض والتفتيش. في مارس 2005، رفضت محكمة النقض الطعن المقدم من النيابة العامة لإعادة محاكمة حاتم بتهمة تعاطي وحيازة المخدرات "هيروين"، مؤيدة قرار محكمة جنايات في مدينة الإسكندرية التي برأته قبل 10 أعوام من التهمة. في عام 2000، أرسل حاتم، رسالة إلى وزير الإعلام المصري وقتها صفوت الشريف يرجوه من خلالها مساعدته للعودة إلى العمل في الفن بعد أن شفي تماما من إدمانه على المخدرات وخروجه من السجن. عزلته: تعرض في المرحلة الأخيرة من عمره لعدد من الأزمات الصحية خاصةً عقب إصابته في حادث سيارة ترتب عليه إجراءه لعملية تغيير مفصل في أحد ساقيه، ما أثر في قدرته علي الحركة وابتعاده عن الأضواء، ولم يستعن به المنتجون أو المخرجون في أي أعمال، ما أثر على نفسيته كثيرًا. وفاته: عاش ذو الفقار، باقي حياته يعانى من عزلة، بعد أن تركته زوجته في أول أيام من محبسه، إضافة إلى مقاطعة أهل الفن وأصدقائه المقربين له، حتى وافته المنية، وحيدا ليس بجواره أحدا. في 15 فبراير 2012، توفي حاتم عن عمر 58 عامًا في منزله بالقاهرة، حيث يعيش وحيدًا دون زوجة أو أولاد رغم زواجه 3 مرات، وتم دفنه في مسقط رأسه بمحافظة المنوفية، ورغم أنه توفّى يوم 15 فبراير، فظلّ ميّتًا في منزله لمدة 3 أيام دون أن يعلم أحد، واكتشف إخوته الوفاة بالمصادفة، بعد اتصالهم به هاتفيًّا لعدة أيام دون ردّ، فكانت نهايته مأساوية. أقيم عزاء حاتم في مسجد أبوبكر الصديق بمساكن شيراتون المطار، وكان لافتا للنظر، أنه لم يحضر العزاء من الفنانين سوى 3 فقط هم، النقيب أشرف عبد الغفور، ومحمد أبو داوود، وحمدي شرف الدين، ولام يحضر الجنازة من الفنانين سوى إلهام شاهين.