تدخل أربعة منتخبات نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وهي تحمل رقمًا سلبيًا غير مرغوب فيه، بعدما سبق لها الظهور في البطولة القارية دون أن تنجح في تحقيق أي انتصار خلال مشاركاتها السابقة في النهائيات. ومع انطلاق المنافسات يوم الأحد 21 ديسمبر، تبدأ منتخبات موزمبيق والبنين وتنزانياوبوتسوانا رحلة جديدة في البطولة، تطارد فيها التاريخ بقدر ما تطارد النتائج، ساعية إلى تحويل الوجود في المحفل القاري إلى إنجاز ملموس على أعلى مسرح كروي في إفريقيا. ورغم أن الأضواء ستتجه بطبيعة الحال نحو كبار القارة والمرشحين التقليديين للتتويج، فإن مشاركة هذه المنتخبات الأربعة تضيف مسارًا هادئًا لكنه مشوق داخل بطولة غالبًا ما تُحسم تفاصيلها الكبرى باسم الخبرة والتاريخ. فالتحدي بالنسبة لها يبدأ من مستوى مختلف، أكثر جوهرية، يتمثل في كسر سلسلة طويلة من البدايات غير المكتملة. وبينما يفتتح المغرب، البلد المضيف، البطولة بمواجهة جزر القمر على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تمثل نسخة 2025 لموزمبيق والبنين وتنزانياوبوتسوانا أكثر من مجرد مشاركة جديدة، إذ تشكل فرصة حقيقية لإغلاق صفحات مفتوحة في تاريخها القاري. وتجد هذه المنتخبات نفسها ضمن مجموعات قوية، في مواجهة منافسين يملكون سجلًا قارياً أعمق وخبرة أكبر، لكنها تدخل المنافسة بعزم تحويل سنوات من التعادلات والهزائم إلى لحظة اختراق تاريخية. ويجمع المنتخبات الأربعة عبء مشترك يتمثل في غياب أي فوز سابق في نهائيات كأس أمم إفريقيا، غير أن نسخة المغرب 2025 تمنحها فرصة نادرة لإعادة كتابة التاريخ، لا الاكتفاء بمجرد البحث عن التأهل. موزمبيق.. حضور متكرر بلا مكافأة تسجل مشاركة موزمبيق في كأس أمم إفريقيا المغرب 2025 ظهورها السادس في تاريخ البطولة، إلا أن الحصيلة تبقى قاسية، بعدما خاض منتخب "المامباس" 15 مباراة في خمس نسخ سابقة دون تحقيق أي فوز، مكتفيًا بأربعة تعادلات مقابل 11 هزيمة. ويقع المنتخب الموزمبيقي في المجموعة السادسة إلى جانب حامل اللقب كوت ديفوار، وبطل إفريقيا خمس مرات الكاميرون، إضافة إلى الغابون، في واحدة من أصعب مجموعات البطولة. ويبدو التحدي واضحًا أمام موزمبيق، إما كسر سلسلة طويلة من النتائج السلبية أمام نخبة القارة، أو تمديد أحد أطول السجلات الخالية من الانتصارات في تاريخ المسابقة. البنين.. انتظار لحظة الانتصار اتسم مشوار منتخب البنين في كأس أمم إفريقيا بالفوارق الدقيقة والفرص الضائعة، حيث شارك "الفهود" في أربع نسخ سابقة، خاض خلالها 14 مباراة، تعادل في خمس منها وخسر تسع مواجهات. ويخوض منتخب البنين منافسات المجموعة الرابعة إلى جانب السنغال، حامل اللقب، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوتسوانا، ليجد نفسه مجددًا في موقع المنافس الباحث عن المفاجأة. ورغم صعوبة المجموعة، تبرز مؤشرات توازن نسبي، خاصة مع تقاسم البنين وبوتسوانا الوضعية نفسها من دون أي فوز سابق، فيما تبقى الكونغو الديمقراطية خصمًا غير متوقع، ما قد يمنح نسخة 2025 للبنين فرصة مواتية لتحقيق أول انتصار طال انتظاره. تنزانيا.. تراكم التجربة واختبار الفرصة تعود تنزانيا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخها، بعد ثلاث مشاركات سابقة لم تنجح خلالها في تجاوز حاجز الفوز. وخاض المنتخب التنزاني تسع مباريات في النهائيات، حقق خلالها ثلاثة تعادلات مقابل ست هزائم، في حصيلة تعكس قسوة التجربة وصعوبة المنافسة. ويقع منتخب تنزانيا في المجموعة الثالثة إلى جانب نيجيريا وتونس، إضافة إلى أوغندا، في مجموعة تجمع بين الخبرة القارية والتنافس الإقليمي. ورغم صعوبة المهمة، تمثل مواجهة أوغندا فرصة واقعية لتحويل الدروس المتراكمة إلى أول انتصار تاريخي في النهائيات. بوتسوانا.. بحث عن نقطة البداية تبقى تجربة بوتسواناالأقصر والأكثر قسوة بين المنتخبات الأربعة، إذ تعود مشاركتها الوحيدة في نهائيات كأس أمم إفريقيا إلى نسخة 2012، حين خاضت ثلاث مباريات وخسرتها جميعًا. ويعود المنتخب البوتسواني إلى الواجهة القارية في نسخة 2025 ضمن المجموعة الرابعة، إلى جانب البنين والسنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ورغم محدودية التوقعات، فإن تحقيق فوز واحد فقط قد يشكل لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم البوتسوانية، ويمنح المشاركة معنى مختلفًا يتجاوز الأرقام.