أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة جديدة من السجال السياسي مع عمدة لندن صادق خان، بعد تصريحات اتهمه فيها بمحاولة "تغيير هوية" العاصمة البريطانية، ما دفع خان للرد واصفاً ترامب بأنه "مهووس" به، في تبادل حاد امتد صداه إلى أروقة الحكومة البريطانية. وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، جدّد ترامب هجومه على خان ، وهو أول عمدة مسلم للعاصمة البريطانية، في مقابلة مع موقع "بوليتيكو"، واصفاً إياه بأنه "فظيع وشرير ومثير للاشمئزاز"، ومتهماً إياه بمحاولة فرض الشريعة الإسلامية في لندن، وهي مزاعم وصفتها الصحيفة بأنها لا تستند إلى حقائق. كما قال ترامب إن لندن أصبحت "مكاناً مختلفاً" عمّا كانت عليه، مبدياً أسفه لما آلت إليه المدينة التي "يحبها"، على حد تعبيره. وردّ خان على هذه التصريحات معتبراً أن ترامب "مهووس" به، مشيراً إلى أن بريطانيا تشهد تدفقاً متزايداً من الأمريكيين. ووفق بيانات وزارة الداخلية البريطانية، تقدم أكثر من 8 آلاف أمريكي بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية في العام المنتهي في أيلول/ سبتمبر، وهو رقم قياسي بزيادة 41% عن العام السابق. وتدخلت الحكومة البريطانية للدفاع عن خان، في خطوة نادرة تجاه الإدارة الأمريكية. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر إن تصريحات ترامب "خاطئة"، مؤكداً أن عمدة لندن يقوم ب"عمل ممتاز" يشمل تقديم وجبات مدرسية مجانية، وتوسيع مناطق الهواء النظيف، وبدء بناء أعداد قياسية من المساكن الاجتماعية. ورددت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر ووزيرة الثقافة ليزا ناندي هذا الموقف، مؤكدتين دعم الحكومة لخان وانتقادهما لوصف ترامب. ويأتي هذا التوتر امتداداً لخلافات سابقة بين ترامب وخان، تعود إلى فترة رئاسة ترامب الأولى. ففي عام 2019، وقبيل وصوله إلى بريطانيا في زيارة دولة، وصف ترامب خان بأنه "خاسر محض"، فيما اعتبر مكتب عمدة لندن تلك التصريحات "إهانات صبيانية". كما تبادل الجانبان الانتقادات هذا العام خلال خطابات وتصريحات علنية، شملت اتهامات من ترامب بأن لندن "تتجه لتطبيق الشريعة"، وردّاً من خان وصف فيه ترامب بأنه "عنصري ومتحيز جنسياً ومعادٍ للإسلام". وفي سياق متصل، أثارت استراتيجية الأمن القومي الجديدة الصادرة عن إدارة ترامب، والتي حذّرت من "محو حضاري" يتهدد أوروبا، ردود فعل حذرة في بريطانيا. ورفض متحدث باسم داونينغ ستريت التعليق على "الادعاءات الأكثر استفزازاً" في الوثيقة، فيما حذّر إد ديفي، زعيم الديمقراطيين الليبراليين، في البرلمان من أن الخطاب الأمريكي الجديد يعزز "شعارات اليمين المتطرف" وقد يؤدي إلى توتر سياسي داخل القارة الأوروبية.