لحظة تاريخية في الضبعة.. مصر تُثبت أول مكونات تشغيل مفاعلها النووي

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في فعالية تاريخية تشهد تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة، إضافة إلى توقيع أمر شراء الوقود النووي، في خطوة تُعد محطة مركزية ضمن مراحل تنفيذ المشروع النووي المصري.
تفاصيل تركيب وعاء ضغط المفاعل
استكملت الفرق الهندسية المصرية والروسية جميع التجهيزات الفنية داخل مبنى احتواء المفاعل، بما في ذلك تركيب حلقة الدعم وجملون الرفع. كما أجرت الفرق المختصة الفحص النهائي والتجهيزات اللوجستية تمهيدًا لرفع وعاء الضغط العملاق باستخدام رافعة متخصصة بقدرة 2000 طن، لضمان إنزاله في موقعه بدقة متناهية وفق أعلى المواصفات الفنية ومعايير السلامة.
ويُعد وعاء الضغط من أهم مكونات أي محطة نووية، إذ يضم قلب المفاعل حيث تتم التفاعلات الانشطارية، ويُصمم لتحمل ضغوط هائلة ودرجات حرارة تتجاوز 300 درجة مئوية، مع ضمان منع تسرب أي مواد مشعة. ووصل الوعاء المخصص للوحدة الأولى إلى ميناء الضبعة التخصصي في أكتوبر 2025 بعد نقله من روسيا عبر سفن مجهزة ومعتمدة دوليًا.
مشروع محطة الضبعة النووية
تُعد محطة الضبعة النووية المشروع الأكبر في تاريخ قطاع الطاقة المصري، وتضم أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، تعتمد على مفاعلات الجيل الثالث المطور VVER-1200، وهي من أكثر تقنيات المفاعلات أمانًا وتعمل بالفعل في عدة دول بينها روسيا والصين والهند.
ويجري تنفيذ المشروع وفق عقود ديسمبر 2017، التي تلتزم روسيا بموجبها ببناء المحطة بالكامل، وتوريد الوقود النووي على مدار عمرها التشغيلي البالغ 60 عامًا، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المصرية ودعم التشغيل والصيانة خلال السنوات الأولى، وكذلك إنشاء مرافق تخزين آمنة للوقود المستنفد.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية مصر لتعزيز أمن الطاقة والتحول لمركز إقليمي للطاقة النظيفة ضمن رؤية 2030، فيما يمثل تركيب وعاء الضغط بداية عملية للإجراءات التي تقود إلى تشغيل الوحدة الأولى عام 2028.
المحطة النووية
بدأ التعاون المصري الروسي في المشروع بتوقيع اتفاقية إنشاء المحطة في نوفمبر 2015، ودخلت العقود حيز التنفيذ في ديسمبر 2017. وبدأ بناء الوحدات الأربع تباعًا بين عامي 2022 و2024، ليكتمل مخطط تنفيذ المفاعلات التي ستسهم في دخول مصر عصر الطاقة النووية السلمية.