روسيا تنفي ركود اقتصادها وتدعم قرارات الفائدة

رفض الرئيس فلاديمير بوتين تحذير أحد كبار المصرفيين من أن الاقتصاد الروسي يظهر علامات على الركود، مؤكداً دعمه لجهود البنك المركزي في كبح التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية.
قال هيرمان غريف، رئيس "سبيربنك" (Sberbank PJSC) المملوك للدولة وأكبر مقرض في روسيا، يوم الخميس إن الاقتصاد دخل في "ركود تقني" خلال الربع الثاني، مضيفاً أن "يوليو وأغسطس يقدمان مؤشرات واضحة على أننا نقترب من نمو صفري". ودعا إلى خفض حاد للفائدة لتجنب المزيد من الأضرار الناجمة عن تكاليف الاقتراض المرتفعة.
رد بوتين بكلمة "لا" عندما سُئل خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي يوم الجمعة إن كان يتفق مع تقييم غريف للاقتصاد. وأضاف: "بعض أعضاء الحكومة لديهم الرأي نفسه، وهو مرتبط بأن البنك المركزي يحافظ على تشديد السياسة النقدية عبر رفع أسعار الفائدة" للتغلب على التضخم المتزايد، مؤكداً: "نحتاج إلى ضمان هبوط هادئ وسلس للاقتصاد" بهدف إبطاء وتيرة ارتفاع الأسعار وإعادة التضخم إلى مستواه المستهدف عند 4%
واصل بوتين دعمه لمحافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا بعد تعرضها لانتقادات متزايدة من المسؤولين ورجال الأعمال بسبب رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي بلغ 21% في أكتوبر الماضي لكبح تسارع التضخم في ظل تسارع وتيرة الاقتصاد الروسي نتيجة الحرب.
رغم أن البنك المركزي خفض الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس في اجتماعيه الماضيين، أظهرت تصريحات غريف استمرار التوترات حول السياسة النقدية في وقت يستعد فيه صناع القرار لاجتماع تحديد الفائدة في 12 سبتمبر، بينما لا يزال التضخم يتجاوز ضعف المستوى المستهدف.
شهد النمو تباطؤاً حاداً، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.1% فقط خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد الصادرة الأسبوع الماضي. وكان الاقتصاد قد سجل نمواً بنسبة 4.1% في العام الماضي وفي عام 2023.
حذر وزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف من أن روسيا "على وشك الانزلاق إلى ركود" أثناء جلوسه إلى جانب نابيولينا في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في يونيو الماضي، بينما قال وزير المالية أنطون سيلوانوف إن الاقتصاد "يمر بعاصفة".
في اليوم التالي، شدد بوتين على ضرورة تفادي الانكماش بأي ثمن.
قال بوتين يوم الجمعة: "يعتقد البعض أن التباطؤ قد بدأ بالفعل، لكن الإقراض لم يتوقف". وأوضح: "الوتيرة تباطأت، أعلم أن الوضع ليس سهلاً في بعض القطاعات"، مؤكداً أنه لا يمكن السماح للتضخم بأن يقوض الاقتصاد.