تدمير ممنهج في غزة: استعراض للمناطق الأكثر تضرراً ( تحليل )

أظهرت الحرب المستمرة في قطاع غزة، التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023، سياسة عسكرية إسرائيلية قائمة على القصف المكثف والتدمير الشامل للمباني والبنية التحتية. وقد أدى ذلك إلى دمار واسع النطاق طال أحياء بأكملها، وتحويلها إلى ركام. ورغم سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والانتقادات الدولية المتزايدة، تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، مع تزايد المخاوف من خطة إسرائيلية لاحتلال القطاع بالكامل تدريجيًا.
يستعرض هذا التقرير المناطق الأكثر تضررًا في القطاع، موضحًا موقعها الجغرافي، وكثافتها السكانية، وحجم الدمار الذي لحق بها.
رفح
قبل دخول القوات الإسرائيلية إلى محافظة رفح في السابع من مايو 2024، كانت العديد من الأحياء في محافظة غزة وشمال القطاع هي الأكثر دمارًا. ولكن بعد مرور عام تقريبًا وسيطرة القوات الإسرائيلية على كامل هذه المحافظة الجنوبية، تحولت رفح إلى كومة من الركام. بالكاد تجد منزلًا أو مبنى لم يتعرض لأضرار جسيمة أو أصبح آيلًا للسقوط.
تقع رفح في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، وتحدها إسرائيل شرقًا، وخان يونس شمالًا، والبحر المتوسط غربًا. تضم المحافظة 10 أحياء وتجمعات سكنية، وتبلغ مساحتها 63 كيلومترًا مربعًا. ووفقًا لإحصاءات عام 2021، كان عدد سكانها يبلغ نحو 296,661 نسمة. وكانت رفح تُعتبر المركز التجاري الأهم للقطاع لسنوات طويلة.
خلال الحرب الحالية، حشدت القوات الإسرائيلية نحو مليون و300 ألف فلسطيني في رفح لعدة أشهر بعد إجبارهم على النزوح. وعندما فشلت خططها المتعلقة ب"الهجرة الطوعية" للسكان، لجأت القوات إلى استخدام الدبابات والآليات العسكرية للسيطرة عليها وتدميرها. وتُقدر نسبة تدمير المنازل والمباني في رفح بنحو 95%، وهي تقديرات غير رسمية نشرتها هيئات محلية فلسطينية.
خان يونس
تُعد خان يونس أكبر محافظات القطاع من حيث التعداد السكاني والمساحة. تقع في جنوب القطاع، وتحدها رفح جنوبًا، والحدود الإسرائيلية شرقًا، والمنطقة الوسطى شمالًا، والبحر المتوسط غربًا. تبلغ مساحتها 109 كيلومترات مربعة، ويبلغ عدد سكانها وفقًا لإحصاءات عام 2021 نحو 436,744 نسمة. كانت خان يونس تُعرف بأنها "السلة الغذائية" لقطاع غزة، حيث كانت توفر أنواعًا مختلفة من الخضروات والفواكه.
شهدت خان يونس أربع عمليات برية إسرائيلية، كانت الأولى في ديسمبر 2023. وفي كل مرة تدخل فيها القوات الإسرائيلية، كانت تُزيد من عمليات التدمير الممنهج وتُكمل ما دمرته سابقًا. دُمر فعليًا أكثر من 90% من المحافظة، بما في ذلك المراكز الحيوية مثل المراكز الصحية والمدارس.
بيت حانون
تُعد مدينة بيت حانون البوابة الشمالية لقطاع غزة. تحدها المستوطنات الإسرائيلية شمالًا وشرقًا، وبلدة بيت لاهيا جنوبًا وغربًا. يبلغ عدد سكانها أكثر من 60 ألف نسمة، وتُخصص مساحات واسعة منها للزراعة، مما يجعلها مصدرًا مهمًا للخضروات والفاكهة.
كانت بيت حانون من أوائل المناطق التي تعرضت للقصف الجوي والمدفعي والعمليات البرية منذ بداية الحرب. وتُقدر هيئات محلية أن المدينة دُمرت بنسبة تزيد على 98%، ولم تعد صالحة للحياة بشكل كامل.
مخيم جباليا
يقع مخيم جباليا ضمن محافظة شمال القطاع، ويُعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين، وهو من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان. يحد المخيم شرقًا العديد من المستوطنات الإسرائيلية، وشمالًا بلدة بيت لاهيا، وجنوبًا منطقتا جباليا البلد وجباليا النزلة. ووفقًا لوكالة الأونروا، كان يعيش فيه حوالي 119,540 لاجئًا مسجلاً.
شهد المخيم أربع عمليات عسكرية برية، دمرت خلالها القوات الإسرائيلية ما تبقى منه ومن محيطه. ويُقدر أن أكثر من 90% من المخيم دُمر بالكامل، بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس ومقرات الأونروا التي كانت تُستخدم كمراكز إيواء للنازحين.
محافظة غزة
تُعد أكبر محافظات القطاع، ومركز القطاع وعاصمته. وتبلغ مساحتها 74 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها نحو 893,932 نسمة. تضم 14 منطقة ما بين أحياء وبلدات ومخيمات.
كانت بعض أحياء المحافظة من الأماكن الأولى التي تعرضت للقصف والعمليات البرية. وتُعد الأحياء الشرقية والجنوبية، مثل الشجاعية والزيتون، أكثر المناطق تضررًا.
حي الشجاعية والزيتون: التدمير فيهما تجاوز 90%.
حي التفاح: وصلت نسبة الدمار إلى 75%.
حي تل الهوى: بلغت نسبة الدمار 82%.
حي الصبرة: دمار جزئي بنسبة 70%.
حي النصر: نسبة الدمار تجاوزت 80%.
حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ: بلغت نسبة الدمار نحو 40%.
حي الرمال والبلدة القديمة: وصلت نسبة التدمير فيهما إلى 60%.
مناطق أخرى
شهدت مناطق أخرى في محافظتي غزة والشمال دمارًا واسعًا، مثل حي الكرامة غرب جباليا الذي دُمر بنسبة 70%. كما دُمرت الأحياء الشمالية الغربية لبلدة بيت لاهيا بالكامل تقريبًا.
المحافظة الوسطى
تُعد المحافظة الوسطى الأقل تضررًا مقارنةً بالمحافظات الأخرى. وتضم مخيمات النصيرات والمغازي والبريج ومدينة دير البلح. وبلغت نسبة التدمير في مختلف مناطقها نحو 38%.