كشفت وكالة 'بلومبيرج' عن نبأ لافت قد يثير تساؤلات حول ديناميكيات العلاقات الدولية، وهو عدم مشاركة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة مجموعة الدول السبع المقبلة في كندا. يُعد هذا الغياب الأول لمودي عن هذا المحفل الدولي رفيع المستوى منذ ست سنوات، ويأتي في ظل توترات متزايدة بين الهندوكندا. لم يقدم متحدث باسم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني تفاصيل حول قائمة القادة المشاركين، مؤكداً أنها ستُعلن 'في الوقت المناسب'. في المقابل، تشير الدعوات التي وجهتها كندا لقادة دول غير أعضاء في المجموعة، مثل الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، إلى أن غياب مودي ليس مجرد مسألة تنظيمية عابرة. جذور الأزمة الدبلوماسية وراء غضب الهند تُشير تقارير إلى أن القرار الهندي بعدم الحضور، حتى لو تم توجيه دعوة، يعود بالأساس إلى غياب مؤشرات واضحة من حكومة كارني الجديدة بشأن كيفية تعاملها مع المخاوف الهندية المتعلقة بالجماعات السيخية الانفصالية النشطة داخل كندا. هذا الغياب يعكس استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين، والذي تفاقم بشكل كبير منذ سبتمبر 2023. حينها، اتهم رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو عملاء تابعين للحكومة الهندية بالضلوع في اغتيال هارديب سينغ نيجار، وهو مواطن كندي وناشط بارز في حركة السيخ الانفصالية. نفت نيودلهي هذه الاتهامات بشدة، واصفة إياها ب 'سخيفة ولا أساس لها من الصحة'. ورغم الاتصال الهاتفي الأخير بين وزيري خارجية البلدين، والذي أحيا بعض الآمال بتهدئة التوترات، إلا أن هذا الغياب يشير إلى أن الأزمة لم تُحل بعد بشكل كامل. تداعيات الغياب: الأثر على صورة مودي: يأتي غياب مودي في وقت تُظهر فيه تقديرات صندوق النقد الدولي أن الهند في طريقها لتجاوز اليابان لتصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول مارس من العام المقبل. ومع ذلك، لا تزال الهند تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بمعدلات الدخل الفردي. قد يلحق هذا الغياب ضررًا بصورة مودي على الساحة الدولية، وقد سارع عدد من نواب المعارضة الهندية بالفعل إلى وصف هذا التطور بأنه 'إخفاق دبلوماسي جديد'. موقف الهند الدبلوماسي: على الرغم من أن الهند ليست عضواً رسمياً في مجموعة السبع، فقد تلقت دعوات متكررة لحضور القمم منذ عام 2019، مما يعكس الأهمية المتزايدة لدورها الاقتصادي والجيو-سياسي. غيابها هذه المرة قد يُفسر على أنه رسالة قوية من نيودلهي تعكس عدم رضاها عن كيفية إدارة كندا للقضايا الأمنية التي تهم الهند. بشكل عام، يُسلط غياب ناريندرا مودي عن قمة مجموعة السبع الضوء على مدى تعقيد العلاقات الثنائية بين الهندوكندا، وكيف يمكن للقضايا الأمنية الداخلية أن تؤثر على الدبلوماسية رفيعة المستوى. كما يُبرز هذا الغياب التحديات التي تواجه الهند في موازنة طموحاتها الاقتصادية الكبرى مع ضرورة معالجة القضايا الدبلوماسية الحساسة.