معهد إعداد القادة يعزز مهارات الشباب العربي في القيادة وريادة الأعمال

شهد اليوم الثالث من فعاليات برنامج إعداد قادة الشباب العربي بجامعة الشارقة، الذي ينظمه معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية وجامعة الشارقة، سلسلة من الجلسات التفاعلية والأنشطة الميدانية التي جمعت بين الفكر القيادي، والابتكار، وريادة الأعمال، في حضور نخبة من الخبراء والأكاديميين، في إطار السعي المستمر لتمكين الشباب العربي وتأهيله لمواكبة متطلبات العصر.
يأتي هذا الملتقى تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، الدكتور عمرو عزت سلامة الامين العام لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية، ومدير معهد إعداد القادة.
روح الوحدة والتكامل العربي
بدأت الفعاليات بجلسة افتتاحية بطابور عرض أعلام الدول المشاركة، في مشهد يعكس روح الوحدة والتكامل العربي. كما تم عرض مجموعة من الفيديوهات التعريفية حول اتحاد الجامعات العربية، جامعة الشارقة، ومعهد إعداد القادة.
وفي كلمتة، أشاد الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، بالجهود المتميزة لجامعة الشارقة على استضافتها هذا الحدث المهم، وخص بالإشادة والتقدير معهد إعداد القادة، حيث أكد سيادته أن المعهد شهد طفرة نوعية وتطوراً ملموساً في الآونة الأخيرة في مختلف أنشطته وبرامجه التدريبية.
وأوضح أن المعهد أصبح صرحاً تعليمياً رائداً في مجال تأهيل وصقل مهارات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والقيادات الجامعية، مشيراً إلى أن رسالته تجاوزت الحدود المحلية لتمتد إلى تأهيل الشباب في كافة أرجاء الوطن العربي.
وأضاف الدكتور سلامة أن إقبال المشاركين السابقين على حضور النسخة السادسة من البرنامج، وحرصهم على المشاركة مرة أخرى، يعد دليلاً واضحاً على المستوى المتميز للبرنامج وما يحققه من فوائد عملية وعلمية للمشاركين، مؤكداً أن المعهد أصبح منارة للتميز في إعداد جيل جديد من القيادات الشابة القادرة على حمل راية التطوير والتنمية في عالمنا العربي.
الابتكار وريادة الأعمال
وأشار الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية إلى أن الابتكار وريادة الأعمال يشكلان حجر الزاوية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، مستشهداً بالتقارير العالمية التي تؤكد أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة كنتاج للابتكار وروح المبادرة.
وأكد على ان الدور المحوري للجامعات في نشر ثقافة الابتكار وتعزيز ريادة الأعمال، موضحًا أنها تجاوزت دورها التقليدي كمؤسسات تعليمية لتصبح مراكز للابتكار ومنصات لتأسيس الشركات الناشئة، منوهًا بالنماذج الملهمة التي قدمتها العديد من الجامعات العربية والعالمية في هذا السياق.
وفي كلمته، توجه الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة، على دعمه المستمر وتوجيهاته السديدة في تمكين الشباب وتطوير قدراتهم القيادية. كما وجه الشكر لاتحاد الجامعات العربية ومعهد إعداد القادة على تنظيم هذا الملتقى المهم الذي يسهم في تأهيل وإعداد جيل جديد من القادة الشباب.
وأكد الدكتور النعيمي أن جامعة الشارقة تفخر باستضافة هذا الحدث المتميز الذي يجسد روح التعاون العربي المشترك في مجال التعليم العالي، مشيراً إلى أن الجامعة تضع كل إمكاناتها وخبراتها في خدمة الشباب العربي لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل.
وفي بداية كلمته، نقل الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، تحيات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، للمشاركين في الملتقى.
وأشاد بالتعاون المثمر مع جامعة الشارقة على استضافتها لهذا الملتقى كما وجه الشكر لاتحاد الجامعات العربية على دوره الفعال في دعم وتنظيم هذه الفعالية.
برامج تدريبية متخصصة
وأكد الدكتور همام أن هذا البرنامج يمثل نموذجًا حقيقيًا لصناعة القادة الشباب عبر برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى بناء الشخصية القيادية وتعزيز مهارات الابتكار وريادة الأعمال. وأضاف: "نحن نؤمن بأن الشباب العربي هم الثروة الحقيقية لأوطاننا، ولذلك نحرص على تزويدهم بالأدوات والمهارات التي تجعلهم قادرين على قيادة المستقبل بثقة ومسؤولية. إن تهيئة بيئة تعليمية متكاملة قائمة على الدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي هو السبيل الأمثل لبناء جيل واعٍ ومبدع قادر على مواجهة التحديات العالمية."
من الصفر إلى المستحيل
كما تضمنت فعاليات اليوم الثالث محاضرتين الأولى بعنوان 'من الصفر إلى المستحيل' قدمها الدكتور نوار ثابت، عميد كلية العلوم بجامعة الشارقة، حيث استعرض رحلته الشخصية الملهمة، مؤكدًا أن البدايات المتواضعة لا تعني نهاية محدودة، بل يمكن لأي شاب أن يصنع مستقبله بإصراره واجتهاده. كما تطرق إلى مقارنة بين واقع البحث العلمي في الدول العربية ونظيره في الدول الأوروبية، مع التركيز على أهمية الطاقة الشمسية كمصدر مستدام يمكن أن يحقق طفرة في العالم العربي.
تأثير الجمعيات والأندية الطلابية على تشكيل القيادة والنمو
أما الجلسة الثانية، فقد حملت عنوان 'تأثير الجمعيات والأندية الطلابية على تشكيل القيادة والنمو'، وقدمها الدكتور عيد كنعان، عميد شؤون الطلاب بجامعة الشارقة، حيث تناول دور المجالس الطلابية في صقل مهارات القيادة لدى الشباب، وأهمية النشاط التطوعي في تعزيز المسؤولية المجتمعية، إلى جانب آليات تنمية المهارات الشخصية خلال المرحلة الجامعية، وأثرها على مستقبل الدول العربية.
كما شملت الفعاليات جولة ميدانية داخل جامعة الشارقة، حيث تعرف المشاركون على أهم الأنشطة والبرامج الأكاديمية، بالإضافة إلى افتتاح معرض المشغولات الفنية واليدوية الذي عكس التراث الثقافي للدول العربية المشاركة.
واختُتم اليوم بجولة ترفيهية مميزة في إمارة دبي، أتاح للمشاركين فرصة الاستمتاع بالأجواء الساحرة ومعالم المدينة العالمية، في إطار تعزيز التواصل والتفاعل بين شباب الدول العربية.