وفقاً لأندرو وايلي، أهم الوكلاء الأدبيين في العالم، موقع "أمازون" لبيع الكتب علي الإنترنت، هو داعش عالم النشر، ليس هذا فقط، بل هو أيضاً أسوأ من الطاعون: "إذا خُيِّرت بين الطاعون وأمازون، اختر الطاعون"! تصريح إشكالي لأحد أهم اللاعبين في كواليس الأدب العالمي؛ كيف لا وفي قائمة الأدباء الذين يمثلهم أسماء مثل مارتن إيمس، سلمان رشدي، فيليب روث، إضافة للراحلين سوزان سونتاج، شينوا أتشيبي، فلاديمير نابكوف وآخرين. يري وايلي أن أمازون سبب أساسي لعدم استطاعة كثير من الكتاب العيش من العائد المادي لكتابتهم، فالنسبة المئوية التي يحصل عليها الموقع الشهير من مبيعات الكتب تؤثر بالسلب علي ما تمنحه دور النشر للكتاب مقابل نشر أعمالهم. ما يعيد المواقف المناهضة لأمازون للأذهان حالياً، هو ما يتردد عن الخلافات بينه وبين دار نشر بنجوين - راندوم هاوس (نتاج اندماج داري راندوم هاوس وبنجوين) أحد أكبر دور النشر في العالم، فبحسب ما نشرته جريدة "تليغراف" البريطانية، هناك خلافات حادة تمنع ، حتي الآن ، تجديد العقد بين دار النشر العملاقة وأمازون. وهو ما يذكِّر بالنزاع الذي نشب العام الماضي بين أمازون ودار النشر الفرنسية هاشيت واستمر لستة أشهر، لم تتراجع خلالها هاشيت رغم لجوء أمازون لأساليب ضغط غير نزيهة تمثلت في تأخير توصيل كتب هاشيت للمشترين، ورفع سعرها وتوجيه المشترين لشراء كتب دور نشر أخري بدلاً من هاشيت، ما أضر بسمعة "أمازون" وزاد من الانتقادات الموجهة لها. لكن الأمر، في حال استمرار الخلافات مع بنجوين - راندوم هاوس، لن يكون بالسهولة نفسها، فالدار الأخيرة تنشر 15 ألف كتاب سنوياً عبر 250 إصدارا تابعا لها، وغيابها عن أمازون سيمثل خسارة كبيرة للموقع. مما نشرته "تليغراف" يبدو أن الطرفين يدركان جيداً أهمية كل منهما للآخر، إذ حرصا علي عدم تسريب تفاصيل تعثر المفاوضات بينهما، رغم أن كثيراً من المتابعين يترقبون نتائج المعركة إيماناً بأنها ستؤثر علي سوق النشر العالمي وقد تُخفف، في حالة نجاح بنجوين ذ راندوم هاوس في فرض شروطها، من سيطرة أمازون البالغة علي صناعة الكتاب في العالم. م. ع