خايف أموت خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف والسجن دلوقتي يرد الكيف مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف لو كان بتفهمي الأصول لتوقفي سير الشموس.. وتعطلي الفصول. وتنشفي النيل في الضفاف السود وتدودي العنقود وتطرشي الرغيف ما عدتي متمتعة وانتي في ناب الغول بتندغي الذلة وتجتري الخمول وتئني تحت الحمول وتزيفي في القول وبأي صورة ماعادش شكلك ظريف دوس يا دواس ما عليك من باس واكتم كل الأنفاس. الضهر مليئ بالناس إللي حبيتهم دون ما يبادلوني الإحساس. وأنا عارف إني ما باملكهمش لأني ما مضيتهمشي في الكراس الناس اللي دمغها الباطل دمغ اللي بتنضح كدب وتطفح صمغ اللي بتحشش وما بتحسس واللي بتضحك كل ما تنداس الجامعة طالعة رايتها ضلتها هدارة جبارة صادقة في نيتها.. بتتجه.. يم الوطن والموت. و"شبرا" زاحفة تأكد التهديد وتجمع التبديدوصلت ميدان الفجر.. في المواعيدة النهر.. والضفة. نبت هلال العيد ومالت الكفة وصحيت الرجفة. مصر اللي لا لحظة ولا صدفة. ثورة ف ضمير النور.. بتتكون. رايات. بدم البسطا..تتلون.. سدوا الطريق.. كيف المؤامرة تموت؟ "فلتسقط الخيانة والقيادات الجبانة ندّاغة الإهانة كريهة الريحة كريهة الصوت" الغضب.. بيوالي إنشاد البيان والوجوه الصامدة في وش الزمان. والرحابة.. في الصدور..وفي الليمان.. غابت الأسر الصغيرة في الوطن . استوي ع الأرض وعي. صحيت الأمة ف هدير السعي. الوطن.. مفهوم وحلو ويتحضن.. التفت صاحبي يقوللي: "لسه نايم..؟ مش مظاهرات.. دي حاجات يفهمها شعبك. إقفل العقل القديم.. وافهم بقلبك. رقصة الزار القديمة.. الفرعونية ع الخصيبة السندسية.. لما يجتاحها الألم. لما تغمرها الإهانة.. والقدم.. تسحق الإنسان.. وتدهس القيم" ابتسمت.. رقصة الزار القديمة الحميمة العظيمة.. لحد فكرناها ثورة فرق بين رقصة.. وثورة. لا هيَّ جاية فوق حصان ولا في لحظة زمان حتهب نابتة في الغيطان ولا رقصة برجل حافية ف مهرجان. دكهه هادية. تيجي هادية.. وصوتها دامي تعزل الكداب.. وتقبض ع الحرامي. تعرف الناس..مش كتل تعرف الناس.. بالوجوه..وبالأسامي. تيجي..فاتحة القبر نادغة الصبر قابضة الجمر تنصب محاكم الشعوب في كل قصر تغير العصر.. إلي آخر الصفحات في سفر الثورة. ابتسم صاحبي وقاللي: "حاذر م الارتفاع سيبك م الاندفاع حفر حكومتك وساع" ابتسمت جفت الرقصة الحبيسة عادت الأمة التعيسة اختفي كل اللي كاناختفي كل البشر واختفي كل المكان تحت سنوات الهوان. تتعسني فكرة إني هموت قبل ما اشوف- لو حتي دقيقة- رجوع الدم لكل حقيقة.. وموت الموت.. قبل ما تصحي.. كل الكتب اللي قريت والمدن اللي ف أحلامي رأيت والأحلام اللي بنيت والشهدا اللي هويت والجيل اللي هداني والجيل اللي هديت.. قبل ما أملس ع الآتي وادفن كل بشاعة الماضي في بيت. حاقولها بالمكشوف: خايف أموت من غير ما اشوف تغير الظروف. تغير الوشوش.. وتغير الصنوف. والمحدوفين ورا متبسمين في أول الصفوف. خايف أموت وتموت معايا الفكرة لا ينتصر كل اللي حبيته.. ولا يتهزم كل اللي كنت أكره.. اتخيلوا الحسرة. مأساتنا.. إن الخونة.. بيموتوا بدون عقاب ولا قصاص.. مأساتنا إن الخونة بيموتوا.. وخلاص. بدون مشانق في الساحات.. ولا رصاص. علي كل حال.. صدقي مازال. صدقي علي قيد الحياة بيفجر الدم النبيل ويبطش بالاستقلال ويمرغ الجباه تحت الجزم والخيل ويفتح الكوبري علينا كل صبح وليل. والإنجليز.. مازالوا بيقهقهوا ويضربوا.. ويسجنوا الشباب علي كوبري عباس.. أو في "معرض الكتاب".