حالة من الترقب في وزارة الآثار. ضاعفها استدعاء الرقابة الإدارية للدكتور مصطفي أمين للتحقيق معه عصر الثلاثاء الماضي، إضافة إلي الأخبار عن التقارير الأمنية السلبية حول أداء وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي الذي أجهز علي الورش المركزية وأنهي قدرتها علي القيام بالأعمال بالجهود الذاتية وبأسعار التكلفة، واقصائه لعدد من الشرفاء من المعارضين لسياساته عن مواقعهم لصالح الأصدقاء والمقربين، واستبدل قيادات وزارته التي تماست مع كارثة اتهام الدكتور احمد شرف رئيس قطاع المتاحف بالرشوة بمعاونيهم أو كما يقال استبدلهم بمن هم "ستر وغطا". ووسط حالة من الغليان بين العاملين بالوزارة الذين بحت اصواتهم من الحديث عن الفساد في الوزارة ونشر مستنداته وهو ماجعلهم ينشرون علي مواقعهم رسومات تشبه الدماطي بمبارك قبل ثورة يناير وهو يسخر من معارضيه بجملته الشهيرة "خليهم يتسلوا"، وبالتزامن مع نظر المحكمة الإدارية صباح الثلاثاء الماضي لدعوي تطالب بإ قالة الوزير رفعها سمير صبري المحامي بسبب كذب الوزير فيما يخص الخطأ في ترميم قناع الملك توت عنخ آمون، الذي كسر أثناء تنظيفه ثم تم ترميمه ولصقه بشكل خاطئ أدي لتشويهه وهي الدعوي التي تأجلت أسبوعا للإطلاع. وسط كل هذا جاءت زيارة الوزير للرئيس عبد الفتاح السيسي متخطيا رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب الذي توجه في نفس اليوم لزيارة أندونيسيا لتضع المزيد من علامات الاستفهام خاصة بعد تردد شائعة في اليوم السابق عن اقالة الأمين العام الكتور مصطفي امين محددة خلفه في منصبه وهو ما نفاه الطرفان ولم يكن كافيا للتأكيد علي بقاء أمين أن يتواجد في مكتبه في اليوم التالي حيث حدث نفس السيناريو تقريبا عند اقالة اللواء محمد الشيخة رئيس قطاع المشروعات الذي نفي أيضا خبر اقالته ثم فوجيء الجميع به مقالا، وظلت شائعات الإقالة تطارد أمين حتي مثول الجريدة للطبع ، بينما تسبب مانشر عن زيارة الدماطي للرئيس في كم من الإحباط للعاملين بالأثار الذين تمنوا لو أن الرئاسة أعلنت عن غضبها من كم المعلومات التي تنشر عن الفساد و الأخطاء الإدارية التي يقع فيها الوزير واستهانتة بالقانون، حيث أشارت التقارير إلي أن الوزير أكد خلال لقائه بالرئيس استئناف العمل بالمشروعات الأثرية المتوقفة، وخاصة مشروعات ترميم المتاحف القائمة وزيادة الموارد المالية للوزارة، وتفعيل الرؤية الشاملة لتأمين الآثار والحفاظ عليها واسترداد ما نهب منها، ورفع كفاءة العاملين في الآثار وتحسين أوضاعهم، والتواصل مع المجتمع وتنمية الوعي بالحضارة المصرية!! كما قدم وزير الآثار عرضًا لآخر المستجدات علي صعيد ترميم وإنشاء عدد من المتاحف المصرية الهامة، وألقي الضوء علي التطورات الخاصة بإنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والمتحف المصري الكبير، وقدم شرحا مفصلا عن أعمال ترميم هرم زوسر المدرج، نافيًا ما تردد من شائعات عن انهيار الهرم، مؤكدًا أن أعمال الترميم تسير وفقًا للخطة الموضوعة من الناحيتين التقنية والزمنية، مع متابعة مستمرة مع منظمة اليونيسكو ،كما استعرض عددًا من المشروعات التي تنفذها وزارة الآثار مثل اِستكمال متحف أخناتون في المنيا، أو تلك التي تقوم بدراستها مثل إنشاء بانوراما عسكرية في شرق القناة لتوثيق تاريخ العسكرية المصرية عبر العصور. ووجَّه الرئيس بمتابعة جميع هذه المشروعات بشكل دقيق والانتهاء منها في مواعيدها المحددة، وذلك للحفاظ علي التراث الأثري المصري بمختلف عصوره، فضلا عن تفعيل دور قطاع الآثار في النشاط الاقتصادي المصري، وتعظيم الاستفادة مما يتيحه من إمكانيات ضخمة وما يوفره من فرصٍ للعمل.