أقامت ساقية الصاوي مساء الثلاثاء الماضي بالتعاون مع التليفزيون الألماني ندوة لتكريم السفير محمد العرابي سفير مصر السابق بألمانيا. تحدث العرابي عن الفترة الفارقة التي أدي بها مهمته بسفارتنا ببرلين، فقد بدأت المهمة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001..لهذا كان السفير يتبع نوعاً جديداً من الدبلوماسية.."دبلوماسية تهدف لإعادة بناء صورة الإنسان المسلم الأسمر في قلب مجتمع يراه إرهابياً" حسبما يقول. كانت المهمة خليطاً بين الفن والسياسة. " قررت ألا يكون مقر السفارة مجرد مكان لكتابة التقارير الدبلوماسية.. لهذا جعلنا من وجود سفارة مصر بقلب العاصمة برلين وسيلة لتكون مقصداً سياسياً وسياحياً". صاحب شهادة السفير عرضاً بالصور لأنشطة السفارة في عهده. وأثناء عرض الصور تكلم العرابي عن معارض فنية ألمانية نظمها داخل السفارة، وطريق لزرع الأشجار، دعت السفارة إليه طلاب المدارس الألمانية ل"يزرعوا أشجاراً في طريق السلام". كان التواصل و الانفتاح علي المجتمع الألماني سمة السنوات الثماني للعرابي في سفارتنا ببرلين. ذات مرة تلقي خطاباُ من طفل ألماني اسمه "يولين" سأله الحضور إلي الفصل لمشاهدة بحث أعده وكتبه الطفل عن مصر، وبالفعل ذهب العرابي للفصل وحضر عرض ومناقشة البحث، بعدها صار "يولين" من ضيوف السفارة في جميع المناسبات الوطنية. ومن حكايات العرابي في السفارة حكاية "جيسكا بيشر" الفتاة الألمانية التي زارت مصر 10 مرات، رغم عدم زيارتها للعاصمة برلين، لهذا دعاها السفير أن تكون ضيفة السفارة "لتري برلين بعين السفير المصري"، هكذا صارت جيسكا ابنة "الغابة السوداء" صديقة للسفارة المصرية. يضحك العرابي ويقول:" كان الناس يسألونني ما موقف زوجتك من هذا!؟"، ويتابع :" لقد كانت بمثابة ابنة لي". كما تكلم عن المهندس المصري هاني عازر، الذي صمم أكبر محطة قطارات في أوروبا، وهي محطة برلين حيث يقول: "أدعوكم لزيارة المبني الذي صممه هذا العبقري". هكذا انتهت مهمة العرابي في سفارتنا ببرلين عام 2008 بعدما ساهم بشكل كبير في إنفتاح السفارة علي المجتمع الألماني.