في عام 1989 نشبت الثورة التشيكية لإسقاط النظام الشيوعي، ونجحت في إيجاد بديل يحقق طموحات الشعب. كيف كان حال الأدب التشيكي قبل الثورة وكيف صار بعدها؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه بستان الترجمة، في محاولة للتعرف علي تجارب دول أخري نجحت ثوراتها، واستطاعت الانتقال من نظام شمولي كان يناهض الفنون ويفرض الرقابة ويسيّد سلطة الصوت الواحد، ليحل محله نظام ديمقراطي يتيح للكُتّاب والفنانين التعبير بحرية عن أسئلتهم الخاصة بالوجود والإنسان والسلطة. يتضمن ملف الأدب التشيكي قراءة نقدية في الفترتين، ويكشف كيف كانت السلطة الغاشمة تفرض سيطرتها علي كل مفردات الحياة، حتي أن الكُتّاب المعارضين لها لم يجدوا لهم مكانًا، فإما هاجروا وكتبوا من الخارج، أو احترموا أنفسهم وكتبوا كتابات كانوا يعلمون أن مصيرها الأدراج، فيما لجأ آخرون للحيلة والتمويه لتضم رواياتهم نقدًا خفيًا، علي أمل أن تمر من تحت مقص الرقيب. في مقابل هؤلاء، يبرز الكُتّاب الذين لم يختلفوا كثيرًا عن السلطة في تبني الأفكار القمعية، تماهوا مع الخطاب السلطوي فوجدوا لأنفسهم مكانًا رحبًا. لكن ذلك لم يستمر، رغم أنه استمر كثيرًا. جاءت الثورة لتنتصر للحرية، فخرجت الروايات من الأدراج ونُشرت، وظهرت كتابات لم يكن من الممكن أن تري النور من قبل، ثم ظهر جيل جديد رأي أن هذه المرحلة يجب تخطيها وأن الحاضر والمستقبل أهم، هنا تبزع أسماء مثل الكاتبة التشيكية بيترا هولوفا، واحدة من أبرز الكاتبات الشابات(مولودة عام 1979) حاليًا، صدر لها 8 روايات، تميزت كل رواية بأسلوب جديد، والتي نقدم لها هنا حوارًا معها ومجتزءًا من أحدث رواياتها "الهاوية". يحتفي الملف بالكاتبة التشيكية كنوع أيضًا من الاحتفاء بالكتابة الشابة، الجديدة، وربما يكون الغرض من ذلك فتح النافذة علي الكتابات الجديدة في العالم الآن، فمد جسور التواصل والتطلع إلي المنتج الأدبي يلفت الانتباه إلي ما نكتبه نحن أيضًا، كأننا نطرح أسئلتنا عليهم لنسمع إجابات ربما تختلف عما نعرفه. أ.ع