اتسمت.. شخصيته بالعبقرية ورسمت ملامحه المصرية الأصيلة كل مقومات الشخصية المصرية التي شكلت في وجدان الفتي الأسواني , هضم ثقافتها وعايش كل همومها لدرجة أنه صار ظاهرة فريدة في عالم الأدب والفكر والسياسة , توحدت في شخصيته كل مظاهر العبقرية الإنسانية فلا يذكره الناس إلا مقترنًا برأي جديد أو فكرة نادرة أو موقف ينم عن صلابة لا تلين .شغل الناس طوال اكثر من نصف قرن مجددا في الفكر مقتحما المعارك الأدبية والسياسية بنفس سامية جعلته موضع وتقدير من غالبية الشعب المصري . إن مؤلف الكتاب البليغ الفصيح كناظم الجوهر المرصع , ومركب العقد الموشح , فهو يعد أكثر أصنافه ليسهل عليه إتقان رصفه وائتلافه .صدر عن سلسلة "كتاب اليوم" كتاب جديد بعنوان "عبقرية العقاد صاحب العبقريات" تأليف د. محمد فتحي فرج . يأتي الكتاب بمناسبة مرور أكثر من نصف قرن علي رحيل المفكر والأديب الكبير عباس محمود العقاد الذي يوافق 12 من مارس القادم . هذا الكتاب يسلط لنا الضوء حول عبقرية العقاد وكتاباته التي حظيت برؤي وأفكار في شتي مجالات المعرفة ,وخصوصا فيما يتعلق بالعبقريات الإسلامية , وتناوله لجوانب هؤلاء العظماء الأفذاذ , وما يمكن لتلك الشخصيات أن تغرسه من قيم ومثل عليا فينا. لقد كانت تلك العبقريات بمثابة كنز أدبي أثري المكتبة العربية . لا يستطيع الكاتب عن العقاد مهما أوتي من القدرة علي التعبير أو الدراية بفن القول أو صياغة الأساليب أن يحيط بجوانب عبقرية هذا العملاق , فالهدف الأساسي من هذا الكتاب هو تقديم لمحات عابرة حول عبقرية العقاد الثرية متعددة الجوانب وما اتسمت به تلك الشخصية الفذة . استهل.د. فرج كتابه بتعريف العبقرية وما دورها ؟ وسمات العبقري, وتطبيق هذا علي العقاد حول مفتاح شخصيته وهذا ما تناوله الفصل الأول بعنوان" النهم المعرفي مفتاح الشخصية "في حياة العقاد , وولعه الشديد بالدراسات النفسية والفلسفية منذ حداثة عهده بالقراءة والاطلاع , فجمع حصيلته من التراث العربي والشعري , أن مفتاح الشخصية هو الأداء الصغير الذي يفتح لنا أبوابها , وينفذ بنا وراء أسورها وجدرانها , كمفتاح الحصن المغلق فإلم يكن معك ما افتتح . شخصية العقاد شخصية فذة ثرية متعددة الجوانب. عبقريته في عناوين أعماله وتنوع مصادره .