يبحث محمد سليمان دائماً عن قصيدة جديدة. فالشاعر الذي يظنّ أنه اكتمل يبدأ رحلة سقوطه في وجهة نظره، وهكذا يحمل كل ديوان من دواوينه حالة جديدة. أسهم صاحب "أعلن الفرح مولده، سليمان الملك، بالأصابع التي كالمشط" في تأسيس جماعة أصوات الأدبية، وقدّم عدداً كبيراً من الشعراء الجدد الذين راهن عليهم وكسب الرهان، باستثناء بعض الأصوات التي حادت عن الطريق: "فوجئت بشاعر يأتي لزيارتي مراراً وتكراراً، تقريباً ليحصل علي صك الشعرية، وفوجئت به بعد فترة يقول لي: أنا أخطط الآن للحصول علي جائزة نوبل"!! كان منزل سليمان في فترة من الفترات قبلة للشعراء. كان عدد كبير منهم يأتي إليه ليناقشه في الشعر والأدب ولكنهم توقفوا عن ذلك: "عبد المنعم رمضان ربما الشاعر الوحيد من السبعينيات الحريص علي الاتصال بي دائماً".. وهكذا بقي سليمان وحيداً يقرأ ويكتب ويبحث عن قصيدته الجديدة. أصبح صاحب "أعشاب صالحة للمضغ، اسمي ليس أنا، تحت سماء أخري، هواء قديم، ودفاتر الغبار" ناسكاً بامتياز.. يري سليمان أنه شاعر غير مظلوم فقد كتب عنه معظم إن لم يكن كل النقاد الكبار، لكنه يري في الوقت نفسه أنه ينتمي إلي جيل بائس، هو جيل السبعينيات لم يتعرّض لغربلة نقدية حقيقية، وظلمته المقولات النقدية.. في البستان التالي نجري حواراً مع محمد سليمان يتحدّث فيه باستفاضة عن تجربته، وننشر عدداً من قصائده الجديدة.