وحتي لايأخذنا سوء الظن بصاحب الكشكول وقد تكون رسالة من قاريء فعلا يدافع عن الكشكول لايمانه بقضيتها ولكن استمراراً لنفس النهج نجد رسالة من اصدقاء الكشكول (لاحظ العنوان) منشوره في 8/ اغسطس 1924 بعد ثلاث اسابيع من الرسالة السابقة هل هناك رابطة لاصحاب الكشكول أو هي اشارة إلي ان للكشكول اصدقاء والرسالة تبدأ بحضرة الاديب سليمان افندي فوزي وفيها دفاع عنه ونعته بأروع الصفات واشارات إلي نضاله ومديح زايد في الكشكول وانها علمت الناس اساليب جديدة.. وتنتهي الرسالة بتوقيع (أحد الناس) لنقرأ الرسالة ونفكر في بعض الملاحظات. كتب حضرة الأديب سليمان أفندي فوزي كلمته عن الاستاذ كامل حسين، وأرسلها ارسالا بدون أن يحسب حسابا لأصدقاء الكشكول. فذكر أن ثلاثة قاموا بحراسة الكشكول وحياطته، وأن واحداً منهم سقط في الميدان، وكان اصدقهم بأسا وأثبتهم جنانا. وكان عليه ان يذكر ان للكشكول أصدقاء يسرهم ان يذكر الاستاذ كامل حسين بما هو أهله من النجدة والشجاعة. ويسوؤهم ان يصرح صاحبه بأنهم كانوا ثلاثة، ذهب منهم واحد وبقي اثنان. ولمن كان يشقي المرحوم كامل حسين ياحضرة الأديب اذا لم يكن للكشكول أصدقاء يعلم المرحوم كامل ان في نكبتهم بفقده حرمانا لجمهور كبير من متاع النفوس، وغذاء العقول؟ فان كنت في ريب من ان للكشكول أصدقاء يهمهم منه ما يهمك، فإني أحدثك وأنا صادق عن الليلة التي ظهر فيها «خيال الظل» فقد كنت حينئذ مكبلا بالحديد. ظهر الخيال، وأي خيال، خيال الظل، خيال الخيال!! والله لقد صدق حافظ عوض في تسمية جريدته. ظهرت تلك الصحيفة المنحوسة وكنا جماعة نسير في أحد المشارب العمومية، فظننا، والخوف مجلبة الظنون، ان صاحب الكشكول سجن عمداً ليظهر خيال الظل وليستطيع صاحبه ان يفسر عقلية الأمة بما برع فيه من فنون السلاطة والهذر، ثم انقضت بقية الاسبوع في بأس وقنوط. ولكن حسن الادارة قضي بأن يظهر الكشكول في موعده وان تبدد مخاوف محبيه وأنصاره، وان يظهر صاحبه في الصورة الرمزية وهو يحاور دولةرئيس الوزراء. وهكذا تبددت أحلام صاحب الخيال، وعرف ان الكشكول أثبت من ان تزعزعه الرياح الهوجاء، وعلم من الواقع ان الجمهور الذي اسقط المحروسة لثقل ظلها وجمود نسيمها لن يرفع جريدته الجديدة، وهي ليست الا صورة طبق الأصل لسخافات محمدين وهرودين! ولكننا في مصر، وهي بلد العجائب فيما يقولون. ففي الوقت الذي يفتح فيه اعتماد لتشجيع الفنون الجميلة، يطمع بعضهم في اغلاق الكشكول. أنتم تخدمون الفن والأدب وتغارون علي سمعة مصر من ان توصم باغفال الفن والأدب، وهذا هو الكشكول يقدم لكم أفانين من الآداب والفنون. فان لم يسمكم تشجيعه باسم الفن والأدب، فجنبوه الظلم اكراما للفن الذي تغارون عليه وللأدب الذي تريدون ان تقيموا من بنائه ما تهدم!! غير انه يظهر أن الكشكول في غني عن التشجيع والحياطة، فقد قام بنفسه وعلي كاهل صاحبه ومحرريه، ونهض نهضة مرفوعة الاعلام، ولم يستطع خصومه في كثرتهم وحقدهم أن يمسوه بسوء، أو يضعوا في سبيله العراقيل، وما ظنك بجريدة تكتب فيها فقرة أو تنشر فيها صورة، فتظل حديث الخاصة والعامة في الدساكر والحواضر، وانف الادعياء راغم. ولقد نعلم ويعلم الجميع ان للكشكول أنصاراً ممن لايقرءون العربية، لأنه أول جريدة مصرية جعلت الاشارة أبلغ من العبارة، وجعلت الصمت افصح من النطق، وعلمت الناس اساليب جديدة من أفانين البيان.. ويعلم الجميع كذلك انه الجريدة الوحيدة التي تقرأ من أول سطر لآخر سطر، في حين ان موظفي البلاغ ومحرريه لايعرف أحد منهم. حديث الاسبوع من محتويات تلك الصحيفة غير ما خطت يداه من كلمة مدح في فلان أو طعن في فلان أو تصحيح جملة أو ترتيب اعلان - ولقد أعرف من بين محرري البلاغ وهم كثيرون من يسأل عن رأي جريدته في احدي الحوادث فلا يدري كيف يجيب!! ولم أذكر البلاغ الا لأنه أظهر الجرائد الوفدية، وهو علي ظهوره مجهول عند اصحابه، ولا أحدثك عن باقي تلك الصحف فأنت تعلم ما هناك!! وبالرغم من ذلك فانه لايمضي يوم الا وتكتب تلك الوريقات اخبار «النيابة والكشكول» ليوهموا الناس ان أجل الكشكول قصير، وما معني ذلك أيها الضعفاء، أتحسبون ان صاحب الكشكول في يقظته ونبوغه في فنه، وانفراده باسلوبه. يعجز عن انشاء صحيفة جديدة اذا صح ان النيابة ستساير أطماعكم وأهواءكم وهبوا ذلك يكون، فلمن يكون الخزي! ولمن يكون العار، أليس الكشكول أثراً من نهضة الأمة، أليس صاحبه ومحرروه من انبغ أبناء هذه الأمة، فمن تحاربون غير أمتكم يا جماعة الضعفاء، ويا حاملي علم الخمول؟ ومع ذلك ففي مصر قضاة، وهذا هو العنصر الباقي من عناصر الحق، ونحمد الله علي ان دولة رئيس الوزراء يتهلل وجهه كلما شهد استقلال القضاء، فقد عركت دولته صروف الليالي، وعرف ان الحاجة إلي القضاء العادل أشد من الحاجة إلي الماء والهواء، وسيحتاج دولته إلي عمل القضاء، لان مشاكل الحياة لاتحد، ولان للحياة مطالب ستصطدم فيها نزعات النفوس، ويلجأ هو وأنصاره إلي القضاء. اذن توعدونا كيف شئتم يا كتاب الصحف الوفدية، فستنظرون كيف تخيب آمالكم، وكيف يكتب الله النصر للكشكول، وصاحب الكشكول. أحد الناس