تتمزق اللعبة.. بين شد وجذب.. يصرخ الصغيران.. تخرج فتاة جميلة من داخلها مع صيحات الاندهاش.. لتؤكد ببساطة أنها روح اللعبة.. يتكرر الأمر حتي يتساءل الصغير في براءة "كل ما نكسر لعبة نلاقيكي إنت جواها؟؟ فتجيب: طبعا ما أنا أصل اللعبة " من منا لا يتذكر ذلك الأوبريت البديع الذي كتب كلماته الرائع الراحل صلاح جاهين.. وقدمته الفنانة الاستعراضية نيللي ليرتبط في أذهاننا بالبهجة والمرح.. الذي أسعد الأطفال ولا يزال حتي يومنا الحالي بتلك الأغنيات الجميلة التي ترتبط بدنيا الألعاب.. ولكن بعد كل تلك السنوات أسأل نفسي هل نحمل روح اللعبة في نفوسنا.. أم اللعبة هي التي تعيش بداخلنا وترافقنا منذ الطفولة.. لتطل برأسها علينا من آن لآخر.. من منا يسكن الآخر ويحركه.. وهل حقا نحن نشبه ألعابنا.. يقول جاهين.. وتغني نيللي .. "العب العب ده أنت فنان.. وكمان العب وكمان وكمان.. لونك من أجمل الألوان.." تخرج اللعبة في كثير من أعمال الفنانين التشكيليين المصريين.. بعضها يمتزج بالتراث كالسيجا والحجلة والعروسة والحصان ونط الحبل.. وبعضها غير شكله مع مرور الزمن واختفاء كثير من تلك الألعاب الجميلة من حياتنا. كانت البداية أمام لوحة من لوحات الفنان الراحل فاروق وجدي استدعت طفولتي وتساءلت كيف سيكون شكل الألعاب في مخيلة فناني الغد وأغلبهم لم يعرف من الألعاب سوي ألعاب الكمبيوتر والألعاب الغربية ونماذج العرائس المستوردة. حملت أسئلتي إلي كثير منهم.. الفنانين التشكيليين أعني.. بعضهم حاورته وبعضهم تأملت أعماله.. وبدأت رحلتي في دنيا ألعاب أهل الفن .. ولم يكف الوقت ولم أكتف.. فاللعبة ساحرة تسرقك وتغير مفاهيم الزمن.. وكان ما كان..