يهدي الكاتب عادل أسعد الميري روايته "بلاد الفرنجة" الصادرة حديثاً عن دار آفاق إلي "ثلاثينيات القرن العشرين، زمن إسماعيل أدهم ومحمد فريد وجدي، فعندما كتب الأول كتاباً بعنوان (لماذا أنا ملحد)، رد عليه الثاني بكتاب بعنوان "لماذا أنا مؤمن) وانتهت المسألة عند هذا الحد." بطل "بلاد الفرنجة" وراويها مولود عام 1953 لأب فرنسي وأم جزائرية، ويصحب القارئ معه، عبر سرد مشوق، في رحلته بين الثقافات وبين الذكريات التي تنساب بسهولة وحميمية من يحكي لأصدقاء مقربين، فيبوح البطل/ الراوي بعلاقته الملتبسة بأمه ومن ثم بالنساء بعدها، يكتب الميري في روايته: "لكم حلمت بذلك الطيران القصير في الهواء، والمرور السريع بالناس الواقفين في شرفات ونوافذ شققهم، يحاولون تتبعك بأبصارهم التي لن تلحق أن تري فيها نظراتهم الملتاعة، ثم بذلك الارتطام الشنيع بالأرض، اللحظة التي يتفكك فيها الجسد إلي مكوناته الأولي، فتذهب الرأس في اتجاه، والذراعان في اتجاه ثان، والساقان في اتجاه ثالث."