عند الدخول إلي قاعة الاطلاع الرئيسية لمكتبة الإسكندرية، ستظن أنها مجرد امتداد للمجمع النظري المقابل لها، أغلب الرواد من الطلبة، يجلسون في المناطق المخصصة للقراءة يذاكرون، تلمح بحوزتهم ملخصات المناهح الدراسية أو مراجعات قبل الامتحان المنتشرة بالمكتبات المجاورة للمجمع. حين سألت العديد ممن هم مثلي من الشباب: هل ذهبت إلي مكتبة الإسكندرية من قبل؟ تكون الإجابة المعتادة: مرة واحدة من أجل البحث في سنة الكلية النهائية.. يقومون بتصوير الأجزاء المطلوبة من الكتب للأبحاث، حيث لا وجود للاستعارة... رواد المكتبة من طلبة، وعدد لابأس به من السياح، وأفراد متاح لهم الدخول إلي قاعة الاطلاع الرئيسية والتجول في المعارض الدائمة والتقاط الصور الفوتوغرافية حيث مقتنيات المكتبة من معارض السمبوزيوم، والأعمال الفنية لمشروع الفنان المقيم، والمعرض الدائم (كتاب الفنان)، وقاعات: "عالم شادي عبد السلام"،"إسكندرية عبر العصور "مجموعة دكتور محمد عوض، معرض سيف وأدهم وانلي وغيرها... هما يحقق للمكتبة قدرا من الجماهيرية الحفلات التي تقام برعاية مركز الفنون وخصوصا حفلات عمر خيرت ومهرجان موسيقي الشعوب، حفلات أوركسترا الغرفة، عروض القبة السماوية، أي أن الجماهيرية تبقي بعيدة عن الكتاب/ القراءة... من يتردد علي مكتبة الإسكندرية تكون وجهته إما إلي حجز غرف البحث بالبطاقة أو جواز السفر (للباحثين فقط) والتي تشهد توافد العديدمن الرواد، ما ترتب عليه أن أصبحت عدد ساعات الحجز أربع ساعات فقط، أو مكتبة الطفل حيث تقام العديد من الأنشطة وورش العمل مثل: الرسم بالصلصال، الخزف، أوريجامي، مسرح خيال الظل وغيرها.، والتي نظرا لزيادة عدد الرواد عن الطاقة الاستيعابية للمكان تقرر دخولها بكروت عضوية للأطفال فقط.. علاقة الجمهور بالكتاب داخل المكتبة، آنية و براجماتية في الكثير من جوانبها، فهو إما أن يذهب من أجل متطلبات هل يوجد من يتجول بين جنبات المكتبة من أجل متعة القراءة والاطلاع، المتعة الذهنية..الروحية؟.. قد يرجع ذلك إلي إشكالية القراءة في حد ذاتها بوصفها عادة قاربت علي التلاشي ، مع سطوة الأنترنت والنشر الإلكتروني ... المعوقات التي تجابه القراء والجماهير تتمثل في بعض القصور من جانب المكتبة في الاعلان عما يقام بداخلها من فعاليات ثقافية- هل علم أحد أن أمبرتو إيكو قد جاء إلي مكتبة الإسكندرية، وبقايا الرهاب المجتمعي تجاه المكتبة وكأنها كيان فضائي علي أرض الإسكندرية.. مع بدء موسم الصيف يتوافد إلي المكتبة العديد من الرحلات والمصطافين، حيث عروض القبة السماوية و الحفلات، والتعامل مع المكتبة كمزار سياحي ومكان للفسحة.. يساعد علي ذلك الآن افتتاح عدد من الكافيهات والمطاعم في ساحة المكتبة (سيلانترو، كوستا، سينابون، مؤمن) إضافة إلي فرع لمكتبة "ديوان" ما أضفي علي المكتبة بعدا ترفيهيا الدراسة واستهلاكيا. تقام بقاعات المؤتمرات العديد من الفعاليات أهمها ندوة منتدي "إطلالة" الأدبي الأسبوعية وهي مفتوحة للجماهير، وأيضا مختبر السرديات وورشة النقد وهي فعاليات قد نعتبرها نخبوية عندما دخلت إلي متحف الآثار ومتحف المخطوطات لم أكن أعلم بوجودهما من قبل، ولم يكن هناك أحد غيري يتجول داخل المتحفين.. متحف الآثار يحوي عددا من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية وآثار المحمرة والآثار الإسلامية، أما متحف المخطوطات فهو باهر بحق، الإضاءة والتصميم وزجاج العرض، ويحوي مخطوطات في أصول وفروع الفقه، علم الحديث، المخطوطات الشارحة والمترجمة، مصريات، يهوديات، مخطوطات في الأدب: نوابغ الكلم للزمخشري، بردة البوصيري، دلائل الخيرات للجزولي وغيرها... المتحف خالٍ تماما من الزوار! أو البحث أو العمل.