يأتى معرض الإسكندرية الدولى للكتاب فى دورته الثامنة هذا العام بمشاركة 94 دار نشر جاءت من 12 دولة عربية وأجنبية غير مصر الدولة المضيفة، متزامنا مثل كل عام مع بدء الفصل الدراسى الثانى لجامعة الإسكندرية وهذا ما يفسر كثرة انتشار الطلبة بأروقته صباحا بعكس المساء حيث تتوافد الأسر والكبار على المعرض بعد انتهاء فترة الدراسة والعمل بالنسبة للآباء والأبناء. على باب الخيمة الكبيرة للمعرض وضع للمرة الأولى منذ انطلاق المعرض بوابة أمنية إلكترونية لا تعمل فى أغلب الأحيان الأمر الذى أشعر الزائرين ببعض الضيق من توقيفهم كثيرا على باب الدخول على الرغم من تغاطى الأمن فى أوقات أخرى ووجود فتحات أخرى فى جوانب جانبية من المعرض تسمح بدخول الزائرين دون أى توقيف أو تفتيش وهو ما يعكس بحسب بعض الزائرين تناقضا فى تطبيق الفكرة. داخل أروقة المعرض تجولت «الشروق» لترصد مظاهر الإقبال على الحضور وعلى البيع والشراء وتستطلع بعض آراء الحاضرين فى المعرض هذا العام. دور النشر الكويتية والسورية تقع بمساحتها الصغيرة الذى يقابل أمام المكان المخصص لوزارة الثقافة السعودى وهو جناح ضخم فى مساحته يكاد يكون الأكبر مساحة داخل المعرض إلا أن الكتب الموجودة بداخله كانت للعرض فقط مما أثار دهشة الكثيرين وبخاصة أن القائمين على الجناح تلقوا أوامر من الإدارة السعودية بعدم الحديث مع أى شخص يستفسر عن أى أسئلة تخص الجناح. وكالعادة فإن الإقبال كان متزايد على جناح سور الأزبكية التى تراوحت أسعار الكتب بداخله من 50 قرشا وحتى 50 و60 جنيها بحسب جودة الكتاب وحداثته بالإضافة إلى جناح الهيئة العامة للكتاب التى قدمت تخفيضا هذا العام على بعض الكتب يصل إلى 50% ويشهد جناح الهيئة العامة إقبالا هذا العام لانخفاض الأسعار به بعكس دور النشر الموجودة داخل المعرض. ومثل بائعى شارع الغرفة التجارية ينقض مندوبو معرض الكمبيوتر الواقع بداخل خيمة عرض دور النشر على الزوائر بغرض الترويج لمنتجات شركاتهم فى مظهر جعل الكثيرين ينفرون من المرور من أمام بعض هذه الشركات. وفى الجهة المقابلة وعلى بعد أمتار قليلة لخيمة دور النشر تقع الخيمة التى تعقد فيها ندوات المعرض وبحسب برنامج المعرض فإن مكتبة الإسكندرية تنظم 50 ندوة وحفل توقيع لعدد من الكتاب بالإضافة إلى 6 ندوات كان من المقرر أن يقدمهم الجانب الفرنسى ضيف الشرف الثانى بالمعرض لكنه ألغاها. واشتكى العديد من الزوار من ضيق المساحة المخصصة لخيمة الندوات رغم زيادة المساحة المخصصة لها عن العام الماضى حيث بلغت هذا العام 200 متر مربع مقابل 100 متر العام الماضى الأمر الذى اضطر الكثير منهم للوقوف خارج الخيمة وحاول الأمن فى بعض الأحيان صرفهم بعيدا عن الخيمة مثلما حدث فى ندوة الفنان خالد الصاوى الذى حاول الأمن أيضا منعه من الدخول بسيارته مما دعا بعض المسئولين عن المعرض للتدخل والسماح له بالدخول. هذا غير الجو الخانق الذى شعر به رواد الندوات الصباحية نتيجة عدم وجود أى فتحات للتهوية أو (المراوح) بداخل الخيمة الأمر الذى دفع العديد منهم إلى الخروج فى منتصف الندوة، إلا أن بعض القائمين على المعرض فسر ذلك بأن اتحاد الناشرين الذى يقوم بتنظيم المعرض بالاشتراك مع مكتبة الإسكندرية توقع برودة الجو فأنشأ الخيمة على هذا النحو. وأجمع العديد من العاملين فى أجنحة دور العرض على انخفاض نسبة الشراء هذا العام رغم جودة تنظيم المعرض هذا العام مقارنة بالعام الماضى خاصة بين أوساط الشباب الذى رأى الكثير من البائعين أنه لجأ إلى الكمبيوتر والإنترنت لانخفاض تكلفة القراءة بهم عن شراء الكتاب، مؤكدين أن مجىء المعرض فى توقيت الدراسة يحد من القدرة الشرائية للشباب الجامعات الفئة الأكثر إقبالا بسبب تجاور موقع المعرض مع المجمع النظرى الذى يضم آلاف الطلاب. إلا أن منى حلمى مديرة المعرض أكدت صعوبة تغيير موعد المعرض إلى الصيف مثلما طلب العديد من الزوار بسبب أجندة المعارض الدولية المرتبطة بها المكتبة. وبرزت هذا العام أسماء جديدة تشارك لأول مرة بالمعرض مثل جامعة الإمارات التى تعرض كتب أعضاء هيئة التدريس بها والتى تحمل 150 عنوانا يقع أغلبها فى القانون والعلوم الطبيعية. هذا بعكس الدار المصرية اللبنانية التى تشارك منذ انطلاق فاعليات المعرض وعلى مدى 8 سنوات حيث تشارك هذا العام ب300 عنوان منها 20 عنوانا جديدا بحسب تامر عبدالكريم مسئول إدارة المبيعات بالدار ويضيف عبدالكريم أن أغلب إصدارات الدار تقع فى نطاق كتب الإعلام والتربية إلا أن هذا لا يمنع وجود كتب سياسية من حين لآخر مثل كتاب نظام السياسى المصرى بين إرث الماضى وآفاق المستقبل للدكتور على الدين هلال. دار النيل التركية تمثل أحد أوجه ملامح الحضور الأجنبى حيث تشارك للمرة الثانية فى المعرض وتتعرض إصدارتها للشأن الفكرى والثقافى والدينى الأمر الذى جعل أكثر زوارها حضورا من الكبار. ويقول السيد زغلول موظف بشركة القاهرة للصوتيات والمرئيات إن الإقبال تزايد هذا العام على شراء الإنتاج الدينى للشركة وبخاصة اسطوانات القرآن الكريم وتفسير الشيخ الشعراوى له.