القادمين من القاهرة وتكون الدعوات في الغالب مقصورة علي أناس بعينهم ليس من بينهم المهتمون الحقيقيون بالثقافة والمعرفة! أقيمت في رأس البر مؤخرا مكتبة تطل مباشرة علي البحر، وهي تجتذب المصطافين، وتعد إضافة نوعية لسلسلة المكتبات الحديثة، وتحتاج إلي مرونة في التعامل مع الجمهور. المكتبة العامة التي كانت الملجأ والملاذ انتقلت من مكانها المميز علي النيل إلي منطقة " باب الحرس "، وطالها الإهمال تماما، فكل كتبها قديمة وتحتاج لنظرة متعاطفة. مكتبة المحافظة كانت هي ملاذ المثقفين بسبب أمينها رجاء حسنين المثقف الموسوعي الذي كان يعرف المثقفين بالإسم، وحسب علمي أنها أغلقت نهائيا. كانت رائعة بكل المقاييس . توجد مكتبة المعهد الديني، وبها كنوز من المخطوطات منها عجائب Proxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=0لمخلوقات للقزويني وغيرها ولكنها مقصورة علي الطلاب والباحثين، كذلك توجد مكتبة مهمة ملحقة بجامع البحر لا تفتح أبوابها. لا يمكن إغفال مكتبات بيوت ثقافة فارسكور وكفر سعد والمكتبات الفرعية بالقري لكنها تحتاج لدعم سنوي وتحديث مستمر. مكتبة رابطة التعليم الابتدائي كانت في فترة الستينيات مميزة بنوعية كتبها خاصة في مجال المسرح والأدب، ومنها نهل الكتاب الكبار يسري الجندي وأبوالعلا السلاموني وبشير الديك وقد تراجع دورها كثيرا ولم تعد تؤدي الغرض منها . من أهم مكتبات المدينة مكتبة الثانوية العامة ومكتبة المعلمين وما زالت سلسلة " الألف كتاب الأولي " وغيرها من كتب قيمة تبرهن علي أهمية إنشاء المكتبات في ظل نهضة ثقافية حقيقية وحالة إقبال كبير علي الثقافة الرصينة. لقد تحولت المكتبات إلي مجرد أطلال بعد أن انهارت منظومة التعليم نفسها . عن المكتبات الخاصة فأهمها مكتبة التوارجي بدمياطالجديدة الذي يعقد بها صالونا شهريا . كتبها حديثة، ومعاصرة، ومتنوعة . لقد ظهرت الشبكة العنكبوتية، وتحول كثير من الباحثين إلي التعامل معها للبحث عما يريدون وهذا ليس معناه إهمال المكتبات الورقية التي هي بحاجة إلي تحديث حقيقي وتزويد مستمر، يقوم به مثقفون واعون. المكتبة هي مفتاح متاح للتثقيف وأكبر الظن أن مكتبات دمياط في أغلبها متداعية ، بالية ، تعلوها الأتربة باستثناءات قليلة جدا. إلي عهد قريب كانت مكتبات دمياط قليلة، لكنها ثرية بالكتب، ومنظمة ونظام الإستعارة بها عملي، فعال، قائم علي ثقة متبادلة بين الأمين والقاريء. في العشرين سنة الأخيرة حدث أن أغلقت الكثير من تلك المكتبات، وبعضها لم تُجدد فطالها العطب وأصبحت خارج الخدمة. أهم مكتبة في دمياط حسب قناعتي هي مكتبة قصر ثقافة دمياط، وقد تم مدها بالكتب في مجالات جديدة كالكمبيوتر والعلوم العصرية، وبالرغم من عدم اعتمادها علي النظم والتقنيات الحديثة إلا أن أمناءها يعرفون دورهم وهم يساعدون القاريء في الاهتداء للكتاب الذي يريده. مشكلة كبري تصادف هذه المكتبة إذ تم تخصيص الدور الأخير لها مما يعني عدم إمكانية الجلوس بها صيفا وهي تحتاج للعودة بها للدور الثاني مكانها القديم أو تكييفها رأفة بزوارها. مكتبة "مبارك" تقع في مكان ممتاز حيث تطل مباشرة علي النيل ، وتحظي باهتمام الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط، وبها عدة قاعات مكيفة، مخصصة للكبار والبعض الآخر للصغار. مشكلتها البارزة أن نظام التزويد بها ضعيف، فهو لا يختار أفضل الكتب، ولا أهم الإصدارات، وإن كان بها ميزة كبيرة تتمثل في احتوائها علي كل ما يخص حرفة الأثاث وبها قسم هائل للفنون التشكيلية والعمارة. كما أنها مكان دائم لعقد ندوات كبار الكتاب والصحفيين2