الحلم متوضّي وحلف .. ما يشوف سوي اللي يشوف في يمينه شوق .. في شماله خوف وف قلبه ألوان السما السبعة وف آخره نوصل للسما السابعة فيه جوعة .. فيه شبعة نشبع نجوع تاني والحلم لسه بعيد نرجع نقول ونعيد: حِلمك كما ضلَّك في الضلمة هيضلّك في النور ما تمسكهوش لكنه هيدلّك علي اتجاه الشمس عكس اتجاه النور يبقي اتجاه الشوف مطرح ما هتخطي أفاقت من حلمها هذه المرة علي رطوبة ساخنة علي فخدها.. كان جارها قد نجح في اختيار وضع يحاصرها به.. نظرت في الوجوه المحيطة بها.. كلٌ ملْهي في همه وربما أحلامه.. ومن لاحظ مضايقات الرجل تصنع الغفلة.. شعرت أنها تغتصب علناً تحت مرأي الجميع ولا تستطيع أن تصرخ.. اجتاحها شعور بالغثيان.. امتدت يده نحوها تتحسس كتفها وذراعها وخصرها. انتفضت وشعور الغثيان مازال يلازمها.. سحب يده بسرعة مصدومًا.. ابتأست.. تحسست كتفه في حنان وتوسدتها معتذرة.. طوقها بذراعه.. آه لو يعلم أن هذا الجسد قد امتهن مرتين اليوم.. لو قالت له لتخففت من حملها وتجاوبت معه.. لمس جبهتها بقبلة رقيقة تبعتها قبلات علي باقي أجزاء الجسد. محاولة أخيرة لإنقاذ حلم الترقية.. هونت عليها المسألة.. نصحتها أن ترتدي أجمل فساتينها.. وأن تكف عن مسوح الجدية علي وجهها وفي حديثها.. "مش حتخسري حاجة".. عدلت من هندامها.. تحسست شعرها تساويه.. طرقت الباب.. مدت يدها تصافحه في أدب مصطنع ودلال خفي.. التقط الإشارة.. احتفظ بيدها بين يديه لحظات أطول مما يتطلبه السلام.. جلست ووضعت ساقًا علي الأخري، ضحكت بصوت مرتفع، نظرت إليه في عينيه وتركت وعودًا تتسرب إلي عقله المريض.. تحدثت معه في موضوع الترقية وأحقيتها لها.. وعدها بأن يكون صوته في اللجنة مرجِّحًا لها. لم ينسي وهو يودعها علي باب المكتب أن يحتفظ بيدها.. شعرت بأبهامه يرسم دوائر ناعمة بطيئة في كفها.. ربت علي ذراعها في ود ظاهر ورغبة خفية.. لم تتمالك نفسها من الإحساس بقشعريرة تسري في جسدها. شعر بعدم تجاوبها فكف وفتح ذراعه يطلقها.. شعرت برغبة شديدة في أن تصرخ في وجهه باكية تعاتبه.. ألم ينصحها أن تكون أحلامها مرتبطة بالواقع.. ها هي تخضع هي وأحلامها للواقع .. والنتيجة الخجل من الأحلام ومن الواقع معًا. أحاطت وجهه بيديها تقبله قبلات عنيفة تحاول أن تسترجع هذا الإحساس النقي بلقائهما.. عنف القبلات لم يخف برودتها.. لم تستمر.. عادت لوضعها المنفصل عنه في السرير. أطلت فجأة من ذاكرتها أبيات الشعر المنسية جلية واضحة: وداعًا يا نجمي الأوحد.. ولأن الأيام مريضة.. ولأن الليل الموحش يولد فيه الرعب.. لن نجني حتي الحب! شعرت بفيضٍ من الإحساس يجتاحها.. همت بمد ذراعها نحوه كأنها تتحدي الأيام المريضة. جاءها صوت تنفسه البطئ الرتيب.. تراجعت.. تسربت من عينيها دمعة عزيزة.. في الخارج ظلام وسكون. في الحجرة، جسدان منهزمان، يرقدان كل منهما في طرفٍ.. بعيدًا عن الآخر.