شجاعة سعيت أن أكون شجاعا حتي شاهدت بذرة شجاعتي تنفلق و تطرح و تزدهر شجرة حطب سوداء في غابة معتمة يحرسها سور من الطوب الضعيف، كل حروف أشواكي تشير مخالبها للخارج مثل الصبار، تحولت أطرافي إلي أسلحة تحرس أيقونة إلهي من تهديد مستمر لعدو صار صنوا لي فقد وجد شجاعته أخيرا هو الآخر. لحظة من فضلك تشرق الشمس الفاضحة علي ضوء النار تقول: إنسي رقصة النسيان تذكر؟ سوف تضع الذاكرة يدا دافئة علي كتفك و تقودك لما نسيته أكثر من غيره و من ثم، سوف ثصبح الرقصة أبطأ، و تسكن سخونة اللهب وراء جفنيك، لن يتوقف دفؤها و الترنح لن يمتحنك ثانية ولن يطلب منك المزيد. معترضون علي الدروس الواهية تسلمنا الأبدية بداية جوائزها ثم تسمم عن حق أنامل من لا يقدمون لها حياة برمتها من الامتنان و الأرق. الجرأة كل ما يستولي علينا، أفكارنا، مواقفنا ووجهات النظر تهرب و نتبعها بالعرق يجري من معصمينا عجلة الزمن تسرع أبدا؛ بالسرعة و حدها نظل أحياء، مثل من يجري أمام قطيع من الوحوش البرية، و ترتج الحيطان و نرتج، و لا تتحطم الحيطان. لو جسرنا نقبع في صمت نرتق أرواحنا الرقيقة علي ثقة من أن الوقت يقلدنا، أولم يحابي الوقت دائما أولئك الذين يبدون غير عابئين بمصائرهم؟ البشر؟ لماذا يتوجب علينا احترام الآمال التي لا تعوض الآملين شيئا من النعمة، من المغفرة أو المعرفة؟ كل كنوز العالم لا تساوي حبة ملح. تتسلل الأمنية إلي الفكر اللئيم مثل حية رقطاء ناعمة تنفث سمها فحيح عالي فقط عندما تثق من قضاء قدر فريستها العزلاء. تطلع الشمس و يتعبد الأحياء لوجه النهار المخادع و القمر واهن و شعاع نجمة وحيدة تضوي بما يكفي أن تشع الأسطح ، تتحدانا أن نعمل منطقنا غير ذي الجدوي و أحلامنا غير ذي المنطق تتحدانا أن نجمع كل قوي الفضول لتبسيط الكلمة المكتوبة فيروي عرق الجهد أرواحنا و تنمو نظرياتنا و تكبر من لا شيء حتي تصبح إرادة البشر مسئولة عن تغير الفصول. ما قال الشيء للشاعر بينما أنت، قبضتك تحت ذقنك تحاول تضفير حواسك بالموسيقي علي الحائط الجرانيتي والحزن المرير تنفثه الأرضية الخشبية والسهولة التي يمارس بها زجاج النافذة أحلام اليقظة تسأل اللهب في بيت النار عن العواطف المشبوبة و الشغف و جدواهما، أقول لك بلسان من حديد جف من كثرة التفكير و انعدام القدرة علي الكلام: ليس كل ما يتحرك سواء حجر كان، أو تسري فيه الدماء، نحن لا نتشابه أبدا في الحركة و لكن في السكون.