الغيمة التي ولدتنا في حرير جعده الصراخ وزرعت الناي في حلوقنا أخبرتنا : زخرفوا الريح زينوا شعر الرسولة كنا مطرودين من الرحمة كنا يائسين كيأس الجبال من اليأس صنعنا أكواخا تمشي بالليل تحت عتباتها دفنا طيورا وقصائد قصائد من ذهبٍ قصائد من ورد وفي الخريف داستنا الشمس مع الكروم
الغيمةُ التي وقفت علي رصيف فتشت جيوبها عن قداحةٍ أو عنوان مهاجرٍ تكسرت لخلصاء محمومين ورقتها كانت كحمامة تشرب من كف كحمامة أنست لكف إنسان وكحمامة تتبع نبيا علي سفينة ونجاتنا كانت كثيرا مدلاة من ريش هذه الغيمة وكلامنا كثيرا ما سكِر من طرفها اللماع من طرفها الذي يخبئ مسيحًا معمّرا من كُمّ غيمةٍ سَكِرْنا وسُكْرُنا كان علي إصبعه خاتم بياقوتة زرقاء حازها شاعرٌ من رقبة ملاك متشرد