الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر شهدت الجلسة الافتتاحية لغطا كبيرا، عندما أعلن د. يسري العزب في لحظة تسلمه لتكريم الناقد الكبير الراحل نعيم عطية، أن نعيم لازال حيا في إحدي دور المسنين بمدينة الرحاب، وأن تكريمه باعتباره راحلا خطأ، ولكن الحقيقة غير ذلك. فكرة التفت إليها أعضاء الأمانة العامة لأدباء مصر، في الجلسة الأخيرة لإعدادهم للمؤتمر، هذه الفكرة التي جاءت- كما يقال- في التفكير من خارج الصندوق، كانت كفيلة في حالة تطبيقها أن تنقل المؤتمر نقلة جوهرية في تاريخه، خاصة أننا وصلنا إلي الدورة ال28، ويفقد كل عام بريقه عن العام الذي سبقه، ومنذ سنوات طرحت أفكار كثيرة لتطويره، لكنها اعتمدت- في تنفيذ بعضها- علي اجتهادات سواء من قبل الأمانة، أو من قبل رئيس الهيئة، دون وضع تطوير شامل للمؤتمر. الفكرة كانت استضافة أحد الأدباء العالميين، خاصة من الحاصلين علي جائزة نوبل، وقد وقع الاختيار علي الأديب الصيني مويان، إلا أن الوقت حال دون دعوته رسميا. الشاعر محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية في هيئة قصور الثقافة، كشف لأخبار الأدب، عن قيام الهيئة بمجموعة من الاجراءات، عقب تلقيها فكرة أمانة المؤتمر، والتي جاءت في الجلسة الأخيرة للأعداد للدورة ال28، التي اختتمت أعمالها ظهر الثلاثاء الماضي. أوضح أبو المجد أنه بالفعل تمت مخاطبة د. صابر عرب وزير الثقافة، الذي قام بدوره بتحويل الموضوع للدكتورة كاميليا صبحي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، للتنسيق بينها وبين الهيئة، ولكن الوقت لم يكن كافيا لتحقيق رغبة الأمانة. وأضاف أبو المجد، إلا أنه رغم انعقاد المؤتمر، فإن الهيئة متمسكة في المضي قدما في إجراءات لاستضافة مويان- في حالة موافقته- والإعداد لبرنامج متكامل لزيارته، يساهم في وضعه نخبة من الأدباء والمثقفين، ومن بين المقترحات ألا تقتصر زيارته علي القاهرة فقط، مع الأخذ في الاعتبار أن تستمر هذه الفكرة في الدورات القادمة، وأن يبدأ الاستعداد لها مبكرا. كان المؤتمر قد بدأ جلساته مساء السبت 28 ديسمبر بقاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون، بحضور نخبة من الأدباء من كل الأقاليم، وقد شهدت الجلسة الافتتاحية لغطا كبيرا، عندما أعلن د. يسري العزب في لحظة تسلمه لتكريم الناقد الكبير الراحل نعيم عطية، أن نعيم لازال حيا في إحدي دور المسنين بمدينة الرحاب، وأن تكريمه باعتباره راحلا خطأ، ولكن الحقيقة غير ذلك، فقد رحل في 9 إبريل 2012، حسب الخبر المنشور في بوابة الأهرام، ولكن الغريب أن تاريخ وفاته مكتوب خطأ في الكتيب الخاص بالمكرمين، إذ كتب " توفي في 30 مارس 2012". المدهش أن لا أحد من أعضاء الأمانة التي اختارته لتكريمه بوصف راحلا، ولا المسئولين في هيئة قصور الثقافة تصدوا لما ذكره د. يسري العزب، والتزم الجميع الصمت، لدرجة أن مقدم الحفل، الذي نطق بكلمة الراحل قبل اسم نعيم عطية أضطر للأعتذار، وبعد ذلك تم استدراك الأمر ببيان من الهيئة. يأتي هذا اللغط حول قيمة أدبية وثقافية وقضائية كبيرة، حيث ساهم نعيم عطية المولود في الثامن والعشرين من مارس 1927، بمحافظة أسوان في الحياة الثقافية منذ الخمسينيات، وتتدرج في المناصب القضائية حتي وصل لمنصب نائب رئيس مجلس الدولة، وله العديد من الدراسات الهامة، وقدم للمكتبة العربية أكثر من خمسين كتابا. كما شهد المؤتمر الكثير من المطالب التي جاءت في ثنايا كلمات المتحدثين وبعضها تضمنته توصيات المؤتمر بالفعل فقد طالب سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة، بأن يلتف المثقفون والسياسيون والمهتمون بالمجتمع المدني حول الثقافة الجماهيرية في عام 2014، في حين قدم د. جمال التلاوي رئيس المؤتمر عددا من المطالب منها أن يعطي لأمانة الأدباء الحق في الترشيح لجوائز الدولة في مجال الأدب، وأن تُنشأ له جائزة سنوية تتبناها وزارة الثقافة، وتضع الأمانة معايير منحها في الأجناس الأدبية المختلفة، وأن يقرر وزير الثقافة عدداً مناسباً من المنح السنوية لاختيار عدد من الأدباء لزيارة الأكاديمية المصرية بروما، وأن يُنشأ مجلس وطني للثقافة يضم ممثلين عن النقابات المعنية مثل اتحاد الكتاب والجمعيات والجماعات الثقافية وقيادات وزارة الثقافة، لتضع استراتيجية قصيرة المدي وأخري بعيدة المدي. وفي كلمته أشار الأديب محمد صالح أمين عام المؤتمر أن هذا المؤتمر الذي ظل فاعلاً في الحياة الثقافية المصرية طوال العقود الماضية، كأحد أهم وأكبر الفعاليات التي تضخ الدم الطازج في شريان الثقافة المصرية، وتدفع إليه بمبدعين ومفكرين جدد كل دورة، مما ساعد علي بقاء الروح الإبداعية في مصر مزدهرة، وأن المؤتمر استطاع أن ينتج قوانينه الحاكمة لحركته من داخله، وأن يغيرها كلما احتاج الأمر، ويقدم نموذجاً رائعاً في بعض الأحايين عن كيفية تعاون المثقف والمؤسسة، وفي أحايين أخري يقدم نموذجاً لا يقل في روعته عن أهمية المثقف، مشيراً إلي صعوبة المرحلة الإنتقالية التي نحاول فيها الخروج نهائياً من عنق الزجاجة إلي نظام ديموقراطي كامل بكل أركانه يؤسسه دستور يجمع المصريين جميعاً. وبمناسبة هذه الدورة من المؤتمر، صدرت أربعة إصدارات، الأول يتناول الأبحاث، التي دارت حول موضوع " الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع"، الثاني عن جمال حمدان الذي اختير ليحمل اسمه دورة هذا العام، من تأليف د. السيد رشاد، والثالث عن المكرمين وهم: اسم الناقد الراحل نعيم عطية، الناقد د. صلاح السروي، الناقد د. عبد الحكم العلامي، الأديب أحمد عزت سليم، الشاعر أسامة البنا، الأديبة نجلاء محرم، الشاعر عبيد طربوش، والزميلة نفيسة عبد الفتاح، أما الكتاب الرابع، فهو مجموعة قصصية لرئيس المؤتمر بعنوان " وصيتي للبحر".