عطش من يؤنسُ وحدةَ البئرِ منذ سنوات بعد ما جفَّ الماء؟ هذا الفراغ لا يَسمعُ صوتَه من هم فوق وحين يرمي أحدهُم حجراً لا يأبهُ لإصابتهِ بالقاع وحدَهُ البئرُ يتألمُ لا من الحجرِ المرميِّ بقوة بل من انتظارِ المطر. فناء أيًّ عالمٍ هذا يجعلُني "بتطورهِ" أنسي خطَّ يدي؟ وكيف تُحفظُ الروائحُ في أطرافِ الورق؟ وأنسي، أنَّ في الخطِّ تكمنُ رجفةٌ يجهلُها الكيبورد فينقل كلَّ الحروفِ ثابتةً مستقرة كأني لا أحترق كأني قوية. مواساة كانت تخافُ أن تكتبَ كلاماً ركيكاً لكنها مطمئنةٌ الآن فهذا الألمُ لن يصدرَ عنُه إلا ما يُثيرُ التصفيق.