كنت مستيقظة، حلمت وهذا خطأ رائع-أن هناك طابورًا من النمل الأبيض يسير في عقلي، يحول فشلي القديم إلي شهادات ورقية ومؤهلات علمية، ثم يحملها بانتظام برغم التعب لكن دون ضجر أو كلل، يتسلل بها عبر الأسوار العالية ثم يسير الطابور بعناية من تحت عقب باب وزارة الخارجية ويُكمل السير للمكان المخصص للتقديم علي وظيفة ملحق دبلوماسي بالوزارة، يصعد الطابور إلي المكتب نفسه ويضع أوراقي لتقابل مصيرها المحتوم. يجري طابور النمل ويهرول ليقتات بفتات خبز مقسمة بالعدل تعينهم علي صعوبة الحياة وقطرة ماء تقيهم قسوة العطش في الحر...وبإصرار شديد وانتظام يذهب الطابور لوزارة العدل ويتبع نفس الإستراتيجية للوصول إلي المكتب المختص بوظيفة وكيل نيابة إدارية، وتلقي أوراقي نفس المصير. تبسم النمل ضاحكًا بلا يأس يضع الشهادات الواحدة فوق الأخري وكلها مؤهلات رفيعة المستوي يسترجي المسئول بوزراة البترول. حمل طابور النمل المؤهلات فوق كاهله وقرر أن يأخذ جولة علي كل الوزارات وزارة تلو الأخري وكانت ردودهم دبلوماسية جدًا وهي وعد مستحيل الوفاء. عاد طابور النمل وقد سيطر عليه المستحيل بأبعاده الأربعة، ففكر في صنع طائرة من ورق الشهادات، انتظم الطابور وقد وحد زيه الرسمي لأنهم قرروا أن يقابلوا المسئول عن الوزرارت كلها ويدخلون عليه من نافذة منزله هابطين عليه بالطائرة وحينما يبدأون معه الحوار سيقومون بفصل أوراق الطائرة ومن ضمنها ورقة السيرة الذاتيه ذات الصورة الملونة...وبالفعل نفذوا ما خططوا له. رد عليهم مسئول الوزارات: "إنتم اتأخرتم قوي!! لو كنتم جيتوا بدري شويه؟!! أعينها إزاي دلوقت بعد ما بلغت السن ده؟ الحد الأقصي للتعين في الوزارات 29 سنة".أنا آسف!! بكي طابور النمل..الذي تمني أن يحقق حلم عقلي المسكين ولو فداه بحياته، وعاد النمل بوقاره ودقته ليدخل عقلي مرة ثانية وقاموا بترديد قسم الإخلاص والوفاء: ((نقسم بالله العظيم أن نعيش بعقلك مدي الحياة نقوم بخدمتك ومساعدتك أثناء مذاكرتك، تذكيرك بربك، مقاومة نفسك، محاربة شيطانك، وسنمنع دخول المعاني السلبية من الحياة إلي عقلك من ظلم وكذب وغدر وخيانة وما شابه، وسنحاول بما أوتينا من علم وعزيمة أن نُعلمك النظام.....والله علي ما نقول شهيد)).