هناك إجابات عديدة يمكن تقديمها علي سؤال السقوط السريع للإخوان، أكبر تنظيم إسلامي في المنطقة، في عام واحد. بغض النظر عن النقاش الفقهي حول ما إذا كان حكمهم قد سقط بثورة أم انقلاب أو بثورة انقلابية أو انقلاب ثوري، يثير ارتياح قطاعات اجتماعية كبري لإزاحتهم أسئلة عن طبيعة علاقة الجماعة بالمجتمع المصري والسياسة المصرية. فمنذ العهد المَلَكي الجماعة هي أكبر قوة منظمة خارج جهاز الدولة. جهاز دقيق لا يقارن به حتي حزب الوفد القديم الذي كان أكبر شعبية بكثير. ومع ذلك، كلما تحركت الجماعة حركتها السياسية الخاصة بها، تجمعت عليها القوي الوطنية للتخلص من خطرها. حدث ذلك أيام الملك فاروق، كما حدث في عهد عبد الناصر، وها هو يحدث مجددا، برغم أن الجماعة أصبحت أقوي وأكثر تغلغلا في السلطة والثروة والإعلام مما كانت عليه في عهد حسن البنا أو حسن الهضيبي.. فلماذا؟ لماذا لم يكن بمقدور الإخوان أن يغيروا مسار الدولة المصرية بشكل مقبول، علي الأقل من جانب حلف معتبر يؤيدهم؟ لماذا فشلت معظم صفقاتهم وما زالت تفشل برغم براعتهم التكتيكية التي أتت لهم برئاسة ودستور ومجلس تشريعي؟ هذه محاولة للإجابة. 1 في البدء كانت الطائفة لعل أصدق "نشيد" يعبر عن الإخوان بالفعل هو نشيدهم "غرباء". لعبت الجماعة أدوارا كثيرة في المجتمع المصري منذ الثلاثينات وحتي الآن. لكنها ظلت جسدا منفصلا ذا طبيعة خاصة. تكمن خصوصية الجسد الإخواني في أن التنظيم ليس حزبا ولا جمعية مثل الباقين؛ فهي لا تقوم علي ارتباط طوعي من أشخاص أحرار. الإخوان جمعية تربوية، تربي أعضاءها بالدرجة الأولي، تحميهم وتوفر لهم فرص العمل إذا عجزوا وتساعدهم في الملمات وتخلق لهم عزوة. لكنها فوق ذلك تربيهم بطريقة معينة تخلق فيهم ما يُعرف ب"السمت الإخواني"، أي نمط في السلوك والهيئة والمواقف يشترك فيه الإخوان ويفصلهم عن غيرهم، ويصعب الخلاص منه، لأنه نمط حياة، لا مجرد تصور فكري أو سياسي. ولا حتي يجمعهم نشاط معين في الجماعة. فمعظم أعضاء الإخوان يعملون في مختلف فروع النشاط الاجتماعي. وبالتالي الموقف "السياسي الوحيد الذي يجمعهم هو الإيمان بالجماعة باعتباره من جهة إيمانا صحيحا بالإسلام، ومفتاح كل خير ممكن في العالم والبلاد، تغذيه أوهام من قبيل "أستاذية العالم". باختصار.. العضوية الإخوانية لا تكون سياسية إلا بالإيمان بنفسها كطائفة، لا بالإيمان ببرنامج سياسي أو رؤية سياسية بعينها. ما نشهده في الثورة وفي الأحزاب وحتي التجمعات السياسية الكبري من خلافات حول الموقف المناسب من حدث سياسي ما لا محل له من الإعراب هنا. فليس ثمة مرجعية من المبادئ السياسية يجري النقاش حولها. هذا يفسر ما يبدو للكثيرين لا أخلاقيا في سلوك الإخوان السياسي كجماعة وكأفراد. ويفسر سهولة تغيير شعاراتهم بمجرد صدور الأوامر، سواء بالتشديد علي "الإسلامية" أو "الوطنية"، أو حتي الديمقراطية ومبادئ "العالم الحر". فهذه كلها في نظر الجماعة وأفرادها مجرد تكتيكات، ضمانتها أنها صادرة من قيادة الجماعة، والسمع للقيادة وطاعتها، في أي أمر كان هو الدليل علي أن التنظيم مازال قويا وحيا. طاعة أمر خطأ أفضل من التمرد عليه. باختصار: تنظيم الإخوان هو القيمة العليا، أما سياساته فتالية في الأهمية. وقد يدرك العضو كم النفاق أو الكذب في تصريح أحد قادته، لكنه يتضامن معه تلقائيا بتواطؤ جماعي مفهوم عند الجماعة، باعتبار الكذب مكرا حميدا يصب لصالح الجماعة. ليست المسألة أن الجماعة تتصرف كأقلية لأنها تواجه صعوبات وقوي أكبر منها، بل لأنها بُنيت أصلا وابتداء كأقلية، ك"غرباء" كما يقول النشيد. أما موقفهم الحقيقي تجاه كل ما هو غير إخواني، تجاه كل من يكره تسلطهم أو يحتقرهم، فيتبدي في صرخات الإخوان ومؤيديهم الإسلاميين علي مدي عام كامل: "إضرب يا مرسي". وحين فشل مرسي في استعمال الدولة بقدر ما في قلوبهم من عنف تجاه "الأشرار"، أخذوا يتولون القمع بأنفسهم بدءا باقتحام التحرير مسلحين بالرخام والطوب والعصي في 12 أكتوبر الماضي. تحطيم الأعداء ضرورة.. لأن القوة هي الشيء الوحيد الذي تحترمه هذه الأقلية، وهي في تقديرهم الكفيلة بجعل الجموع التي تحتقرهم، والغرب اللعين الصديق مؤقتا، يحترمهم. الطائفة التي تعزل نفسها بنفسها تبحث عن الاحترام. والاحترام هو العنف. الحصول علي القوة، بالعنف أو بالحيلة، بشراء الأصوات بالزيت والسكر، أو بأي طريقة أخري، يمنح الإخواني إحساسا تعويضيا بالعظمة يخلقه دفء الجماعة ذات "السمت الإخواني". 2 دولة داخل الدولة أبدي الإخوان بالفعل براعة تكتيكية كبيرة، أتاحت لهم وهم بهذا الشكل الوصول للسلطة أولا، والبقاء فيها عاما كاملا ثانيا. نجحت الجماعة في عقد صفقات كثيرة مع نظام مبارك، ثم قدّمت نفسها كمعارض عاقل يستحق الثقة للولايات المتحدة منذ 2004، ومع ثورة يناير 2011 حصلت علي الدعم السياسي الأمريكي وتعاونت مع المجلس العسكري في مهمة إعادة بناء نظام يوليو مرة أخري، لكن بمشاركتها. كذلك نسجت الجماعة شبكة مصالح اقتصادية مرتبطة بها، وجذبت بعض التحالفات الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك انتهت كل هذه الجهود باصطفاف أجهزة الدولة المهمة في مهمة التخلص منهم. فلماذا؟ مرة أخري هي مشكلة الطائفة المغلقة علي مصالحها. الطائفة لا تستطيع أن توحي بالثقة التي هي أساس الشراكة. سرعان ما أدت عملية الشراكة إلي صدامات، بدأت مع تشكيل وزارة الجنزوري قبيل الانتخابات الرئاسية. وسرعان ما امتد الصدام إلي القضاء والإعلام والقوي السياسية الأخري التي ساندت انتخاب مرسي. كل من قَبِل حكم الإخوان، سواء عن اقتناع بأهميتهم كقوة محافظة، أو بعد "عصر الليمون"، أصيب بالإحباط. الأقلية التي تعامل نفسها كفرقة ناجية، مفهومها عن السلطة مرتبك بالضرورة. بسبب طبيعتهم كتنظيم من هذا النوع لم يكن بمقدورهم فهم الطبيعة المؤسسية للدولة. ظن الإخوان أن انتخاب مرسي يتيح لهم استعماله كهمزة الوصل بين الجماعة السرية (تمويلا وإدارة وتسليحا وعلاقات دولية)، لتستولي الجماعة علي الدولة، وكأنها مجرد أداة، وتوجيهها ضد طبيعتها لإخضاع أعدائهم، لكن تنظيمهم الدعوي الطائفي ليس من طبيعة الدولة ونسيجها. الدولة المصرية دولة وطنية، ليس لأنها اختارت هذا كرأي أو موقف، لكن بسبب طبيعة بنيتها المؤسسية كدولة حديثة قائمة علي أرض لها حدود قانونية وسكان. الدولة الوطنية لا يمكن أن تكون دولة دعوة. يمكن لنظام حاكم أن "يرطن" إيديولوجيا ما، عروبية، إسلامية. لكن هذه الرطانة تظل مجرد سياسة تتخذها الدولة الوطنية. والدولة الوطنية ليست كالدول القديمة، يتم "فتحها" فتصبح ملكا لمن فتحها، ولا يمكن بمؤسسيتها أن تكون دولة طائفة ما. علي العكس، أدت محاولة استعمال مرسي في إخضاع الدولة للتنظيم السري إلي تأكيد الانفصال وعدم التجانس بينهما. اتضح ذلك علي أوضح نحو في سياسات الإخضاع: التهديد بخفض سن تقاعد القضاة، تهديد الشرطة بتكوين ميليشيا بديلة، تدبيج مشروعات قوانين لإخضاع الإعلام. لم يكن نصيب مشروعات هذه من النجاح يتجاوز نجاح الدستور الذي فصّلوه علي مقاسهم ولم يطبق منه حرف. حين تصاعدت الأزمة، فشلت الجماعة في التصرف كدولة. مع تزايد انعزالها وانكشافها كطائفة مكروهة، ركبتها طبيعتها الطائفية وأخذت تعزل نفسها أكثر فأكثر: تعديل وزاري جعل الوزارة أكثر إخوانية؛ محاولة الاستيلاء علي وزارة الثقافة؛ المزيد والمزيد من شيطنة المعارضة؛ الارتماء في أحضان الجنون في مؤتمر الاستاد الذي أُعلن فيه قطع العلاقات مع سوريا في اجتماع للأهل والعشيرة، لتعلن الطائفة عجزها الكامل عن التعامل مع ما هو دولة. لكن المسألة أعمق من ذلك. لم يفهم الإخوان أبدا طبيعة الفكرة الديمقراطية، ولا طبيعة الصراع السياسي المؤسسي. في مواجهة الاحتجاجات الثورية، أخذوا يلطخون القوي المعارضة المنظمة، التي هي طوق النجاه الوحيد للنظام ككل إذا نجحت في تنظيم الاحتجاج والضغط علي الإخوان. علي العكس، رأي الإخوان، من منظور الطائفة الراغبة في التمكين، أن المعارضة المنظمة هي العدو الرئيسي، الأمر الذي هدم أية إمكانية لاستقرار النظام. لم تكن هذه مجرد أخطاء، بل كانت نابعة من صميم بنية التنظيم وعقيدته. بعبارة أخري كانت أخطاء ضرورية. بفشل الإخوان في التفاهم مع قوي النظام القديم والمعارضة، انتفي مبرر وصولهم إلي السلطة وقبول الجيش لعزل طنطاوي وعنان وشركاهما. كان من المفترض أن يقود الإخوان تحالف الثورة المضادة بعد انتصارهم، فيحققوا الاستقرار وتنتظم الأحوال. لكنهم لم يفهموا الأمور علي هذا النحو. بحثا عن التمكين، أهمل الإخوان الإصلاح، ولجأوا فقط إلي استعمال مقولة الفساد لإقامة شلل جديدة تدين لهم بالولاء من محدودي الكفاءة والضعفاء و"الملطوطين"، لأنهم الأقدر علي التأقلم مع نموذج السمع والطاعة. لعل رئيس الوزراء وقتها أفضل نموذج يوضح طبيعة هذا الحكم. لم يكن بمقدور الإخوان أن تكون لديهم رؤية للدولة، أو أية رؤية سياسية من أي نوع. اعتبر الإخوان كل معارض أو محتج عدوا، ولم يحسبوا للمؤسسات حسابا. كان من السهل بالنسبة لهم أن يتركوا إضراب الأطباء يستمر شهرين دون استجابة.. فانتظام المؤسسات لا يعنيهم. وما قد يحدثه تعيين وزير الثقافة الموالي من تخريب لا يعنيهم أيضا.. فأموال الثقافة مهدرة في نظرهم ما لم تتحول إلي دعاية لهم. كانوا.. كما يقولون بأنفسهم.. "غرباء". لكن أسوأ ما في الموضوع أن الإخوان وصلوا إلي السلطة في أعقاب ثورة. وكانت الفاتورة الإصلاحية المطلوبة ثقيلة بما أربك حسابات التمكين. لننظر إذن في علاقة الإخوان بالثورة. 3 زملاء ميدان، لا رفاق ثورة شارك الإخوان في ثورة يناير. لكن هذا لا يعني أنهم ثوريون. كان الإخوان كانوا زملاء ميدان، لا رفاق ثورة، ومن أصبح منهم ثوريا، سرعان ما طُرد من الجماعة. مواقف الإخوان معروفة، من التفاهم مع عمر سليمان إلي لجنة البشري وغزوة الصناديق، إلي جريمة محمد محمود الأولي والثانية. كانوا شركاء أصلاء في كل مؤامرة علي الثورة. لكن لماذا؟ لم تكن الثورة واردة عند الإخوان أو ضمن خططهم. في زمن تصاعد الاحتجاج ضد نظام مبارك من 2004، قرروا بوضوح أنهم إصلاحيون لا ثوريون. بالنسبة للإخوان التفاهمات تكون مع القوي المنظمة، خصوصا القادرة علي القمع. بهذا المنطق تفاهموا مع أمن الدولة بشكل دائم. حين فاجأتهم الثورة، تعاملوا معها كحدث كبير يجب استثماره. وبعد تأرجحات شاركوا. الثورة هنا ليست فعلا جماهيريا جبارا يرتقي بالمشاركين فيه، وحتي المتفرجين، ويُخرجهم من عالم الخمول والغضب الصامت والاستسلام للاستبداد.. الثورة هنا ليست قيمة في ذاتها، بل هي هبة إلهية، لا يجوز جحدها، تمنح الإخوان السلطة الذين سيكافئون "مصر" بحمل الخير إليها. كشفت رؤيتهم هذه لما تعنيه الثورة عن نفسها لحظة سقوط مبارك: هتفوا في الميدان: "الله وحده أسقط النظام". ليست الثورة هنا سوي صدفة سعيدة، حدث رتبته الإرادة الإلهية لتتيح لهم التمكين إذا استطاعوا أن يستغلوا الموقف بذكاء. من هذا الموقف الخارج عن الثورة، موقف الطائفة التي جاءتها الفرصة، لعبوا لعبة ترميم النظام القديم.. بتوفير غطاء انتخابي مقابل حقهم في قيادته. يكفي دليلا علي موقفهم الخارجي هذا من الشعب والثورة شعارهم الانتخابي نفسه: "نحمل الخير لمصر". يتحدث الشعار من حيث لا يدري عن كيان خارجي "يطرق باب مصر" حاملا لها الخير. ليس هذا لأن لهم وطنا آخر، لكن بسبب تكوينهم الطائفي. للوهلة الأولي، قد يبدو اغتراب الإخوان عن الدولة نقطة لصالحهم. فالشعب أيضا كان مغتربا عن الدولة التي احتقرته طويلا، وانتخب الإخوان بوصفهم أيضا شركاء للشعب في تحمل ظلم النظام القديم. وبالفعل استفادوا من اغترابهم في الظهور كلما أرادوا بصفة "الثوريين"، خصوصا في معركتهم مع مجلس طنطاوي وعنان لتولي قيادة الثورة المضادة. لكن بينما كان الشعب يريد استعادة دولته والسيطرة عليها، كانوا هم يريدون استعمالها. ضعف الطالب والمطلوب. في النهاية، اندلعت انتفاضة يونيه ضد الطائفة.. ضد مشروع قهر اجتماعي كان قد قطع بالفعل خطوات عديدة، واستنفذ نفسه، ثم فشل في النهاية في الوفاء بوعوده، للناس، وحتي لنفسه. 4 من أين أتي الإخوان؟: السقوط وما بعد السقوط ترنح حكم الإخوان بشدة بعد شهور قليلة من بدايته.. وأخذت قوي عديدة تعمل علي إنهائه، وأخذ الشعب يتذمر. في كل ذلك كانت عين الإخوان مثبتة علي التمكين من ناحية، وعلي ضمان دعم الولاياتالمتحدة ووعدها بوقف أي تحرك من جانب النظام ضد الإخوان. كان ما فشل الإخوان في رؤيته، بحكم تركيبهم، لا بحكم غباء ما، أكبر من أن يُحصي، وما زالوا عاجزين عن الرؤية، منقادين إلي تصوراتهم عن "رسالتهم الربانية" و"أستاذية العالم"، و"مسئوليتهم التاريخية" أمام بقية الفروع الدولية الإخوانية. وسيظلون شوكة في جنب الدولة المصرية لمدة طويلة. بقيام الانتفاضة وتدخل الجيش تحت قيادته الجديدة أتيحت فرصة أخري وأخيرة لبناء دولة حديثة تتمتع بقدر من المسئولية والالتزام والشفافية والمصداقية والجدية. لم تكن دولة يوليو التي ورثها الإخوان وحاولوا استعمالها لتقمع لصالحهم ناجحة إلا في التخويف. لدينا دولة منهارة من نواحٍ عديدة، أهمها انخفاض قيمة العنصر البشري، بفعل انهيار نظم التنمية البشرية وعلي رأسها التعليم والصحة. لدينا مؤسسات كثيرة صورية، تقوم بما هو أقل من الحد الأدني بكثير: جامعات ومدارس ومستشفيات وشرطة وحتي الجيش. فانهيار قدرات النوعية البشرية عموما لا يترك مؤسسة إلا ومسها. كان المشروع الجدي الوحيد الذي قامت به هذه الدولة منذ عقود، بقدر من الكفاءة والإحساس بالمسئولية هو مشروع التخلص من حكم التنظيم السري الإخواني. شارك فيه الشعب والمؤسسات، وتحقق قدر من التفاهم الضمني. لكن بغير الشروع الجدي في تحقيق مهمات ثورة يناير 2011 ستغرق الدولة في مستنقع الفوضي والاضطراب، أو اليأس والخمول مرة أخري. كان تنظيم الإخوان قبل كل شيء ابن الدولة الفاسدة الفاشلة القمعية. كسب الإخوان ثقة الناس واحترامهم، ولو كطائفة منفصلة عنهم، بفعل تطوعهم لعلاج ما أفسدته الدولة: مستوصفات لعلاج الفقراء بأسعار رخيصة بدلا من المستشفيات المنهارة؛ دروس تقوية تحل محل التعليم الصوري؛ إنقاذ ضحايا زلزال 1992 الذين تقاعست الدولة عن نجدتهم؛ راعية الأيتام الذين أهملهم النظام؛ منح الأمل بشعار الإسلام هو الحل، حين أخذت الدولة تطلق أصواتا غير مفهومة تشتم الشعب وتحمله المسئولية عن أحواله ولا تنادي إلا بالاستقرار. الأفيون الإخواني هو المعادل الموضوعي لدولة فاشلة تعمل لمصلحة أقلية، وترفع خطابات وطنية فارغة من المحتوي، وباعثة علي الاحتقار. فإن عادت هذه الدولة عادوا.. عاشت الثورة.