ولد في 3 فبراير 1913 في كفر بولين، مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، في أسرة متوسطة، إذ كان والده فلاحاً يملك بضعة أفدنة، لكن طبيعته الحساسة وحسه الفني ورثهما عن والدته التي كانت مُحبة للفنون السائدة في ذلك الوقت في القرية، مثل الأناشيد والأذكار والأغاني التي كان يرددها المغنيون والمنشدون في مواسم الحصاد، بد ان تلقي تعليمه الأولي في القرية، اهتمت والدته بإرساله للقاهرة لاستكمال تعليمه الثانوي والتحق بكلية دار العلوم وفي عام 1937 تخرج فيها. وفي 1933 وهو لايزال طالباً، نشرت له أول قصة. أثرت دراسته بكلية دار العلوم في اسلوبه الأدبي، حيث درس الأدب الكلاسيكي والشعر بكل أنواعه ولكنه أحب بشكل خاص أدب الأديب المصري في الإنشاء والأدب مصطفي لطفي المنفلوطي (توفي عام 1924) والجاحظ أحد أدباء العصر العباسي، وظهر تأثره بالمنفلوطي في كتاباته الأولي بشك واضح. عمل بعد تخرجه محرراً بمجلة مجمع اللغة العربية حتي أصبح رئيساً لتحرير مجلة المجمع واشتهر كواحد من أفضل كتاب الرواية المعاصرين. أتاح له عمله في مجمع اللغة العربية فرصة للاطلاع علي أنواع أخري من الأدب فقراً أدب عباس العقاد وطه حسين والمازني وحافظ ابراهيم وأحمد شوقي ومطران، كما أطلع ايضاً علي الأنواع الأخري من المعرفة مثل الفلسفة والتاريخ والأدب المترجم من اللغات الأخري. من أهم مؤلفاته. بعد الغروب، شمس الخريف، الجنة العذراء، للزمن من بقية شجرة اللبلاب، ألوان من السعادة، غرام حائر، اللقيطة. كما كتب العديد من القصص القصيرة. تمت ترجمة العديد من أعماله الي اللغات الفارسية، والإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والصينية، والألمانية، كما تحولت معظم رواياته إلي أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية. من أشهر النقاد الذين تناولوا أعماله الاستاذ الدكتور حلمي القاعود في كتباه (الغروب المستحيل). تميز أسلوبه بالرصانة والوصف الدقيق للمشاعر الإنسانية والأماكن التي تدور فيها الأحداث. كما حرص علي استخدام اللغة الفصحي وابتعد عن اللهجة العامية حتي في حوارات الأبطال وهو ما اعترض عليه النقاد واعتبروه اهتماماً باللغة علي حساب مضمون الرواية، وأن الأبطال يتحدثون بلسان الكاتب حتي لو كانوا أميين، لكنه كان يري أن الأسلوب كالموسيقي التي يجب أن تصاحب الرقص، فالرقص دون موسيقي، حركات نصف حية كذلك العمل الفني بلا أسلوب، رقص بلا موسيقي. حصل علي العديد من الجوائز منها: المجمع اللغوي عن قصة لقبطة (1947)، جائزة وزارة المعارف عن قصة شجرة اللبلاب (1949)، جائزة إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف عن رواية بعد الغروب (1949)، جائزة الدولة التشجيعية عن قصة شمس الخريف (1953). كما أهدي الرئيس أنور السادات لاسم محمد عبدالحليم عبدالله وسام الجمهورية. أحب قريته كفر بولين وكان يظن في مرحلة طفولته أن قناطرها تروي أرض الدنيا كلها، حتي عندما سافر إلي فرنسا كان الريف الفرنسي يذكره بقريته المحبوبة. كانت قريته بالنسبة له هي: وطنه، وبها قبر أبيه وأمه، وبها ذكريات طفولته وصباه وزملاء عمره. لذلك أحبها وأحب أهلها ولم يشغله أي شيء عنها. وكان يحرص علي أن يتردد عليها بانتظام مصطحباً زوجته وأبناءه صيفاً وشتاءً وفلي العطلات المختلفة. حدث في أثناء إحدي هذه الزيارات وهو في طريقه إليها أن أصيب بانفجار في المخ وتوفي في مستشفي دمنهور، وتم دفنه في قريته كفر بولين طبقاً لوصيته في 30 يونيو 1970.