قصائد حسين شفيق المصري ، التي أطلق عليها اسم المُشَعْلقات ، هي قصائد من الفن الشعري الحلمنتيشي والتي كُتِبت علي غرار قصائد قديمة - قيلت في العصر الجاهلي - و التي أ سموْ ها المعلّقات ، ( لاحظ أن كلمة المشعلقات هي اللفظ الشعبي أو العامي لكلمة المعلّقات الفصيحة) وكانت كل مشعلقة تُكتَب علي نفس البحر الشعري للمعلقة التي تعارضها ، ونفس القافية أيضاً ، ولكنها تختلف عنها في الغرض الشعري ، و( حسين شفيق المصري ) لم يقف عند حد معارضة المعلقات الجاهلية، بل عارض قصائد شهيرة أخري ..!! وقد لاقت المشعلقات إعجاباً كبيراً من عُشّاق هذا الفن المتميز ، والذي كان ( حسين شفيق المصري ) - بحق - شيخ طريقته ، وفارسه الذي لا يُشَقّ له غبار- كما يقال - ، ففي المشعلقة الثانية التي يعارض بها معلّقة زهير بن أبي سلمي والتي يقول مطلعها : أ مِن (أم ّ أوْ فَي) دِ مْنَةٌ لم تَكَلَّمِ بِحَوْ مانةِ الدَرّاج فالُمتثَلّم ِ يقول حسين شفيق المصري : أ من ( أ مّ فتحي ) سِنّةٌ لم تَطَرّ مِ بطَرْ طوفَةِ الكرباج تطلعُ بالد مِ و جرْ ح لها بالشفَّتيْن كأ نّه طُمْا طمةٌ في وجْهِها المتَخرْ شِمِ و جَرْ جَرْ تُها من بَعد عشرين رفْسة و لولا لحِقْنِي النا سُ كانت حا تعْدَ مِ وفي تصوّرنا - كما يقول د. مصطفي رجب - أن هناك خصائص تميّز الشعر الحلمنتيشي من غيره ، منها : أنه يعارض القصائد المشهورة ، فيبدأ بنفس مطلع تلك القصيدة ، ثم التخلص إلي الغرض الجديد في تلقائية وعفوية ، والابتعاد عن الألفاظ المبتذلة والبذيئة ، واستعمال الكلمة العامية معربة ً كما لو كانت فصحي ، وإلزام الكلمة الفصحي السكون لضرورة مجاورتها للكلمة العامية أحياناً ، خلافاً لقواعد النحو، و التوسع في استخدام الضرورات الشعرية واختلاق ما يشبه القواعد النحوية الفكاهية ، وأخيراً ترشيد أغراض الشعر الفكاهي بحيث يتناول قضايا المجتمع بدلاً من الطابع الشخصي الذي كان سائداً في الشعر الغزلي .. وفي معارضته لمعلقة النابغة الذبياني التي يقول مطلعها : يا دار مَيّة َ بالعلْياءِ فالسّنَدِ أ قْوَ ت وطال عليها سا لِفُ الأمَدِ يقول حسين شفيق المصري في مشعلقته التاسعة : راحوا لبَيْعِ نحاس البيت تكْمِلةً لأُ جْرْ ةِ التخْتِ غَنَّي ليلةَ الأحدِ بَقَي كِدَ ه .. وكماني لِسَّة ٌ فَرَ ح ٌ و زَ فَّة ٌ بعدها لا شَك ّ في نَكدِ إ خْصٌ علي الفرَ ح اللي بعد ليلته تُصابُ عينُك - بعد اللطْمِ - بالرَّ مَدِ ر مَيْت ألفَ جُنَيْه أ مْس عن سَفَهٍ و لو طلبْت الر يال َ - اليومَ - لم تَجِدِ وعارض قصيدة ابن زيدون - وهي ليست من المعلقات -يقول مطلعها : أضْحَي التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيبِ لُقْيانا تجا فينا يقول حسين شفيق المصري : هجَرْ تمونا لأن المال خا صَمَنا و غاب عنَّا فغِبْتُم إ نْتو رُخْرينا إن الجنيْه هو المحبوبُ لا كَحَل ٌ في العيْنِ أو حُمْرَ ةٌ في الخدّ .. يا أخينا