مسرحية من الأدب الافريقي

دوام الحال من المحال

هي مسرحية قصيرة من نيجيريا مكونة من خمسة مشاهد تأليف : ايرين سلامي وهي كمعظم مسرحياتها تدور حول نبذ السلوك السييء وترسيخ السلوك القويم من خلال صديقين
الابطال
إنوما :مزارع
إسكين: زوجة انوما
يوي: صديق انوما
إديسوا: زوجة يوي
مكتب الرجل الابيض
السكرتير
مشهد واحد : ( يجلس انوما امام طاولة خشبية عليها أطباق خاوية )
انوما : ينادي ا اسكينب ا اسكينبتعالي هنا بسرعة
أسكين : ها انا ذا يامحبوبي ، ماذا يمكنني عمله لك 0
انوما : كم مرة طلبت منك ان تزيلي الاطباق فور الانتهاء من تناول الغذاء يالك من امرأة كثيرة
النسيان
إسكين : انا أسفة لن أنسي مرة أخري 0
( تقوم برفع الاطباق من علي الطاولة )
إنوما : إسرعي لا تتأخري لدينا اعمال كثيرة في المزرعة 0
إسكين : إنك لا تبدو علي مايرام اليوم ، ماذا بك؟
إنوما : كيف اكون في حال جيد وكل أموري تسير من سيئ لاسوأ، انا لا اقدر ان اوفر وجباتنا الثلاثة الاساسية ، بينما من يعملون لدي الرجل الابيض حالهم افضل مني بكثير
إسكين : هذا ليس حقيقي ، اقنع بالقليل الذي تملكه واطلب من الله ان يمنحك اكثر فهو المانح العظيم 0
إنوما : أشكرك إسكين علي دعمك وتشجيعك لي الذي يزيل عني كل الحزن، ولكن مع ذلك نحن في اشد الحاجة الي المال لنشتري الطعام اللازم خاصة اننا لانملك وجبتنا القادمة ، والعمل بالمزرعة ممل جداً الي جانب مجئ الحيوانات من بالمزارع المجاورة والتهامها محصولنا 0
إسكين : انك تبذل كل ما في وسعك 0
إنوما : اعلم ذلك ولكن مافي وسعي ليس سحر خاصة في مع وجود محصول فقير ، ومن الواضح اننا سوف نأكل اليام الي الابد 0
إسكين : لماذا لا تعمل لدي الرجل الابيض ؟ أنا أسمع انه يعطي من يعملون لديه طعام ولبس مجاناً0
إنوما : هذا صحيح ولكن من يستعين بشخص بليد كسول مثلي ؟
إسكين : لا تقلل من شأن نفسك ، انت لا تعلم ماذا يخبئ لك القدر ، ربما يكون الغد افضل وبه الكثير من الاشياء الجيدة 0
إنوما : دعنا نأمل ذلك والآن المشكلة اننا لا نملك حق وجبتنا القادمة 0
إسكين : لماذا لا تذهب الي ا يويب ؟ هو صديقك المقرب و لن يخذلك 0
انوما :حسنا ! غداً سوف امر عليه ، والي هذا الحين ، دعينا نذهب ونري ما يمكننا القيام به
في المزرعة 0
المشهد الثاني ( منزل يوي المزين بشكل جميل )
يوي : اديسوا اذهبي وانظري من الطارق ؟
( إديسوا تذهب ناحية الباب وتتزمر في وجهة الزائرين )
إديسو : ماذا تريدون ؟
إسكين :بصوت مرح ( إد) ، انا صديقتك إسكين وزوجي إنوما
إديسو : (بتجهم) وما الجديد في ذلك ؟ ماذا اتي بكم الي هنا؟
إنوما : اريد رؤيت يوي ، صديقي المفضل.
يوي : من تقصد بصديقك ؟ من اعطاك الحق للمجئ إلي منزلي ؟ علي اي حال نحن لسنا متساوين ، ومن فضلك انتبه لتلك المسألة 0
إنوما : انا انوما صديق طفولتك !
يوي : اذا لم يكن لديك ما تخبرني به ، فتفضل ارحل 0
إسكين : ارجوك ، لقد جاءني من اجل اقترض بعض المال للنتدبر طعامنا 0
إديسوا : ما هذه الوقاحة ؟ اتعني انك تحيا ولا تعرف كيف تتدبر وجبتك القادمة ؟ الست مزارع ؟
الا يمكنك زراعة ما يكفي لاطعامك انت واسرتك ؟
إسكين : نحن نأسف لازعاجكما واضاعة وقتكما في امور لا تعنيكما واننا سوف نغادر 0
إديسوا : انا اسفة لكلاكما ، لقد اتيتا الي المكان الخاطئ والان تفضلا 0
( تقوم بفتح الباب لهما كي ينصرفا)
إسكين : نحن نأسف بشدة علي ازعاجكما ، ولكن لا تنسيا ان دوام الحال من المحال
إديسوا :قولي ما شئت والان تصبحا عل خير ( يخرج انوما واسكين )
إديسوا :هؤلاء الاشخاص مختلين ! هل يعتقدون اننا نجلس علي منجم ذهب ؟ اهراءب
يوي : انهم يعتقدون بامكانهم اخذ ما ليس من حقهم ، والان من فضلك اعدي لي العشاء 0
يوي : (يستطرد ) اذا اتوا هنا مرة اخري سوف نطلق عليهم كلاب ( الرجل الابيض) لتطردهم
خارج المنتجع 0
المشهد الثالت : ( انوما يغزل سجادة )
إنوما : ماهذا الاذلال يا اسكين ، هل توقعت ان يعاملا يوي وزوجته بهذه الطريقة ، انا لا اصدق ذلك ، يالهي اذا كان هذا هو تصرف الاغنياء فانا لا اريد ان اكون واحدا منهم 0
إسكين :لا تهتم بهم ، اذا كان قمرهم ساطع الان ندعو الله ان يكرمنا وتجد فرصة عمل لدي الرجل الابيض 0
إنوما : لدي فكرة لماذ لا اذهب الي الرجل الابيض بنفسي من يدري ؟ ربما اجد فرصة عمل مناسبة لديه
إسكين : (ضاحكة ) لا تكن علي يقين بذلك ، هناك اشخاص اكثر منك تأهيلا ومهارة ولم يجدوا فرصة عمل لديه0
إنوما : هذا ليس شأني ، انا متأكد ان الرجل الابيض سوف يجد لي ما أقوم به ، سوف اذهب له غداً ربما يرق قلبه لحالي ويجد لي فرصة مناسبة 0
إسكين : حظاً سعيدا من يدري ، ربما يكون هناك خير ينتظرك لدي الرجل الابيض 0
المشهد الرابع ( مكتب الرجل الأبيض)
( نقر علي الباب )
السكرتير : ادخل
أنوما : صباح الخير من فضلك هل يمكني مقابلة الرجل الأبيض ؟
السكرتير : » بحدة « من أنت وماذا تريد ؟
أنوما : أنا أنوما ، وجئت ابحث عن وظيفة 0
السكرتير :إذا اذهب الي مكتب العمل ؟
أنوما :انا اريد مقابلة الرجل الابيض ، انا اعلم انه بامكانه مساعدتي
السكرتير :حسناً إذا كنت تصر انا اعلم انه سوف يطلق كلابه عليك ، علي كل حال املأهذه الاستمارة ( يعطيه نموذج توظيف)
أنوما :ولكن لا اعرف القراءة او الكتابة 0
السكرتير :كيف تطلب من الرجل الابيض وظيفة وانت لا تعرف القراءة او الكتابة 0
الرجل الابيض :من داخل المكتب ( ياسكرتير ياسكرتير )
السكرتير :نعم ياسيدي
الرجل الابيض :من في الخارج ؟
السكرتير :رجل مزارع من القرية
الرجل الابيض :دعه يدخل 0
السكرتير :حاضر ياسيدي ! يخرج لأنوما ويطلب منه الدخول للمكتب0
أنوما : يتحرك بسرعة نحو مكتب الرجل الابيض 0
الرجل الابيض : نعم ايها الشاب ، ماذا تريد مني ؟
أنوما :ارجو ان تجد لي فرصة عمل لديك0
الرجل الابيض :وماذا عن مزرعتك؟ من سوف يرعاها في غيابك ؟
أنوما :ياسيدي ان مزرعتي لم تعد تؤتي ثمارها حتي ان محصولها لم يعد يكفي لاطعام اسرتي
الرجل الابيض : اذا انت رجل كسول ، لانك لوعملت بجد في مزرعتك سوف تجني محصولا وفيرا !
أنوما : انا ابذل قصاري جهدي ولكن الحيوانات تأتي من الاحراش المجاورة وتلتهم المحصول0
الرجل الابيض :انا حزين من اجلك ، علي كل حال ليس لدي الكثير من اجلك خاصة وانك لا تجيد القراءة او الكتابة كما سمعت ولكنك ربما تكون بستاني جيد .
أنوما :انا لا اجيد الحراسة كما اني لم اشارك في الحرب العالمية الثانية .
الرجل الابيض : يالك من مغفل ان البستاني ؛ هو من يراعي الزرع ويعتني بالحدائق هل هذا واضح ؟
أنوما :نعم ياسيدي 0
(يتحدث الرجل الابيض مع السكرتير : اطلب من السيد جون ان يعطي هذا الرجل ملابس جديدة ومفتاح منزل البستاني )
السكرتير : ولكن ياسيدي السيد يوي يقيم في هذا المنزل
الرجل الابيض :لقد قمت بطرد السيد يوي امس لاني ضبطته يسرق اموالا من مكتبي 0
السكرتير : حسناً ياسيدي تعال معي ( يشير الي انوما كي يتبعه )
المشهد الخامس ( منزل انوما حالياً هو نفسه منزل يوي سابقاً بنفس زخرفته )
( طرق علي الباب )
إسكين : نعم اني قادمه
( يوي وزوجته إديسوا يدخلان)
يوي : مساء الخير ياصديقي
انوما : مساء الخير يا يوي ، ماذا بك انك لا تبدو علي مايرام ؟
يوي : هذا صحيح ، لم اعد املك مالا لاحضار طعام او مكانا اسكنه انا وزوجتي 0
أنوما : انا حزين من اجلك يوي ، ولكن لا تقلق ياصديقي لقد ادخرت بعض المال منذ عملي في المنتجع سوف اعطيه لك لتتدبر امرك من طعام وسكن وليت الامر بيدي كنت استضفتك انت وزوجتك ولكن الرجل الابيض لن يرضي بذلك 0
يوي : اعلم ياصديقي انوما ، ولك جزيل الشكر ولكني اشعر بالخجل تجاهك من الطريقة التي عاملتك بها في السابق ، ولكنك وزوجتك كنتما علي حق عندما قلتا ان ز دوام الحال من المحالس
أنوما : هذا صحيح ياصديقي انه يجب علينا مساعدة المحتاج اذا لجأ الينا في وقت شدته 0
إديسوا : شكراً جزيلاً ( انوما وإسكين) لقد تعلمنا الدرس - بارك الله فيكما- عندما يجزل الله العطاء لك يجب الا تنسي الاخرين خاصة ان الاحوال في تغير مستمر
( تطفأ الانوار وتغلق الستار )