د.ىحىى الرخاوى -1- ما أبشعها قصة، قصة تشويه الفطرة، طفلٌ غفلٌ لم يتشكلْ، يا أبتي - بالله عليك - ماذا تفعل؟ ترفعْ ... أرفعْ، تخفضْ ... أخفضْ، تأمرْ ... أحفظْ، تسكتْ ... ألعبْ، حتي اللعب الحر رويدا ينضبْ، يتبقي لعب الحرب وإحكام الخطة، أو لعب الحظِّ وحبكِ الخدعةْ، أو لعب البنكِ وترويجِ السلعة . -2- وسعارٌٌ جامحْ: أنت الأوّل ... أنت الأحْسن ... أنت الأمْجدْ إسحقْ، واطعنْ، واصعدْ، إياكَ وأن تتألمْ، وتعلّمْْْ أن تتكلمْ، من تحت المِقعدْ، فإذا صرتَ الأوحدْ فاحقدْ، واحقدْ، واحقدْ لتكون الأعلي، والأسعَد وفتات المائدة ستكفي جوعهم الأسود -3- يبدو سهلاَ، في أوله يبدو عملاً سهلاً: أن تفقأ عينيْك وتطمسَ قلبكْ أن تنتشر الظلمةُ من حولك ألا تختارُ، فلا تحتارْ لكن ويحك من نور شعاع يتسحب تحت الجلد من مرآة توري ما بعد الحد من نفخ الصور إذا جَدّ الجِد -4- أخرجتُُ يدي سوداء بليلٍٍٍ حالكْ يا سوء عمايْ تتحرك كثبانُ الظلمة، تسحق نبض الفكرةْْ. وتململ طفلٌ في مهدهْ يا ليت النوم يروِّضُهُ، هيهات! الغولُ يعاندُه طال الليل بغير نهاية ... رغم الدورة حول الشمسِ وحتم الإيقاع الحيوي الأبلج -5- لم أعلم - طفلا - أنيَ أحذق فن العوم، حين لمستُ الماء طفوتْ، ألقيت ذراعي، فإذا بي أسبح في بحر الخير، يحملني موج الفطرة أفزعني القوم من الحوت الوهم، وانتشلوني أتعلم في مدرسة الرعب، فنَّ الموت العصري، وتعلمت: أن أحذف من عقلي كل الأفكار الهائمة الحيري ألا أتساءل لمَ..؟ أو كيف؟ ف «لماذا» تحمل خطر المعرفة الأخري أما كيف فالميِّت لا يعرف كيف يموت، أما كيف يعيش، فإليك السر: لا تفتحْ فمَك يغرقك الموج لا تسكتْ يزهق روحَكَ غول الصمت لا تفهمْ لا تشعرْ لا تتألمْ وتعلمْ كم كم عدد الأسماء في صفحة وفيات الأحياء الموتي؟ كم جَمَعَ الآخرُ من صخر الهرم القبر؟ كمْ دقت ساعة أمس؟ كمْ سعرُ الذهب اليوم؟ كمْ فقاعة حُلم نفقأها في الغد؟ كم أنت مهذبْ، إذ تلعب في صحراء الرقَّة: لُعبة ذبح الشاةِ بسكِّينٍ باردْ يبدو حُلمك أبيض أسود لا يزعجك لون الدم.