د.ىحىى الرخاوى أنهيت نشرة الأسبوع الماض كما يلي »أما كيف قدمت هذه القضية للأطفال في أراجيزهم، وما هو البديل عن الشعور بالذنب، وما هو عكس الشعور بالذنب،..«؟ في جلسة العلاج الجمعي يوم الأربعاء قبل الماضي في قصر العيني، بالغ أحدهم في الحديث عن شعوره بالذنب، وكان قد تكرر ذلك منه عدة مرات في جلسات سابقة، وحين لاحظت أنه لا يتغير، عاودت تذكرته بأن ما جري قد جري، ودعوته أن نعيش معا بدائل لهذا الشعور، وبالذات عما هو عكس الشعور بالذنب، فقال أحدهم »التسامح«، فاعترض آخر: كيف نعرض علي المخطئ أن يتسامح، وهو المؤذي؟ وقال ثان: »النسيان«، فتبادلنا التذكرة أنه لا شيء يُنسي، وإنما هو يختبئ، وحاولت في سري أن أجيب فلم أستطع، لكن بعد لحظات قفز إليّ تعبير غامرت بطرحه وهو أن »الألم المغيِّر« هو عكس الشعور بالذنب، واشتغلنا في كيف أن الألم فقط لا يكفي تكفيرا عن الذنب، وإنما إذا غيّرني إلي تجنب العودة إلي نفس الذنب، فهو عكس الشعور بالذنب، لكن حضرني بعد انتهاء الجلسة احتمال آخر، وإن كان ليس العكس تماما، وهو الثقة المطمئنة بعشم حقيقي في مغفرة الله سبيلا إلي التغير، وهذا أيضا عكس الشعور بالذنب، وتذكرت الحسن ابن هانئ (أبا نواس) وهو يؤكد هذا المعني قائلا : أنا مذنب انا مخطئ أنا عاصي هو غافر هو راحم هو كافي كافأتهن ثلاثة بثلاثة وستغلبن أوصافه أوصافي رحت بعد ذلك أتلفت حولي وأنا أتابع كل هذه القسوة التي اجتاحت حياتنا هذه الأيام، بما في ذلك التنفيذ الشعبي لحد الحرابة بلا محاكمة، وخطر لي احتمال أن يكون ذلك إسقاطا تكفيرا عن ذنوب غاصت داخلنا تحت غطاء شعور مشلول بالذنب، ثم تذكرت قول السيد المسيح «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، وأوقفت نفسي لأجد مكانا لأرجوزة الأطفال (داخلنا) وأنا أقول لهم (لنا): إلغلطْ واردْ ما دمنا صغيّّرينْ لما نغلطْ، ربّنا يسامحْ، ونتعلّمْ، ونفهم إنّنا من أصل طينْ. والكبار برضكْ بِيِغْلطوا زيِّنَا ماهي خلْقةْ ربِّنا نعمل ايهْ؟ الغلط ما هوش نهايةْ الغلط هوّا البدايهْ والذنوب دي مهما كانت، هيّا ّ مابتلْزَقشي فينا إحنا نفهمها ونحسبْها ونغسلْهَا، وهُبّ، ويَا اللاَ بينا الغلط دا لما نفهم إنه ماضي فات أوانُهْ يبقي خطوة ناحية المُمْكِنْ مكانُهْ لو ضميرنا شلّنا قالْ إيهْ غِلِطْنَا يبقي معناه اننا رْضينَا بْخِيبِتنْا لو ضميرنا مشْ حايسمحْ حبِّتِينْ كدا: بالغلطْ يبقي ده عزّ الغَلَطْ يبقي نعرف إننا مش قد دَرْسُهْ إنّ كُتْر كلامنا عنّه قدْ منعَنا انَّا نِحِسُّهْ حتي لو ذنب بْصحيحْ، وكبيرْ قوي ربّنا أرحم وأكبرْ،..... ربنا هوّا القوي إوعي خوفك مالغلط يحبس حركتك إنت بتحاول تمام وانت وشطارتك تعمل الصح: نسقَّف وانتَ تفرحْ تعمل العكس وتتكعبل، لكن برضهْ حا تنجح ربنا رحمان رحيم كلّه واردْ، والصراط حايتنّه دايْما مستقيم!!