سهير المصادفة خلال مناقشة روايتها نظم أتيليه القاهرة ندوة لمناقشة رواية زرحلة الضباعس الصادرة عن المجلس الأعلي للثقافة للروائية د. سهير المصادفة.. شارك في الندوة د. هيثم الحاج علي ود.سمية رمضان وأدار الندوة د. مدحت طه مشيراً الي تميز د. سهير المصادفة الواضح في كتاباتها، والتشريح الواضح بين علاقة الرجل والأنثي في روايتها »رحلة الضباع« التي استطاعت بمكر ودهاء من خلال سياقها السردي، أن تدين المثقف الذي لا يقرأ وهو بطل روايتها، وبلارغم من مكانته يمارس القهر علي زوجته، وبنفس المكر والدهاء جاء حديث الجدات التي توجه لنا رسالة عبر سياق الرواية وهي.. اقرأوا تاريخكم لتعرفوا ذاتكم.. دائما تأتي روايات سهير المصادفة ببوح من نوع خاص وتعبير عن الذات وعن ما يدور من حول هذه الذات، لتتحدث عن الكثير الذي يتجنب الكثيرين الحديث عنه. وأشار د. هيثم الحاج للتوازن التي بنيت عليه تركيبات الشخصيات والخطوط التي جمعتهم معاً والتفصيلات الدقيقة التي اعتنت بها الكاتبة، وأكد د. هيثم اننا في أمس الاحتياج لتلك النوعية من النصوص التي تؤسس للوعي، وتقاوم التشويش الذي يلف الصورة حولنا، بالرغم من ان الرواية تجربة مركبة، لأنها تجمع بين خطين وتاريخين، وهما الخط الرسمي المدون والخط الشفاهي، بالإضافة لوجهتين نظر ذكوريه وأخري نسوية يتصارعان معاً عبر عصور التاريخ المختلفة، تصف الكاتبة وجهة النظر الذكورية التي تحاول الحد من حركة المراة ومن استقلاليتها لانها تمثل خطرا علي وجوده، تسرد هذا عن طريق التاريخ السري الشفاهي المعتمد علي التفصيلات الدقيقة ومعرفتها المتناسقة الدقيقة التي تمثل يقيناً، ومن الجانب الذكوري تأتي المعرفة مبتورة مشوشة وتأتي الحوادث لديه في غير محلها أو موضعها بعيدة عن الخط السردي المتناسق ليكتشف بعض الاستنتاجات واليقينات متأخراً، هذا الصراع ينتج لنا تقنيات للرواية التي تأتي عبر أصوات السرد من خلال صوت البطل السارد وهو»جمال« الذي يحكي عن نفسه ويمثل الراوي، لكن فجأة يخترق صوته صوت سردي آخر وهو صوت نرمين التي تمتلك زمام سردها في نظام كامل، لنجد اننا أمام صوتين، لتأتي وجهات نظر مختلفة متمثلة في الجدات اللاتي يتحدثن عن ذاتهن لنقل تجربتهن للحفيدات من خلال لغة تراثية، تظهر عبر السرد مستويات وعي شديدة للغة المتراكمة والمتوازية بالإضافة لشاعرية اللغة، وتطور الألفاظ والتركيبات اللغوية. تتحدث د. سمية رمضان عن العلاقة بين التدوين والشفاهية والتاريخ الرسمي وإعادة رؤيته وكتابته وإعادة تهميش كل ما هو شفاهي ينتمي للنساء في رواية »رحلة الضباع« وبالرغم من هذا استطاعت سهير أن تستخدم خدع في غاية الجمال والذكاء ليست فقط من خلال الصياغة الأدبية للقصة التي تسبح من خلال شكل مؤلم وعن تاريخ يتسرب من بعيد من خلال الجدات في شكل رسائل للحفيدات .. لكن الشخصية الأساسية تستعيد ذاكرة غير مكتوبة أو مدونه، هذا يجعلني أري الكاتبة مصلوبة علي خريطة زمنية ذات بعدين، بعد يضرب بجذوره الي ألف وربعمائة عام، وبعد زمني آخر مفتوح يدعونا لاستعادة هذا التاريخ الشفهي الغير مدون للجماعة الشعبية التراثية الغير مدونة، لنستعيد هذه الرؤيا لنطرح من خلالها حدودنا ..