محمد النادى عام مضي .. والآخر المسكين أدركه العفن والزنبقات الخضر في الميدان أرقها الشجن حتي السنابل في حقول القمح تعصفها المحن وأنا علي أعتاب آلامي يراوغني الزمن هل غرد العصفور فوق الأيك أم يبكي علي الأطلال أوجاع الفتن !؟ كم نجمة سُفكت وسال ضياؤها بالأفق تبحث عن كفن !؟ كم وردة قطفت وفاح أريجها عبقا ولا تخشي الثمن !؟ قد كنت فارسها وصرت اليوم موثوق البدن هل كانت الأحلام مثل الأيل بين الذئب والتنين تبحث عن وطن !؟
لا الفجر عاد ولا ربيعك يا صغيري انتظر وقوافل الدفء التي بالقلب بعدك تحتضر والعمرأمس فيك مات وألف حلم ينتحر يا ذل ما أبقت لنا الأيام من ذكري لقلب ينتحب ألقيت رأسي فوق صدرك في بحار من تع ودعوت ربي عند قبرك بين أمواج الغضب تبت يد الجبناء والسفهاء والمستذئبين تبت يداك أبا لهب تبت يد الملعون إذ جمع الحطب وهمست في صمت وكنت تلومني أماه لا -- لا تحزني أوتصرخي في القبر حين يضمني بل أذني في الصمت قولي أنني لن أنحني .. لن أنحني ..