شَقَّ غَيمَ الدجي بمكة نور

أحمد مبارك الإسكندرية
شقَّ غَيمَ الدُّجي بمكة نور
وسَرَي يُنعشُ الربوعَ عبيرُ
يابني هاشم رُزقتُم ببدر ٍ
تَستَقي النورَ من ضياه البدوُر
يكتسي سَمتُه بآياتِ يُمن ٍ
وعلي الحقِّ والهُدي مفطورُ
بُشِّر الجدُّ بالوليدِ فَوشَّي
أ ُفقَ أحلامهِ سَنا وحبورُ
ورأي الحَبرُ نَجمَ أحمد في ..
الأ ُفق تَجَّلي .. فصاحَ .. هذا البَشِيرُ
رُجَّت الأوثانُ الحزينة ُ في البَيتِ ..
وَوَلَّي بسربهِ الدَّيجورُ
في الرحاب النَّدي تكَفَّل جَدٌّ
مِن قريش ٍ يظلُّه التقديرُ..
باليتيم الذي توسَّم فيهِ
أملاً في غَد الحياةِ ينيرُ
«إنَّه ابني دعوه لا تُبعدوهُ
فَلَهُ في الفؤادِ ركن وثيرُ»
سادة ُ القوم ِ مُنذ ُ كان صبيّا ً
أكبروهُ وهو اليتيمُ الفقيرُ
واستشاروه وَهو شابٌ فتيُّ
في الذي يُستشارُ فيه الخبيرُ
ما هفا قلبُه لدعوةِ لهو ٍ
وهو غضٌ ذو عنفوان ٍ يمور
يعُبد الله .. يقتفي الخيرَ دَربا ً
كلُّ شرِّ مِن خطوهِ مهجورُ
طال في خلوة الأمين ِ ابتهالٌ
طال فيها القنوتُ والتفكيرُ
في شعابٍ تلقي بأزكي سلام ٍ
كلَّما زارها التقيُّ الطهُورُ
وحِراءُ أضاءَهُ الوحيُ حتي
خَشعت للذكر ِ الحكيم الصخورُ
أيُّها التائهونَ في مَهمَه الشركِ ..،
تعالوا إلي النجاةِ .. وسيروا
بُعث اليومَ من قريش ِ نبيُّ
ورسولُ مُبشر ونذيرُ
يُخرج الناس من غياهب شركٍ
لضفاف ينسابُ فيها النور
قال : ياعم لو أتوني بشمسٍ
جعلوها علي يميني تنيرُ
وأتوني علي شمالي ببدرٍ
لست بالمنتهي ولست أحور
انه الوحي .. والرسالة نور
اصطفاني لها العزيز القديرُ
أشرقَ الدين ُ فانطوت ظلمات ُ
وبنور الهدي أضيئت صدورُ
وسري يفتحُ البلادَ أذانُ
راح يحمي من أمنوا ويُجيرُ
غير أنَّ الهدي إذا ما تجلّي
نوره لايراه قلب ضريرُ
حاربتهُ جحافل مظلماتُ
من هُدي الله يعتريها النفورُ
يا رسولَ السلام ِ والحب عفواً
إن تمادي في أفكه موتورُ
كذِبَ الحاقدون حين أشاعوا
أن بالسيفِ ديننا منصورُ
أظهرَ الله دينه فهوَ حقُ
وهوَت فِرية ُ وأحبط َ زورُ
كلُ سيفٍ سلَلتَه ُ كان عدلا ً
لستَ بالمعتدي ... ولست تجورُ
ما رفعت َ الحسامَ إلا دفاعا ً
وجهادا ً لما َّ تَفَشت شرورُ
رحمة ُ منكَ ظللت كل طاغ ٍ
وهو في ساحة الوغَي مقهورُ
والعدوّ الأسيرُ عندك ضيف
هو بالأمن والقري مغمور
إنها سيرة ُ مضمخة ُ بالفخر ِ ..،
تزهو بها وتزكو السطورُ