في ضياء ثقافة المحبة الجمعة: نعم.. كل ثانية وليس فقط كل سنة.. وأنت وأنا وكلنا أجمعون في رحاب مصر العظيمة بما فيها ومن فيها.. مصر التاريخ والجغرافيا والحاضر والحضارة والنور والاستنارة والجمال والجلال والحب والمحبة والمودة والرحمة والسكن والسكون والحركة والنبض والركض والاقلاع نحو المستقبل. أخي وشقيقي المسيحي المعتقد والعقيدة.. كل ثانية وأنت بخير.. تحتفل بأعيادك.. وتحتفي بمناسباتك.. وتقيم طقوسك.. وتدق أجراسك.. وتقرأ كتابك.. وتقبل سلامي.. وتنشر سلامك.. وتنثر ورودك.. ويعبق عبيري.. أثيري أثيرك.. يدي في يدك.. أذهب الي مسجدي وتذهب الي كنيستك.. ونلتقي ونتقي.. فإلهنا واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.. والدين كله لله. تقبل تهنئتي بعيد ميلاد سيدنا عيسي عليه السلام، فهو لنا جميعا مثل كل الأنبياء والمرسلين.. لا تصدق تلك الخرافات التي يروجها أولئك الذين ينهون عن السلام ، وينأون عن الرحمة ، يثيرون البغضاء والحقد والضغينة في المجتمع الواحد والوحيد لنا أجمعين.. أولئك الذين ينتهزون مثل هذه المناسبات الفارقة والجميلة ويسفكون فيها دماء المحبة والانسانية، ويلوثون ثوبنا الأبيض الناصع، المرصع بلآليء التوحيد والتفريد والتجريد. دعك يا أخي من هؤلاء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت. فتقزموا وتأزموا من نشر السلام واسلام الوجه لله، وضيقوا علي الناس - هكذا يتخيلون ويتوهمون - وما الناس في بلادي بمصدقين.. وانظروا الي أية قرية في جنبات مصر.. تجد حدود الأرض متلاصقة بين المسلم والمسيحي.. والأرض تسقي بماء واحد.. البيوت تتساند علي بعضها البعض.. جيران متجاورون متحابون.. متحاورون.. هادئون.. وادعون.. لا عليك يا أخي المسيحي المعتقد.. فكلنا مصريون.. وكلنا ندثر أنفسنا بكل حرف من حروف اسم مصر.. كلنا رابضون علي حدود هذا الاسم الغالي والنفيس علي نفوسنا أجمعين.. ولاحظ أنني أكرر بتلقائية وعفوية كلمة (أجمعين). لا عليك يا شقيقي.. فهذه الطائفة المتطرفة والمتغلفة والمستغلقة موجودة في كل ملة، حتي عندكم في العقيدة، ومنهم من يثرثر أيضا بعبارات ودعوات من قبيل »نهاية حكم عمرو بن العاص لمصر«، و»نهاية الفتح أو الغزو الاسلامي لمصر« و»استعادة مصر المسيحية« كلها أيضا خرافات يثيرها البعض رجما بالغيب. فلا هؤلاء.. ولا أولئك.. بقادرين علي شد المجتمع الي الوراء، واحداث الشقاق والفراق والانشقاق.. وأنت وأنا لا ننتمي الي هؤلاء ولا هؤلاء انهم مذبذبون.. تائهون.. فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثا؟!. الأفضل أن يظلوا هكذا في غيِّهم سادرين.. ونحن في يقيننا سائرون.. مدثرون بنعمة المحبة.. مشغولون بالخلاص من التداعيات السلبية التي يشهدها مجتمعنا وهو يتهيأ للتحولات التي تبدو مستعصية الي حين!. أذكرك أخي المسيحي المعتقد، بما قال لي العالم الجليل د.سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في محاورتي معه ضمن ثلاثين محاورة مع علماء ومفكري هذه الأمة علي صفحات جريدة »الأخبار» في العامين الأخيرين، إذ كنت أتحدث اليه عن »أهل الكتاب« في القرآن الكريم والمعني الحقيقي للحديث النبوي الشريف »فاضطروهم في ضيقة«.. في سياق الإشارة إلي طغيان »التكفير« علي »التفكير «.من قبل الذين يوهمون الناس في كل الديانات السماوية وغير السماوية بأنهم يتحدثون بتوكيلات من السماء فقال: (يوجد من يتكلم باسم المسلمين، وجاء في الحديث أن »الإسلام يعلو ولا يعلي« وألا تبدأوا اليهود ولا النصاري بالسلام وإذا رأيتموهم في الطريق فاضطروهم في ضيقة« هذا الحديث استشهد به البعض مع آية »ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا« اعتمدوا أن هذه الأدلة أساس منظومة استعلاء المسلمين علي غيرهم، وأن غير المسلمين إنما يعيشون في سلام يمنحه المسلمون لهم،. ولكن يري الاتجاه الفقهي الوسطي الغالب أن العلاقة علاقة شراكة وليست علاقة استعلاء أو ذمة أو ولاية، وإنما نتعايش بحسب العهود والمواثيق التي تعطي كل طائفة حقها الإنساني والطبيعي، استدلالا ب »وثيقة المدينة« التي أخرجها »ابن هشام« في سيرته، مع المقيمين في المدينة من غير المسلمين، لليهود دينهم، وللمسيحيين دينهم، وللمسلمين دينهم، أمة واحدة لهم النصرة وأن بينهم النصح. واستدلوا أيضا بأن حديث الإسلام يعلو ولا يعلي، يبين قيم الإسلام، ولا علاقة بوضع المسلمين، لأن الإسلام يعلي قيمة العدل ولو كان من غير مسلم، ويمقت صفة الظلم ولو كان من مسلم، لحديث النبي صلي الله عليه وسلم عن أنس في صحيح البخاري »انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا وكيف ننصره ظالما قال أن نأخذ علي يديه« وفي قوله تعالي »يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي« إذن فالإسلام يعلي القيمة، ويعلو بها سواء من مسلم أو غير مسلم ، وأما آية اولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلاب في سياقها تخبرنا عن أحوال يوم القيامة وليست في الدنيا، وقبلها ورد قوله تعالي:»فالله يحكم بينكم يوم القيامة«. وأما حديث ».. فاضطروهم إلي ضيقة« فقد ورد في مناسبة خاصة وليست في عموم الأحوال، وهي مناسبة خيانة اليهود لمعاهدة حماية »المدينة« في »غزوة الأحزاب« ا لتي زلزل المسلمون فيها زلزالا شديدا، وكادوا أن ينهزموا ، فلما نجي الله المسلمين بفضله، كان علي رسول الله أن يقيم عليهم حكم المعاهدة ويحكم فيهم الشرط الجزائي الذي وقعه عليهم، فخشي الرسول من أن يلتف اليهود حول المسلمين لاستعطافهم واستجدائهم، فبادر النبي بهذا القول لكي يقطع علي اليهود حيلتهم في الاستشفاع بالمسلمين. ولكن في عموم الأحوال، ورد في »صحيح مسلم«: أن رجلا قال يارسول الله أي الإسلام خير؟ قال أن تطعم الطعام، وأن تفشي السلام علي من تعرف ومن لا تعرف« فالإسلام يعرف إفشاء السلام علي كل البشر طالما كان مسالما. وبناء عليه فالاتجاه الوسطي يري أن العلاقة بين المسلمين وغيرهم، أخوة إنسانية وشراكة حياتية »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين« الممتحنة (8) فالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين علاقة أخوة إنسانية وشراكة حياتية، وليست استعلاء أو ذمة أو ولاية!!). كان ذلك أيضا في ثنايا مناظرة شارك فيها العالم الأزهري الشيخ خالد الجندي، والأستاذ مدحت قلادة رئيس المنظمات القبطية في أوربا، الذي قال لي:نتمني أن تنتهي مصطلحات المواطنة وعنصري الأمة والمواطنة والاعتداءات الطائفية ويصبح المعيار الحقيقي للمصري هو الكفاءة والانتاج والابداع والانتماء الحقيقي لمصر من خلال اعمال وافعال، وليس كما صرح المرشد السابق للاخوان مهدي عاكف، وحديث »الطزات الثلاثة« المشهور، حينما اعلن ان المسلم الماليزي او التركي افضل واقرب لحكم مصر من القبطي، بالطبع نتمني زوال مثل هذا الفكر، ليصبح المعيار الحقيقي لكل المصريين خارجا عن نطاق هذا الفهم للدين.ونحن في أوربا نعمل لكل المصريين فكم تبنينا عدداً من قضايا أخوتنا المسلمين في جنيف وفي مصر أيضاً لرفع الغبن عنهم، وذلك لأن رسالتنا إنسانية وبدافع وطني. إن الفتن لا تحدث بسبب التقسيم الديني، وإنما بسبب التعصب الديني. وقال لي الشيخ خالد الجندي:الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي، يحتاج نوعا من الضبط، حيث توجد محاولات استفزازية لبذر بذور الشقاق والفتنة، التي هي أمر دخيل علينا، لا نحتاج الي صيغة جديدة للعلاقات الوطنية، فقد حسمها المصريون مسلمين ومسيحيين في ثورة 1919 بهذا النسيج المتلاحم الفريد في نوعه، لسنا في حاجة إلي صياغة جديدة.. كلنا مصريون.. كلنا أقباط..أنت تكافح مع العلماء والمؤرخين والباحثين من أجل مصداقية هذا التعبير »كلنا أقباط« وتثبيته في الوجدان الجمعي للشعب المصري، ونزع مصطلح »الأقباط«. نفسي الأمارة بالشعر: سلطان الفكر وسلطان القهر السبت: نوري اسمي وهجا من نارك بعض حريري أمضي من كل حديدك نفحاتي أقوي من لفحاتك ونسيمي أعنف من إعصارك حرفي أقوي من سيفك صوتي أعلي من سوطك صمتي أبلغ من جهرك سيفك يصدأ حتي لو أزهقْ قلمي يبريء من تزهق أنت تصدق وهم القائل ان السيف هو الأصدق إنباء السيف .. لغة الضعف .. مفردة الخوف ووسيلة من لا يدرك إلا العنف الكامن في أعماق السيف نوري يسعي بين الناس يتوهج بالإحساس نوري يتخلق من نبراس في مشكاة تتحلي وهجا .. تتألق صدقا تتجلي حقا وحقيقة وتحق الحق .. فيتنفس مصباحي يرسل إشعاعه في الآفاق وفي الأنفس حتي تتبين ، حتي تتأنسن فأنا الاطول عمرا.. وأنا الأقوي أثرا .. وأنا الأبقي أملا.. سلطاني فكر .. سلطانك قهر سلطاني عز .. سلطانك عجز سلطاني ريحان الروح سلطانك دم وجروح سلطاني أقوي من سلطانك عزك يومض بعض اللحظات انسانك محصور وزمانك معدود ومكانك محدود سلطاني: يغشي الروح بملء إرادتها وسيادتها وإدارتها سلطانك : طيش .. بطش .. عنف .. صلف .. يلمع بالهمجية .. يتشظي وحشية .. جبار أنت ..؟ نعم بتّار أنت ؟ نعم عملاق أنت ؟ نعم لكن عروشك تهتز بكلمة كرسيك ينهار بكلمة وسلاحك يركع من كلمة لحظة أن تفرغ كأسك يتضاءل سيفك لحظة أن يفرغ كأسي تشرق شمسي .. حتي في منتصف الليل تصبح تمسي .. تغمرها أمطار الحب ! ساعتها تتمني نفسك أن تلعق نفسك تهرب من جَلدك في جِلدك لكن .. هيهات !! سيفك لعبة قيدك دمية اليوم : تشرب نخب نفوس تزهقها وغدا : يأتيك بريق الحرف ، تهب عليك عذابات الكلمة !! تقلع سيفك تجدع أنفك تخلع منك السلطان وتجمد روحك بالفيضان وتزلزل فيك الإنسان إن كان لديك بقايا إنسان !!