والأمر غاية في التعقيد.... هكذا واجه الحكيم أهل المريضة كان حملها عسيرا امتد لشهور طويلة فقدت فيه الكثير من الدماء وتدهورت حالتها من سيئ الي أسوأ احتار هو العالم المخضرم هل يقول نعم لنظريات العلم المتقدم عليه ان يختار ان يمنح الحظ لمن هو أبقي لمن هو الأحق بالفوزالمحقق ألم يستحدث هو التجارب ألم يشارك في التدبير وتحديث المناهج ألم يغير معادلات التطور سيضحي إذا بالجنين ؟ ويمنحها سنوات من عمر التحرر سينهي بمشرطه عذاباتها الأكيدة ويريحها من الأمل الوحيد الذي كان يبقيها من عداد الأحياء في الدنيا سينهي في لحظة معاناتها ويتركها لسهوم نهار لن تعود تشرق فيه الشمس أبدا ويعود بها الي طمأنينة مؤقتة ربما تعود إليها نضارتها من جديد وها هو يتطلع إليها وجهها الباكي ودموعها التي لا تجف ابدا ونظرها الشارد الي حلم بعيد يتمتم صوتها الخافت بدعاء واهن :الأمر لك من قبل ومن بعد ارتعاشة لا تفارقه وها هو يروح ذهابا وإيابا يتطلع في صور الاشعة ويتمني ان يجد الله له مخرجا هل يضحي بالأم ؟ ويهدي الجنين عمرا موصوما باليتم تتلقفه الأيام والليالي يرتع في واحات الفقد وتقويه المحن وتدعمه الايام بالتجارب والحيطة ويعيش هو الحكيم في مدارات التأنيب ويسقي من كأس الاختيار المر ويعود لكي يمضي عمره في التعثر إنها لحظة فارقة دقيقة يتمني الله ان يلهمه نفحات التجلي ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا والساعات تمر وهاهي الدقائق في ممرات الأسي تفر عيناها تتابعه تترجاه أنفاسها اللاهثة تؤرقه يشحذ فكره لا لن يستسلم للياس أبدا لا للحلول التي لاتشفي نفسا أبدا لا للتردد لا للخضوع والخنوع لا لليل الذي لايأتي من بعده ضوء نهار لا للعبارات المنقوصة من قلب الكتاب لا للظلم لا ولا لاضغاث احلام لن تأتي أبدا لا وألف كلا