العالم من حولنا انطلق كرمح نحو المستقبل ونحن مازلنا نناقش هل كان فاروق ملكا فاسداً أم أفسدوه؟ نحن مغرمون صبابة بالكلام أكثر من العمل. نحن بشيء من التحديق ننتمي لجدول الضرب والآخرون تجاوزوه وجاوروا الأفق! وأنا من جيل يروق له التحديق في هذا الكون ولايسير معصوب العينين. بوصلتي »الأصدق» بصيرتي وليس البصر. أكره تستيف الأوراق في أي ملف يهم الناس لأنه لايعكس الواقع الحي. يريد الوزير أو المدير أن يبدو »جاهزا» أمام القيادة السياسية. ولحسن حظ هذا البلد، فإن القيادة السياسية لايهمها تستيف الأوراق بقدر ما يهمها »الرقم» فهو الحقيقة كما تعلمنا. ولحسن حظ مصر أن صدر النظام مفتوح للخروج علي النص. وظني أن رئيس مصر لايحجب شيئا وتلك الشفافية مطلب شعبي وإن كنت لا أتحمس كثيرا لكلمة شفافية لأنها فضفاضة! هل في المطالبة بالرد علي كل الاسئلة المطروحة في الشارع وبين المثقفين خروج علي النص؟ البعض المرتجف يظن ذلك وينصح »اشتري دماغك» بيد أني أراه سنة أولي مواطنة ودون تدعيم وريّ هذا النبت سوف يجف وتصغر فروعه ويموت. وأنا باسم »المواطنة» أكتب »متكئا» علي ضمير مهني لن يقف بأي حال في طابور المداحين والكورس. هل في دعوتي لوزير المالية أن يخرج ليقول للناس إن الدولة لاتضع أصابعها في جيبك ليزيد الإيراد بل تريد مشاركتك بلا جروح.. خروج علي النص؟ وماذا إذا خرجنا علي النص لنقول »لا» بجدارة، و»نعم» باستنارة؟ »لست أحترف التسلية بقلمي ولا تغييب الوعي بالكورة. إن حلمي هو بناء وطن علي أعمدة الجدية وراء قائد ينام ساعات أقل منا بكثير!! إلي قلب سلطان القاسمي الصديق الكبير المقام حاكم الشارقة. رأيتك علي شاشة تليفزيون بلدك الطموح، طموح نسر وأنت توزع شهادات تخرج طلبة وطالبات الجامعة الأمريكية بالشارقة. طابور طويل طويل وأنت تسلم كل خريج شهادة انطلاقه للحياة العملية. كانت عدسة تليفزيون الشارقة تقرب لنا وجوه الشبان والشابات التي تنضج بالحماس ولا أكتمك سرا إذا قلت ان وجوه الصبايا نقلن لي طاقة ايجابية. فالحفل كان لحظة ميلاد جديد لطلبتك وطالباتك. شباب يبحث لنفسه عن مكان تحت الشمس. وقد اعتدت أن أزور الشارقة الطموحة في مناسباتها الفكرية والثقافية والادارية. فأنت لاتهتم ببناء ناطحات سحاب في الشارقة وتزهو بها وتعتبرها ملمحا سياحياً بقدر ما تريد بناء عقول شامخة وتفخر بقولك إن الشارقة »عاصمة ثقافة». إنني أتابع نشاطكم وعلي مدي سنين طويلة كان يلفت نظري هذه الكلمات الأربع »ابتسم أنت في الشارقة». أذكر أيضا بالعرفان مساهماتك المادية والمعنوية لمؤسسات مصرية كثيرة من ترميمك المعهد المصري الفرنسي إلي مقر جديد للغة العربية مرورا بمعامل كلية الزراعة بجامعة القاهرة حيث كنت تدرس في القاهرة وتتخرج فيها يوم كنت جارا لك، أنت تسكن في شارع المساحة وأنا أسكن في مدينة الضباط بالدقي. ولا أنسي دعوتك الفاضلة لي زائرا دائما للشارقة مشاركا حركتها المعاصرة. لم يسقط سهوا أني في آخر زيارة للشارقة، قابلت شابة إماراتية تتابع جهدي المتواضع كمحاور تليفزيوني. قدمت لي نفسها وسط زميلاتها: هاجر من إذاعة الفجيرة ثم صمتت ثواني واستطردت »سابقا» وأدهشني هذا التحفظ، فسألتها سابقا لماذا؟ قالت: العمل مناخ وليس مكانا. راق لي المعني فسألتها: ما أحلامك؟ قالت العمل في إذاعة الشارقة؟ قلت لها: ماذا يمنع أن تحتضن الشارقة موهبتك ولك تجربة لسنوات؟ صمتت بخجل وأدب الاماراتيات فهمت أنها لاتريد أن تدق علي الابواب، فالبنت الخليجية نصف وزنها كبرياء. قلت لها: الشيخ سلطان لايحب »بطالة المرأة» وربما يستدعونك لا لاختبار صوتك إنما للإضافة التي في ذهنك لراديو الشارقة أو تليفزيونه. وصمتت الاماراتية »هاجر» التي لا أعرف بقية اسمها إنما أعرف رقم تليفونها. وقد وعدتها أن أكتب عنها، لعل صوتي يصل إلي مكتب الشيخ. ولو كان صديقي سعيد عمارة مازال يؤدي دورا في الشارقة لاينكره أحد لطلبت من »هاجر» أن تدق علي بابه في إذاعة الشارقة. بيد أني أدق علي باب قلب أكبر. قناعات 1- لم أتحمس للفنان الشاب أحمد فهمي في ظهوره ببنطلون جينز ممزق »!!» في برنامج يحمل اسم »قعدة رجالة»! 2- لم أتحمس مطلقا ل »قصف المحاصيل» لاستخدام الغذاء كسلاح حرب. سلاح مجرد من الإنسانية. 3- لم أتحمس كثيرا لما جري في السودان من فوضي، فظني أن هناك »أصابع» تعبث باستقرار السودان!. نعم انتبهوا. 4- تمنيت لو أن العالم العربي كله توحد فيه »يوم العيد».. تمنيت! 5- أكثر ما يؤلمني ويشقيني أن يفقد طفل حاسة السمع ويضطر أهله لزرع سماعة في قوقعة الأذن. أي أذي لطفل يتألم.. مؤلم. 6- ما عاد هناك كشافون في استطاعتهم اكتشاف مواهب مباريات الكرة الشراب في الحارة المصرية التي قدمت لمصر الخطيب وفاروق جعفر. وصاروا »أيقونات» في عصرهم. 7- التكافل الاجتماعي بين فئات الشعب ليس فقط موسميا يجب أن يستمر لأن هذه طبيعة الشعب المصري، بل إنها سمة في معدنه أظن ذلك. 8- من قناعاتي أنه لو أعيد لحوار السينما والمسلسلات كلمات: اتفضل، حضرتك، أعتذر، عتابي عليك، لا مؤاخذة، أنا غلطت، سامحني، سوف تتغير اللغة المتدنية في أسلوب الحياة التي تسود الآن. 9- وجود الطلمبات الحبشية- في بعض قري مصر، كمصدر للشرب، وصمة عار، رغم تكرار الحكومات المتعاقبة. 10- محمد صلاح في مسقط رأسه في مصر، وفاء للأرض التي أنجبته. 11- الرئيس بين أطفال الشهداء يجسد أبوة بلاحدود. مشهد العام. 12- حرصت علي معايدة علي رئيس لمصر 30 عاما متواصلة من باب الوفاء، أحلي الفضائل. أتكلم عن مبارك »أبوعلاء». 13- رجل الأعمال كامل أبوعلي يبدو »أصغر» من عمره لأنه ينجز ومشتبك مع المجتمع من باب السياحة، أنا لا أحسده ولكني أقرر حقيقة. 14- د.جابر عصفور، مثقف كبير، بقضية. 15- عندي قناعة أن »أبوتريكة» موهبة كروية لا نظير لها وله شهرة ولكنها تستثمر من جانب أسوأ من حكموا مصر يوما. 16- لا أعرف إجازة يتعطل فيها عقلي تماما، إنها البلادة بعينها. 17- مستشارتي محل ثقتي هي »حنان مفيد فوزي»، حين أسألها في بعض الأمور الحياتية تصدقني بالرأي السليم، لديها الحس الذكي المفعم بالإيمان. 18- تمنيت أن يقرأ أحمد بهاء الدين، »يومياتي المتواضعة» في الأخبار بوصفه أول رئيس تحرير عملت معه واحتضن طموحي وكافأني وعاقبني»!». نعم عاقبني ليحميني من بطش أكبر في زمن البطش بالتليفون الشمولي! ع الهوا! سأفترض أني علي الهواء أقدم برنامجاً تليفزيونياً وأسأل المشاهدين عن ذوقهم. وسأحاول أن أتنبأ بهذه الاختيارات من واقع أفهمه جيدا وأدرك مدي ثقافتهم. سؤال: هل تفضلون الكلام عن المفكر سلامة موسي؟ - تصوري للإجابة: نفضل الكلام عن معركة المنافسة بين عمرو دياب وتامر حسني! سؤال: هل يفيدكم أن أتحاور عن أضرار الشيشة مع أستاذ الأمراض الصدرية في كلية الطب؟ - تصوري للإجابة: نفضل حوارا مع ماجد المصري ومغامراته بجرأة لا يخشي من يلومه! سؤال: هل يضيف إليكم حوار عن أهمية إلغاء الكاش في تعاملاتنا؟ - تصوري للإجابة: يضيف إلينا أكثر تاريخ صرف العلاوات الجديدة وإضافات المعاشات! سؤال: هل أفيدكم بالكلام عن ثروتنا السمكية وأين مصادرها ومزارعها؟ - تصوري للإجابة: يفيدنا أكثر انخفاض أسعار الأسماك مادمنا نتمتع بثروة سمكية!! سؤال: ما رأيكم أحيطكم علماً بغرامات المرور للمخالفين؟ - تصوري للإجابة: ما رأيك في اقتراح استيراد شوارع من الخارج تخفف عنا الغرامات المرورية!! سؤال: هل ترحبون بمشاريع بلدنا للتعمير؟ - تصوري للإجابة: نرحب أكثر بأن يعمل أولادنا العاطلون لتعمير بيوتنا!!