منتصف الاسبوع الماضي اتصلت به علي هاتفه المحمول مهنئا بالجهود الامنية الملموسة خلال الأسابيع الاخيرة وأبرزها السيطرة الأمنية علي معركة شرسة بالأسلحة الآلية بين عائلتين بقرية »المعابدة» مركز ابنوب وانتهت بسقوط أربعة قتلي من الفريقين.. وتم ضبط المتهمين في المجزرة وضبط 16 قطعة سلاح وإعادة الأمن للقرية .. قال لي بصوته الهادئ المهذب: الشكر لله .. كلنا نعمل ما علينا ابتغاء مرضاة الله ودي رسالتنا تجاه بلدنا وناسها الطيبين.. المهم انت واحشني مش ناوي تزورني بأسيوط واللا إيه؟ قلت: بإذن الله بعد العيد أرتب الزيارة مع حضرتك. انتهي الحوار الهاتفي مع اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط الذي يعد امتداداً لقيادات أمن الزمن الجميل.. يسير علي نفس منهجهم الناجح في أداء عمله.. دائما ما كان يؤكد أن المسئولية الامنية تتضافر مع المسئولية الانسانية في التعامل مع الناس حتي لو كانوا متهمين.. فلم يكن غريبا ان يذكر بالخير دائما في كل مكان.. وفي أي وقت شاء القدر الا تمر 24 ساعة حتي جاءني الخبر الصادم: اللواء جمال تعيش انت.. مات شهيدا صائما في حادث انقلاب سيارته وهو يؤدي واجبه في المرور علي الخدمات الأمنية بالقوصية بصحبة الخلوق نسر الصعيد كما يلقبه عائلات وقبائل الجنوب لواء دكتور منتصر عويضه مدير المباحث وابن الأمن المركزي البار ومدير مكتبه حاليا المقدم محمد عبدالقادر.. اللذين تم نقلهما إلي المستشفي الجامعي لاسعافهما من الاصابات الخطيرة التي لحقت بهما أصر ضباط أمن اسيوط علي تشييع جثمان مديرهم تعبيرا عن تقديرهم وألمهم بموته.. ثم نقل الجثمان إلي قريته »القرشية» بالغربية ليشيعه الآلاف من محبيه وأقاربه وزملائه في جنازة مهيبة.. لواء أحمد عتمان مساعد وزير الداخلية لقطاع وسط الدلتا قال لي بعد الجنازة مشهد الوداع كان أغلي تكريم حصل عليه لواء جمال طوال حياته.. فليس هناك أغلي من حب الناس.. ومر العيد ولم أستطع أن أفي بوعدي مع صديقي الفقيد.. لانه بالتأكيد لم يكن موجودا بأسيوط.. بل كان يقضي العيد مع أساتذته وزملائه وتلاميذه الشهداء الذين سبقوه في الجنة.