علي مدار يومين متتاليين، استضافت مكةالمكرمة ماراثوناً سياسيا ودبلوماسيا بامتياز، هو الأول من نوعه، حيث شهدت أطهر بقعة علي وجه الأرض عقد 3 قمم متتالية: خليجية وعربية طارئتين الخميس الماضي، وأخري إسلامية دورية الجمعة الماضية.. واستطاعت القمم الثلاث أن تخرج بالعديد من القرارات والنتائج الإيجابية، أبرزها التأكيد علي وحدة الصف وحماية الأمن القومي العربي والإسلامي ضد التهديدات والمخاطر، إلي جانب نصرة القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولي لدي العرب والمسلمين، وكذلك دعم عدد من القضايا الأخري في العالمين العربي والإسلامي. نصرة فلسطين وبعد انتهاء هذا الحراك الدبلوماسي الفريد، الذي قاده باقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جاءت ردود الأفعال حوله تكلله نجاحاً علي نجاح، حيث أشادت الرئاسة الفلسطينية بقرارات القمتين العربية والإسلامية، وقال المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، أن القمتين شكلتا انتصاراً للموقف الفلسطيني الثابت والواضح في وجه كل المؤامرات والمحاولات الرامية لتصفية القضية الوطنية، وأضاف أن تبني الأمتين العربية والإسلامية للموقف الفلسطيني، وجه رسالة شديدة الوضوح للإدارة الأمريكية ولإسرائيل أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل هو عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ورفض أي صفقة لا تنسجم مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية علي حدود عام 1967، وأوضح أنه يجب أن يفهم الجميع بأن السلام طريقه واضح وعنوانه القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، وليس عبر صفقات وهمية أو مشاريع اقتصادية لا تساوي الحبر الذي تكتب فيه. ومن جانبه طالب السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقاً، بمقاطعة الورشة التي تسعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لعقدها بالبحرين حول القضية الفلسطينية في إطار اقتصادي تحت شعار »الازدهار والسلام».. وأكد أنه لابد من إفشالها، لأن الإدارة الأمريكية رمت خلف ظهرها كل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.. وقال إن واشنطن تهدف من ذلك أن تحدث شرخاً عربياً لأن مثل هذه الورشة التي تضم إسرائيل تخالف كافة قرارات القمم العربية والإسلامية المتعاقبة والتي تعتمد مبادرة السلام العربية التي جوهرها قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. وأكد أن الولاياتالمتحدة أسقطت من سياساتها حل الدولتين كما أسقطت قضية القدس ووكالة الأونروا والحدود. ومن جانبه أشاد السفير خالد الهباس الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشئون السياسية، بنتائج وقرارات القمم الثلاث التي استضافتها مكة، وأكد أنهم قمم ناجحة وخرجت بقرارات ناجحة أيضاً.. وأوضح أن القمتين الطارئتين (الخليجية والعربية) اللتين تم عقدها قبل يوم من القمة الإسلامية الدورية، جاءا إدراكاً من قيادة السعودية للحالة التي تشهدها منطقة الخليج العربي والتهديد الخطير للسلم والأمن والاستقرار الذي تشهده المنطقة.. وأشار إلي أن القمم هدفت لتعزيز التضامن إضافة إلي التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر بين القادة. صياغة الموقف ومن جانبه أكد أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية بدولة الإمارات، أن السعودية أعادت صياغة الموقف الخليجي والعربي - وإلي حد ما - الإسلامي، عبر استضافتها للقمم الثلاث الناجحة، كما أكدت علي دورها ومركزيته من خلال تجديد الزخم الخليجي والعربي، وقال: »نحن أمام مرحلة إقليمية حساسة هي حصيلة تراكم السياسات الإيرانية في المنطقة فالحكمة مطلوبة والحزم واجب».. وأضاف: »نحن أمام فرصة سانحة تبني علي إجماع الموقف السياسي للقمم الثلاث، موقف يجمع بين الحكمة والردع والحزم ويبعد المنطقة عن أجوائها الملبدة الدقيقة وينهي مرحلة التوتر التي تسببت فيها التدخلات الإيرانية في الشأن العربي».. وأكد أنه مع نهوض الدور المركزي للسعودية، نري أن المرحلة تشهد تراجع الدور المخرب لبعض دول الإقليم وبعض المدعين الصغار وهذا تطور إيجابي، فالمنطقة لا تريد الحرب أو التصعيد و لكنها ضاقت ذرعاً بالتنمر الإيراني. المواقف الدولية كما أكد أحمد الجار الله الكاتب الصحفي الكويتي، أن قرارات القمة الإسلامية أيدت المواقف الدولية لوقف الإرهاب، ووقف العبث الإيراني في دول الإقليم، فإيران عبثت بالسلم الاجتماعي الدولي وهو أمر لايجوز الاستمرار بالسكوت عليه.. وأوضح أن قرارات القمتين الخليجية والعربية شديدة اللهجة وانتقدت السلوك الإيراني بوضوح بما في ذلك دعوة إيران لعمل اتفاقات بعدم اعتداء وهي الاتفاقات التي لاتنسجم مع دستور طهران. ومن جانبه رحب د. يوسف العميري رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية ورئيس »خليجيون في حب مصر»، بانعقاد قمم مكة الثلاث، وأشاد بنجاحها الذي مثل دعماً أساسياً للأمن القومي الخليجي والعربي والإسلامي، في ضوء التهديدات والتحديات الراهنة في المنطقة، فضلا عن إظهار التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في ظل مساعي تصفية قضية العرب والمسلمين المركزية.. وأوضح أن القمتين الخليجية والعربية، أكدتا أنه مهما كانت التحديات أو الخلافات، فإن قضايا جوهرية مثل أمن بلاد الحرمين الشريفين، وحماية المقدسات الإسلامية، والقضية الفلسطينية، وحماية أمن الخليج العربي والأمن القومي العربي، هي قضايا تسمو فوق كل اعتبار وتمثل قاسماً مشتركاً ومحركاً للعمل المشترك بين الدوائر الثلاثة الخليجية والعربية والإسلامية. مسيرة العمل وفي الوقت ذاته أشاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في برقية بعد انتهاء القمة، بما تميزت به إدارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لأعمال هذه القمم المهمة، من حكمة، مما كان له الأثر الكبير فيما حققته من نتائج مهمة وملموسة ستسهم في تعزيز مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وخدمة القضايا العادلة للأمتين العربية والإسلامية، لاسيما في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، كما أشاد بما اتصفت به القمم من حسن تنظيم وإعداد عالٍ كان محل التقدير والاعتبار.