مما لاشك فيه ان المنطقة العربية تتعرض للعديد من الأخطار والتهديدات، التي تؤثر بشكل مباشر في أمنها القومي، وذلك في ظل التهديدات المستمرة، ومن هنا جاءت الرؤية المصرية في القمة الاستثنائية العربية التي أقيمت أمس الاول في مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية، حيث حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أمام ملوك ورؤساء الدول العربية المشاركة 4 عناصر اساسية للتعامل بحزم مع القضايا التي تواجه الدول العربية ومن بين تلك العناصر المقاربة الاستراتيجية المنشودة للأمن القومي العربي تقتضي التعامل بالتوازي مع جميع مصادر التهديد بالمنطقة وعلي رأسها القضية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق هذه المقاربة دون الحل السلمي الشامل الذي يلبي الطموحات الفلسطينية المشروعة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلطسينية علي حدود يونيو 67. وأكد الرئيس انه لا معني للحديث عن مقاربة استراتيجية للأمن القومي العربي دون تصور واضح لمعالجة الأزمات في سوريا وليبيا واليمن واستعادة هذه الدول ذات سيادة وموحدة وليست خاضعة لتدخلات دولية أو من أمراء الحرب والميليشيات الإرهابية. الخبراء الاستراتيجيين اجمعوا علي ان الشرط الضروري لبناء هذه الاستراتيحية يجب أن يقوم علي مواجهة جميع التدخلات في الدول العربية فلا يمكن التسامح مع أي طر ف إقليمي يسعي لممارسة نفوذه في الدول العربية من خلال ميليشيات طائفية، والأمن القومي العربي وما يقوم عليه من علاقات جوار سليمة وصحية يتطلب وقفة صدق وحزم مع كل طرف إقليمية ووقفة مصارحة ومراجعة مع أي طرف عربي يحيد عن مقتضيات الأمن القومي العربي ويشارك في التدخلات بشئون الدول العربية. وهذا ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفعل خلال كلمته بالقمة العربية الاستثنائية. لافتين إلي ان العناصر الأربعة للرؤية المصرية التي استعرضها الرئيس السيسي أمام القمة لكيفية التعاطي الحازم والحكيم مع التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي بشكل عام، يجب أن تمثل منهجا للعمل الشامل خلال الفترة القادمة للحفاظ علي الأمن القومي العربي والخليجي. أما فيما يتعلق بالعنصر الثالث الخاص بالمقاربة الاستراتيجية المنشودة للأمن القومي العربي، والتي تقتضي التعامل بالتوازي مع جميع مصادر التهديد لأمن المنطقة، وعلي رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية والمصدر الأول لعدم الاستقرار في المنطقة، فيؤكد انه لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المنطقة، بدون الحل السلمي الشامل الذي يلبي الطموحات الفلسطينية المشروعة في الاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة علي حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وهذا هو الحل الذي يجب ان تتفق عليه جميع الأطراف لحل القضية الفلسطينية. وأوضح ايضا انه لا معني للحديث عن مقاربة استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي، بدون تصور واضح لمعالجة الأزمات المستمرة في سوريا وليبيا واليمن، واستعادة وحدة هذه الدول وسيادتها وتحقيق طموحات شعوبها في الحرية والحياة الكريمة في ظل دول موحدة ذات سيادة، وليست مرتهنة لإرادة وتدخلات وأطماع دول إقليمية أو خارجية أو أمراء الحرب والميلشيات الإرهابية والطائفية. وهنا لابد من توافق عربي شامل لقضايا المنطقة وتفعيل العمل العربي المشترك علي جميع الأصعدة لتحقيق هذا الهدف لأن الشرط الضروري لبناء هذه المقاربة الاستراتيجية الشاملة للأمن القومي العربي يجب أن يقوم علي مواجهة جميع التدخلات الإقليمية أو الخارجية في الدول العربية بنفس الدرجة من الحزم، فلا يمكن أن تتسامح الدول العربية مع أي طرف إقليمي يهدد أراضي ومنشآت ومياه دول عربية شقيقة وعزيزة، أو أن يسعي لممارسة نفوذه في الدول العربية من خلال ميلشيات طائفية تعمل لتحقيق مصالحه الضيقة مؤكدا ان القضايا التي جاءت في كلمة الرئيس امام هذه القمة تضمن المواجهة الحاسمة مع المخاطر والتهديدات التي تواجه الأمن العربي والخليجي. ومن جانبه اشاد الدكتور محمد العتيبي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض برؤية مصر التي عرضها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الزعماء العرب بالقمة العربية الاستثنائية بمكةالمكرمة وقال ان هناك توافقا سعوديا كبيرا مع مصر في رؤيتها لمعالجة قضايا الأمن القومي العربي. واضاف ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يؤكد دوما علي أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولي إلي أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة وكذلك ضرورة وضع حد للصراعات والحروب التي تقف وراءها الجماعات الإرهابية وتهدد أمن واستقرار سوريا وليبيا والعراق واليمن وهنا لابد من وجود توافق عربي شامل لتلك القضايا ووضع آليات تضمن عودة الأمن والاستقرار لتلك الدول في أقرب وقت حتي تستطيع تعويض ما ذهب في الحروب والصراعات.