السيسي: مصر تعتز بعلاقاتها الاستراتيجية مع جنوب أفريقيا ..وتتطلع لمواصلة التعاون مع الرئيس »رامافوزا« رئيس جنوب أفريقيا: نُعرب عن تقديرنا للرئيس السيسي.. ونحرص علي تدعيم العلاقات بين البلدين كما تم انتخاب “تاندي موديسي- Modise Thandi” لتصبح رئيس البرلمان السادس للبلاد منذ عام 1994، وهي الرئيس السابق للمجلس الوطني للمقاطعات. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس السيسي خلال التهنئة التي وجهها للرئيس “رامافوزا” بمناسبة فوز حزب “المؤتمر الوطني الأفريقي” الحاكم بالانتخابات البرلمانية في جنوب أفريقيا، وتوليه ولاية جديدة كرئيس للجمهورية بدءاً من شهر مايو الجاري، تمني له استمرار التوفيق والنجاح في الاضطلاع بمهام منصبه. كما أعرب عن اعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية بجنوب أفريقيا، معرباً عن التطلع لمواصلة العمل مع شقيقه الرئيس “رامافوزا” علي تعزيز أطر التعاون بين البلدين، فضلاً عن تطوير التنسيق والتشاور المتبادل إزاء مختلف الموضوعات الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، على النحو الذي يتسق مع المسار الطبيعي والتاريخي للعلاقات التي تجمع مصر بجنوب أفريقيا”. من جانبه أعرب الرئيس “رامافوزا” عن تقديره للرئيس، مؤكداً حرصه على تدعيم العلاقات الثنائية وتفعيل جميع مسارات التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، إضافة إلى تعظيم التنسيق وتبادل الرؤى إزاء القضايا الأفريقية المختلفة، بما يدعم مسيرة العمل الأفريقي المشترك، لا سيما في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي”. وكان الرئيس رامافوزا قد زار القاهرة الشهر الماضي للمشاركة في الاجتماعين على مستوى القمة اللذين دعت إليهما مصر عدداً من القادة الأفارقة لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان وليبيا وتعزيز العمل المشترك والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحتين السودانية والليبية وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك. ومن جانبها أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، في تقرير أصدره المكتب الإعلامي في بريتوريا برئاسة المستشار أيمن ولاش أن العلاقات بين مصر وجمهورية جنوب أفريقيا ركن أساسي وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الأفريقية، واستقرارها، وتنميتها، وكذلك بالنسبة للعالم كله، وأوضاع كلا الدولتين التاريخية، والجغرافية، والاستراتيجية، تتشابه إلى حد كبير، رغم البعد المكاني الواسع بينهما، فلكل منهما موقع استراتيجي بالغ الأهمية قارياً وعالمياً، فمصر تقع عند ملتقى قارات العالم القديم: آسيا وأفريقيا وأوروبا، على أرضها واحد من أهم الطرق والممرات البحرية في العالم بين قناة السويس التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. وأضافت، الهيئة في بيان، الأربعاء: “بالمثل، جنوب أفريقيا تشرف على أهم نقطة حاكمة في أقدم وأشهر الطرق البحرية بين الشرق والغرب، طريق “رأس الرجاء الصالح” الأمر الذي منحها دوراً استثنائياً في تاريخ الملاحة الدولية وفي سلامة واستقرار التجارة بين قارات العالم”. تطورات إيجابية وأوضحت الهيئة أن علاقات مصر وجنوب أفريقيا تشهد تطورات إيجابية متتالية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، وتعاوناً ثنائياً على الصعيدين القاري والعالمي. وعلى الصعيد الاقتصادي، تمتلك كل من مصر وجنوب أفريقيا اقتصاداً كبيراً متنوعاً حيث طبقاً للناتج المحلي الإجمالي، تقع الدولتان معاً ضمن أكبر (5) اقتصاديات فى أفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وشبكة العلاقات الاقتصادية الدولية. لكل ذلك، كان التواصل بين مصر وجنوب أفريقيا أمراً مهماً وضرورياً في كل الأوقات، ولكل ذلك أيضاً، فإن التعاون بينهما وتعزيز علاقاتهما أمر بالغ الأهمية للشعبين ولقارة أفريقيا دولاً وشعوباً. وكانت أول زيارة رئاسية مصرية إلى جنوب أفريقيا في قد أجراها الرئيس الأسبق حسني مبارك في يوليو عام 2008 تلبية لدعوة الرئيس الجنوب أفريقي آنذاك ثابو مبيكي، وشهدت توقيع مذكرة إعلان نوايا حول التعاون بين البلدين في كثير من المجالات منها مجالات الصناعة والتكنولوجيا والاستثمار والبحث عن المعادن والبترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة والمواصلات وتطوير البنية التحتية وتنشيط السياحة بين البلدين. وفي أكتوبر عام 2010، زار الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما مصر، وهي الزيارة التي أسفرت عن تطورات في عدد من الملفات الثنائية وانعقاد اجتماع رجال الأعمال بين البلدين بمشاركة 1000 من رجال الأعمال من بينهم 200 من الجانب الجنوب أفريقي، وتم توقيع 4 مذكرات تفاهم وبرنامجين تنفيذيين على هامش الزيارة للتعاون في مجالات: البترول والغاز، الخدمات الصحية والبيطرية، والرياضة، والسياحة، ومذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية في جنوب أفريقيا. جمود مؤقت وشهدت العلاقات بين البلدين مرحلة جمود مؤقت ما بعد ثورة 25 يناير 2011 على خلفية موقف جنوب أفريقيا من تطورات الأوضاع الداخلية في مصر. وعقب ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، لم تكن طبيعة الأحداث التي شهدتها مصر واضحة لدى الجانب الجنوب أفريقي، في المقابل، اتسم رد الفعل المصري بالهدوء، وأوفدت مصر السفير إبراهيم علي حسن مبعوثاً رئاسياً إلى جنوب أفريقيا لشرح الموقف، حيث استقبلته وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية في يوليو 2013 ، واستأنفت الدولتان تعاونهما المعتاد سريعاً، حيث تعددت الزيارات المُتبادلة بين الدولتين، وشارك جيف راديبي وزير شئون الرئاسة في جنوب أفريقيا في حفل تنصيب الرئيس السيسي في يونيو. عودة قوية وشهدت العلاقات السياسية بين الدولتين طفرة إيجابية ملحوظة منذ 2014 كان من أبرز ملامح تلك التطورات الإيجابية اللقاءات الثنائية بين ممثلي الدولتين، والتي بدأت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما في عدة لقاءات، كان أولهما على هامش الشق رفيع المستوى للدورة (70) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2014، ثم جاءت زيارة الرئيس جاكوب زوما إلى القاهرة بناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل 2015، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الجنوب أفريقي منذ عام 2011، علماً بأن آخر زيارة رئاسية جنوب أفريقية إلى القاهرة كانت للرئيس السابق زوما في أكتوبر 2010. كما التقى الرئيسان في موسكو- روسيا في مايو 2015 على هامش احتفالات روسيا بالذكرى السبعين للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية. كما شارك رئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب في الدورة العادية رقم 25 للقمة الأفريقية في جوهانسبرج- جنوب أفريقيا في يونيو 2015، كما شارك رئيس مجلس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل بقمة منتدى الصين أفريقيا في جوهانسبرج- جنوب أفريقيا في ديسمبر 2015، كما شاركت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر نيابة عن رئيس الوزراء في المنتدى الاقتصادي العالمي لأفريقيا في يونيو 2015. كما التقى سامح شكري وزير الخارجية المصري، بماييتي ماشاباني، وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية السابقة عدة مرات، منها على هامش الدورة (70) للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2014، وكذا في مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة في 12 أكتوبر 2015، وخلال زيارة الرئيس السابق جاكوب زوما إلى القاهرة في أبريل 2015، وعلى هامش أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في جوهانسبرج- جنوب أفريقيا في يونيو 2015، وكذلك على هامش أعمال قمة منتدى الصين - أفريقيا في جوهانسبرج خلال ديسمبر 2015. كما أعربت بريتوريا خلال عام 2015 عن رغبتها في عقد الدورة التاسعة للجنة المشتركة بين البلدين، حيث كانت الدورة الثامنة للجنة المشتركة قد انعقدت برئاسة وزيري خارجية البلدين في بريتوريا في مارس 2010. لقد شهدت الفترة 2014- 2018 زيارة عدد من الوفود المصرية إلى جنوب أفريقيا كان من بينها زيارة المهندس شريف إسماعيل رئيس وزراء مصر السابق، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الاستراتيجية، لرئاسة وفد مصر في اجتماعات بريكس+ في جوهانسبرج في يوليو 2018، إضافة إلى زيارة وزير البحث العلمي السابق إلى بريتوريا في فبراير 2015، وكذلك زيارة وفد حكومي من مركز الإنتاج الأنظف، ومن اتحاد الصناعات المصري إلى بريتوريا في ديسمبر 2015، فضلاً عن زيارتي وفد مصر من اللجنة العليا للانتخابات في 2012، 2018، ووفد من وزارة العدل ومجلس الدولة والمجتمع المدني إلى بريتوريا في 2014، إضافة إلى عدد من الزيارات الأخرى لوزراء النقل والكهرباء والاستثمار والتعاون الدولي، إضافة إلى زيارة وفد الهيئة المصرية الوطنية للانتخابات إلى مفوضية الانتخابات الجنوب أفريقية المستقلة في سبتمبر 2018. كما ناقشت لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري خلال اجتماعها في نوفمبر 2018، مع سفير دولة جنوب أفريقيا في القاهرة فوسى مافبيلا، سبل الارتقاء بالعلاقات المصرية مع جنوب أفريقيا، خاصة على صعيد التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية، بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والتي تعكس تطابق رؤى الدولتين، وقد أعرب السفير مافبيلا عن سعي جنوب أفريقيا لتعزيز العلاقات ما بين البلدين، ومواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا لمواجهة التحديات الراهنة. ترتبط مصر وجنوب أفريقيا منذ عام 1994 بعلاقات اقتصادية قوية وإن كانت لا تعكس حجم وقوة العلاقات السياسية بين الدولتين، وهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما في المجال الاقتصادي، كما أن هناك العديد من مشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجاري دراستها ومراجعتها من الجانبين. وبشكل عام توجد العديد من الأنشطة التي تقوم بها اللجنة التجارية المشتركة (JTIC)، وعقدت العديد من الاجتماعات بمُشاركة من الوزارات والهيئات الاستثمارية والاتحادات التجارية والعمالية والشركات العامة والخاصة في الدولتين منذ عام 2013، ويجري في تلك الاجتماعات نظر العديد من ملفات ومبادرات التعاون المشترك بين الجانبين، وبحث سبل التعاون في مجالات عديدة من أهمها؛ البنية الأساسية، الطاقة الجديدة والمتجددة، التنمية الزراعية والثروة الحيوانية، والتعدين، السكك الحديدة والموانئ، والرعاية الصحية، وموضوعات تصدير الفحم من جنوب أفريقيا عبر قناة السويس، إضافة إلى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الهندسية والكهربائية، وصناعة السيارات.