ينهزم الليل تحت سياط الفجر.. وينتعل الصيادون مراكبهم فوق الأمواج وأياديهم تبحث عن وطن بحري يا شبق البحر يا خصب الزمن التائه.. لا تبخل في رحمك للمحرومين وانشر فوق مراكبهم شمسا" وغيوما" بيضاء.. فرت كل الأسماك ولم يبقي غير مواويل الليل.. والرغبة صارت وحشا" يفترس الأحلام.. ماذا يبق للوطن حين يفر من ساكنيه الخصب؟.. ماذا يبقي للشمس حين تغادرها الأوطان؟.. صار البحر صديقا« صار حبيبا« تغازله الحوريات طويلا«.. ثم يرتعش قرب الشاطئ يترك حزنه للقيظ القادم.. في وطن ما صار الناس كل صباح يفترشون الرمل.. للبحر يصلون والبحر يرقص كصبية نذرت لذتها للرغبات الممنوعة ثم يتعري القوم ويفترشون الموج.. ويأتي أوان الخصب فينقلب البحر للأعلي وتلتحم الرغبات بلون الأمواج...