حقق ليفربول عودة مذهلة أمام برشلونة الإسباني في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، ما وضع الفريق الإنجليزي أمام فرصة إنهاء الموسم كملوك متوجين علي العرش القاري للمرة السادسة، والأولي بعد انتظار 14 عاما. حتي قلعة ملعب »أنفيلد» لم تكن قد شهدت أمسية مماثلة، علي الأقل ليس أمام فريق من حجم برشلونة لا سيما بعد تقدم الفريق الكاتالوني بثلاثية نظيفة في ذهاب نصف النهائي علي ملعبه كامب نو. ويجسد الفوز المدوي علي الفريق الكاتالوني، الموسم الرائع الذي يخوضه ليفربول الذي يسير نحو تحقيق ثالث أعلي رصيد من النقاط في تاريخ الدوري الانجليزي الممتاز، لكن تتويجه باللقب المحلي الذي يلهث وراءه منذ عام 1990، يقع بين يدي حامل اللقب مانشستر سيتي الذي يحتفظ بالصدارة بفارق نقطة واحدة قبل المرحلة الختامية للموسم. واختصر صلاح ذهنية زملائه في ليفربول الثلاثاء، اذ جلس في المقصورة في المدرجات مرتديا قميصا قطنيا أسود اللون كتب عليه ما معناه »لا تستسلم أبدا». وأصر الدولي المصري علي إظهار القميص لدي نزوله الي أرض الملعب للاحتفال مع لاعبي ليفربول في نهاية المباراة. وكشف مدرب ليفربول الألماني يورجن كلوب الذي تلقي إشادات واسعة من المعلقين بعد الانتصار التاريخي لفريقه »قلت للاعبين قبل المباراة +لا أعتقد بأن الأمر ممكن (قلب نتيجة الذهاب)، لكن بوجودكم، أعتقد بأن ذلك ممكن+ لأنهم بالفعل عمالقة من الناحية الذهنية». وبلغ ليفربول نهائي المسابقة القارية المتوج بلقبها خمس مرات، للمرة التاسعة في تاريخه والثانية تواليا، ويأمل في تعويض خسارته في نهائي العام الماضي أمام ريال مدريد الإسباني 1-3 بعد ان خسر جهود هدافه صلاح في الشوط الأول من اللقاء. وسيلاقي الفريق الإنكليزي مواطنه توتنهام أو أياكس أمستردام الهولندي في النهائي المقرر علي ملعب »واندا متروبوليتانو» الخاص بنادي أتلتيكو مدريد في الأول من يونيو. وقال كلوب »عندما كنا في كييف (العاصمة الأوكرانية التي استضافت نهائي الموسم الماضي)، لم تكن الأمور رائعة، وبعدها كانت الخطة بلوغ مدريد لنحرز اللقب. الآن سنذهب الي هناك بعد ثلاثة أسابيع». وتابع »كنا نشعر (بعد خسارة نهائي العام الماضي) بأنه يتعين علينا بلوغ النهائي مجددا، لا يمكن ان ندع الأمور تمر هكذا. أما الآن، فنحن نحظي بفرصة أخري وسنبذل قصاري جهدنا لاستغلالها. لست واثقا من أن يتكرر هذا الأمر في المستقبل. انه أمر مميز». القلب الكبير في أنفيلد ويعتبر اختبار الأمسيات المدهشة جزءا من التركيبة الجينية لليفربول. ففي المرة الأخيرة التي رفع فيها ليفربول الكأس ذات الاذنين الكبيرتين عام 2005، كان ميلان الايطالي يظن بأنه قطع نصف الطريق نحو الظفر باللقب القاري بعدما أنهي الشوط الأول متقدما بثلاثية نظيفة. لكن ليفربول قلب الطاولة علي منافسه في الشوط الثاني، وأدرك التعادل ليفرض التمديد الي شوطين إضافيين، قبل أن يفوز بركلات الترجيح. وبعد نتيجة الثلاثاء، يمكن إضافة اسم النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الي ضحايا ليفربول. فالثنائية الذي سجلها الأخير في مباراة الذهاب جعلت الكفة تميل لصالح فريقه بنسبة كبيرة، لكن روحية عدم الاستسلام التي تمتع بها لاعبو ليفربول ضربت التوقعات عرض الحائط، وأقصت فريقا يضم في صفوفه لاعبين سابقين له، هما البرازيلي فيليبي كوتينيو والأوروغوياني لويس سواريز. وتعملق في المباراة لاعبان لا يحظيان بالأضواء عموما بتسجيل كل من البلجيكي ديفوك أوريجي والهولندي جورجينيو فاينالدوم هدفين، علما بأنهما كانا سجلا مجتمعين هدفا وحيدا في دوري الأبطال سابقا خلال مسيرتهما.