في الاسبوع الماض أدلي ملايين الهنود بأصواتهم في المرحلة الثالثة والكبري من الانتخابات العامة التي تجري بالهند في ولايات جوجارات وكيرالا وكارناتاكاويواجه حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم حزب المعارضة الرئيسي الكونجرس مباشرة في تلك الانتخابات حيث يتنافس الحزبان علي اصوات البرلمان الهندي الذ ي يضم 545 عضواً. وكانت الانتخابات العامة التي تُجري علي سبع مراحل قد بدأت يوم 11 أبريل وستنتهي يوم 19 مايو. وبانتهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات يكون الناخبون الهنود قد حسموا نتيجة أكثر من نصف الدوائر الانتخابية البرلمانية. ماراثون الانتخابات البرلمانية في الهند لانتخاب برلمان جديد وحكومة جديدة (لوك سابها) يستغرق سبعة أسابيع وذلك لتحديد مصير أكبر كتلة انتخابية في العالم أجمع، وستعلن النتائج في 23 مايو بعد اكتمال عملية فزر الأصوات.. التوقعات تشيرلفوز حزب»BJP» بهاراتيا جاناتا اليميني الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بفترة ولاية أخري علي رأس ائتلاف أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي. علي الجانب الاخر أظهر حزب »المؤتمر» بقيادة راءول غاندي في الأشهر الأخيرة، علامات جديدة علي عودته للحياة بعد خمس سنوات من الركود منذ انتخابات 2014. وهذا بعدما تم تحويل الحزب، بالإضافة إلي تحالف التحالف التقدمي الموحد الذي يقوده، إلي فئات برلمانية ضعيفة. يأت ذلك بالتوازي مع ظهور تحالف مناهض لحزب بهاراتيا جاناتا من قبل حزبين إقليميين في ولاية أوتار براديش الشمالية الرئيسية هما حزب ساماجوادي وحزب بهوجان ساماج، بقيادة الخصمين السابقين أخيليش ياداف وماياواتي، مما أدي إلي تكهنات بأن حزب بهاراتيا جاناتا قد يفوز بمقاعد أقل بكثير، مما قد يجبر الحزب علي إيجاد شركاء للائتلاف معه ليشكل الحكومة المقبلة. ويعتبر مودي أكبر قوة انتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا فهو ناشط بشدة خلال الحملات الانتخابية ولم يتردد في لعب دور رجل »الأمن القومي» في الحملة الانتخابية. ويري مراقبون أنه وسط تراجع الدعم الشعبي للحكومة بسبب الإخفاقات الاقتصادية، ركز حزب بهاراتيا جاناتا مؤخراً علي سياسات الاستقطاب الديني المتنامي في الهند لتأمين انتصار انتخابي عن طريق إثارة نعرة الأغلبية الهندوسية ضد المسلمين والاقليات الاخري وإقناعهم بالتصويت علي أسس دينية. وقد تسببت بعض سياساته مثل الإلغاء المفاجئ للعملات النقدية فئة 500 و1000 روبية من التداول في عام 2016 وتطبيق ضريبة السلع والخدمات في يوليو 2017 في انخفاض دخل المزارعين وارتفاع البطالة. مما قد يؤثر سلبًا علي احتمالات حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات العامة لعام 2019. من جانبه، سعي حزب المؤتمر إلي استغلال هذا الضعف الاقتصادي الملحوظ في خطط مودي من خلال الوعد بتقديم خطة دخل أساسي شامل لكن حزب بهاراتيا جاناتا تحدي جدوي الفكرة. واتهم المؤتمر حزب بهاراتيا باستخدام الضربات الجوية الانتقامية علي باكستان كأداة سياسيةللفوز في الانتخابات. وأظهرت أربعة استطلاعات للرأي أن الائتلاف الحاكم لمودي سيفوز بأغلبية ضئيلة في الانتخابات المقبلة مع تركيزه علي الأمن القومي نتيجة للتوترات الأخيرة مع باكستان العدو اللدود للهند للتغلب علي المخاوف بشأن الوظائف وأجور المزارعين. وتتوقع الاستطلاعات أن يفوز الائتلاف الذي يتزعمه حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي ب 273 مقعدًا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 543 مقعدًا، أي أكثر من منتصف المقاعد المطلوبة للفوز بالسلطة. ومن شأن النصر الحاسم أن يمنح سيطرة حزب بهاراتيا جاناتا الهيمنة علي جميع مؤسسات الدولة،. وهو من شأنه تقويض سلامة واستقلالية مختلف أذرع الدولة، بما في ذلك القضاء والهيئات الرقابية العامة، والمؤسسات التعليمية التي تديرها الدولة. علاوة علي ذلك، فإن فوز حزب بهاراتيا جاناتا قد يعرض حريات وأمن حوالي 175 مليون مسلم هندي للخطر. حيث يسعي الحزب حاليا أن يصوت 80 % من الهنود الهندوس وفقا لهويتهم الدينية، مدفوعين بالعداء تجاه الأقليات.