الإمارات تطلق أول وزارة ل »اللامستحيل»، علي مستوي العالم. الاسم ليس فيه خطأ، بل بالفعل هو كما قرأت، لتكون هذه رابع وزارة في الشقيقة الإمارات ربما لا مثيل لها في العالم، هي وزارات السعادة والتسامح والذكاء الاصطناعي، وهي كما تري عناوين تستشرف الدولة للمستقبل، وتتأهب بتجهيز أرضية تقود فيه الدولة، ولا تنقاد، وتكون مصنعة، لتكنولوجيا الغد الخاصة بها، ووصل الأمر إلي حد أنهم يطبقون الآن تكنولوجيا تلقيح السحاب من أجل الاستمطار الاصطناعي، حتي أن الأمطار غطت الإمارات في وقت نحن فيه علي مشارف أيام من شهر مايو حيث تتجاوز درجات الحرارة ال 45 مع الرطوبة الخانقة. وزارة »اللا مستحيل» وزارة غير تقليدية، تعمل بدون وزير بعينه، ولكن طاقمها من أعضاء مجلس الوزراء الإماراتي لتنفيذ ملفات وطنية مهمة وبناء أنظمة حكومية جديدة للمستقبل.. أول مهام هذه الوزارة الوليدة إيجاد آليات لتقليص مدة قرارات مشتريات الحكومة من 60 يوما إلي 6 دقائق فقط (!!!) وثاني مهمة إيجاد آلية محددة لإكتشاف مهارات ومواهب كل طفل يولد في الإمارات للعمل عليها وتنميتها واستثمارها، علي اعتبار أن الثروة الحقيقية لأية أمة هي في البشر بدرجة أولي وثالثة ورابعة أيضا. لست هنا في مجال الكتابة انبهاراً بالإمارات، التي قالت إن المستحيل لم يعد جزءا من تفكيرنا، و»بالتالي فلن يكون من مستقبلنا المليء بالتحديات التي تستلزم التجديد بشكل مستمر في هيكلية الحكومة»، ولكن لكي أنقلك نقلا إلي مصر، لكي أدعوك للكف عن جلد الذات والوقوع في فخ المقارنات المحبطة، ولكي أقول لك بنفس مطمئنة إننا يجب أن نؤمن أكثر بإمكانياتنا ونتوقف عن تصدير لغة اليأس وتثبيط الهمم وأننا بالفعل نستطيع أن نفعل ما يدخل في نطاق المعجزات لو آمنا بما نفعل، واستشعرنا صدق القائد، وما فعلناه في السنوات الأخيرة يؤكد أنه كانت لدينا بالفعل وزارة بدون اسم معلن اسمها وزارة ال »اللا مستحيل» في نسختها المصرية وأن الدينامو الحقيقي لها هو شخص رئيس الجمهورية، الذي وإن كان ما فعله في كل ركن من أركان الدولة يعد معجزاً بجميع المقاييس حتي الدولية منها، ولكن إنجازه الحقيقي، في رأيي، هو محاولاته التي لا يصيبها الكلل ولا الملل ولا اليأس ولا الفتور، لزرع روح الأمل في نفوس المصريين، واستنهاض الهمم لديهم، وأصبح لديه شغف التحدي: تحدي ثوابت العجز الاقتصادي، وثالوث الفقر والجهل والمرض، وراح يحطم كل الثوابت التي تحطم كل الهمم، وتجعل من أمة محكوم عليها بما هو فيها إلي أمة من حقها أن تكون كما تستحق في الطليعة في كل شيء، وما تم من إنجازات معجزة في قناة السويس، وفي الطرق والإنفاق، وبقية المشروعات القومية، يقول بالفعل إن مصر لديها أول وزارة ل »اللامستحيل» حتي قبل الشقيقة الإمارات، مع فارق هو احتفاظ رئيس الجمهورية بحقيبتها!!!